حديث المعتزلات!!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن يهدي بك الله مؤمنًا.. خير لك من حمر النعم».. كلما أقرأ أو أستمع للقاء مع فنان أو فنانة معتزلة أشعر بأن هؤلاء الفنانين والفنانات «محظوظون».. فالله أعطاهم قدرة للتأثير في الآخرين ربما لا تتوافر لمشايخ في الدين يقضون كل وقتهم في دعوة الناس، ولكنهم لا يفلحون في ذلك.

فموت فنان أو فنانة يكون «عبرة» لمن لا يعتبر، وحادث «يقصم» ظهر أو رقبة فنانة يجعل كل المتهورين أصحاب عبرة، ومرض فنان مشهور يجعل كل الناس يحمدون الله على نعمة الصحة. فالمشاهير يموتون وهم مغمورون، وأصحاب الأموال يموتون، وهم لا يملكون «مليمًا»!!

وصاحبات الجمال ينطفئ جمالهن وبريقهن، وهن يشاهدن ابتعاد الناس عنهن؛ بسبب ابتعاد هذا الجمال وانطفاء هذا البريق.

استمعت إلى منى عبدالغني وهي تقول: إن كل الشهرة والأضواء التي أحاطت بهذا المجال الفني لم توفر لها لحظة راحة أو سعادة، كما توفرها لحظة في جنب الله.

وشاهدت سهير البابلي وهي ترجو الله أمام الملايين أن «يغسلها» بماء اليقين؛ لكي تتطهر من أعمالها.

وبالأمس كنت أقرأ لقاء للمعتزلة شمس البارودي وهي تستشعر ضآلة هذا الكون، وضآلة هذا المخلوق الإنساني وضعفه وقلة حيلته أمام عظمة الله وقدرته، وهي تدعو بأن يقوي الله إيمانها؛ لمواجهة ظلمة ووحشة القبر.

وقبلها كنت أستمع لصابرين وهي تقول: «ضحكت على نفسي كثيرًا وأنا أقول: كوّنت نفسي بالفن، والصحيح أنني ضيعت نفسي بالفن».

شريهان صرخت صرختها الشهيرة: «مش عايزة أي فلوس ولا شهرة ولا نجومية. ربنا يدينا الصحة».

شادية قالت يومًا: «كنت أحاول تكوين ثروة من وراء الفن، واليوم ثروات الدنيا كلها لا تغريني!».

الفنانات المعتزلات كل واحدة منهن كانت «عبرة» وحكاية لكل من تريد أن «تعتبر»، ولكن «من تعتبر؟!».. فالعبرة بالمجان والإنسان الفطن من يتعلم الدرس على حساب غيره!

يقول الداعية عمرو خالد: لو كل فنانة تساهم في توبة ربع معجبيها ومعجباتها لكنا بألف خير.. فهداية واحد أو واحدة خير لها من حمر النعم.

وسألوه: يعني إيه «حمر النعم»؟ فقال: بمقاييس هذه الأيام حمر النعم هي عربيات مرسيدس!!

 

شعلانيات:

إن الإنسان واضحٌ في كل فصلٍ من فصول حياته، لكنه غامض في كل المسرحية!

أتعس الرجال أقواهم جدًا، وأتعس النساء أجملهن جدًا، ولكن كانت هي أتعس الجميع فقد كانت الجمال والقوة معًا!

إذا ذهبت إلى البنك فستجد أناسًا لهم ملابس قديمة ممزقة فهؤلاء هم الدائنون، وأناسًا ملابسهم نظيفة أنيقة فهؤلاء هم المدينون!!