عمري وعمرك
هكذا انسحب العمر من بين يدينا ونحن على مشارف السبعين
ما أسرع هذه السنين
كأنها خلف ستارة من قماش الموسلين
أكاد أراها غير واضحة، ولكني أتوق أن أراها كل حين
أعيش بماضيها بضع ساعات
وكأني مازلت في شبابي لم أبلغ العشرين
يا أيها الزمن العجيب لِمَ تمر هكذا مسرعًا من غير أن ننتبه إليك
وكأنك سيارة إسعاف تنقل مصابين
أنظر في المرآة فلا أجد تغييرًا لأني معتادة النظر إليها
فقط عندما أرى صور الماضي أحس بفرق السنين
فهل صورتي عند حبيبي كما أنا الآن
أم لاتزال جميلة كما كنت قبل نصف قرن من السنين
فأنا أراه الآن أجمل مما كان
بالشعر الأشيب وتجاعيد الجبين
مي معروف – عمان
قبيلة الجراح.
أنت أيها الحزن المتربع في ضلوعي كف عن هذا الأنين الحائر، أوقف هذا البكاء الصامت، سوف توقظ جرحًا نائمًا في الأعماق، وهذا جرح آخر يهرول في اتجاهك، ويركل كرة الأوجاع متجهة صوب الهدف، وهذا آخر يلتفت يمينًا ويسارًا، وكأنه يحتقر هذه المدينة التي يستوطنها. مهلاً أيها الحزن، سجل في دفاترك المحترقة زائرًا جديدًا، إنه جرح من تلك الجراح التي تهاجر وفودًا كل عام، ولكن يبدو شكله جميلاً.. جرح أنيق كأناقة الدموع التي تتصنع البكاء، وهذا جرح آخر يقال إنه تعدى على حدود السعادة وحاول أن يسرق بسمة من ثغر الزمن الضاحك. لا تخف سوف أحميك، لن يصيبك الفرح، ستبقى أنت حاكمًا لقبيلة الجراح.
يوسف الكادي – السودان
مضيئة الظلام الحالك!
إلى من كانت سببًا في إيقاد عقلي وإنارة طريق الوصال لمركز الروحانية، إلى التي قصرت في حقها بالتأمل في شاشاتي بالساعات، ولم أعطها الحق في اللمحات، يا لوجهك المليح! أين كانت بصيرتي عندما أضعتها في شاشة صماء، ألا ليت حسنك يجملها، إلى من أدمنتني ووجهت بصيرتي نحو ذلك الشهاب الذي لا يضيء إلا مرة واحدة في السموات، فعلمت كيف تمكن صغيرتها بترقب، وبدعائها، حتى أصبحت أنا بما عليه الآن أمي. مضيئة الظلام الحالك.
سحر عدنان المختار - مكة المكرمة
في مهب الريح
حينما تتوجع وتضيق أنفاسك وتختنق بعبراتك ولا أحد حولك، يأتيك صمت رهيب يقتل سحر ابتسامتك وروعة نظراتك، يبعثر غضبك إلى قطع يصعب جمعها، تضيع بالدروب وتتوه، وتبحث عن مخرج وتأبى الخطوات والكلمات وتحتار!!
ما العمل.. ما الحل.. ما المطلوب؟! تفكر بمفاجآت الجميع، وتفكر مليًا وأمامك فقط بضع ثوانٍ لتنساق وراء قرارك، فتفاجئ نفسك بالسكوت والانصياع وراء الواقع المر الذي لا مفر منه، فرغم المسافة بينك وبين الهروب تتحدى نفسك وتخسر كل مرة.
لم تظل في جسدك أي مشاعر. تغامر بأحاسيسك وترسم انتصاراتك في مهب الريح
فتنتثر.. تنتثر.. تنتثر.
فاطمة السراء – الرياض
أنت وأنا
إن كنت وردة فأنا لك الماء
إن كنت دمعة فأنا لك البكاء
إن كنت قمرًا فأنا لك الضياء
إن كنت بحرًا فأنا لك الميناء
إن كنت وترًا فأنا لك الغناء
إن كنت ثمرًا فأنا لك الغذاء
إن كنت خطرًا فأنا لك الدعاء
إن كنت قدرًا فأنا لك العزاء
إن كنت دهرًا فأنا لك البقاء
إن كنت طيرًا فأنا لك السماء
إن كنت خيرًا فأنا لك العطاء
إن كنت خجلاً فأنا لك الرداء
إن كنت عسلاً فأنا لك الشفاء
إن كنت وطنًا فأنا لك الانتماء
إن كنت ذهبًا فأنا لك الثراء
إن كنت قلبًا فأنا لك الدماء
إن كنت حبًا فأنا لك الكبرياء
إن كنت ألمًا فأنا لك الدواء
أنت كل ما ذكرت وأكثر
ولا أستطيع من وصفك الانتهاء
فأنت وأنا نكمل بعضنا البعض
فهل تستطيعين العيش بلا هواء
إن أجبت! «بالطبع لا»
أكن أنا أسعد السعداء
أما إن كانت إجابتك بنعم
فتكونين قد حكمت على الكون بالفناء
رفعت محمد