مبروك
مبروك ليوسف العوض من السودان فوزه بنجمة العدد على قصته "الصدفة"، والتي حاول فيها اتباع أسلوب المفاجأة من البداية، كأسلوب الكتّاب الأمريكيين، ولو أنه غير اسم القصة لكانت صدفة حقاً. ننتظر منك مواد أفضل
الصدفة
كان مسافراً في الطائرة المتجهة إلى فرنسا ليلتقي ابنة أخت صديق عمره، ربما تصلح له زوجة بعد أن أخبره عنها خالها، حجز تذكرته على الدرجة الأولى، كان يقرأ في كتابه، جاءت ممشوقة القوام شعرها أشقر منثور على كتفيها، جلست إلى جواره فحيته باللغة الإنجليزية مع لكنة عربية، رد عليها التحية بأجمل منها، نظرت إلى ساعتها ثم تحدثت إليه: هل هذه المرة الأولى التي تسافر فيها إلى فرنسا، أجابها بأنه سبق أن زار فرنسا وحصل على درجة الدكتوراه. وهو الآن في زيارة إلى صديق عمره المقيم هناك، سألته هذه المرة عن اسمه، فأخبرها أنه جوزيف، جحظت عيناها، ولكن أخفت دهشتها عنه، أخبرته أن اسمها إلين، وهذه المرة الأولى التي تسافر فيها إلى فرنسا لزيارة خالها المقيم هناك، وفي هذه الأثناء أقلعت الطائرة.
غاصت في نوم عميق، فتناثر شعرها على كتفيه بحكم جلوسها إلى جواره، وبعد ساعتين وصلت الطائرة إلى فرنسا، أحس بأحد يربت على كتفه فالتفت إليه ووجد صديق عمره في انتظاره، وانتظار ابنة أخته الوحيدة، بعد لحظات ظهرت نفس الحسناء الممشوقة القوام ذات الشعر الأشقر بعد أن سلمت على خالها، وسلمت على صديقه ثم سألته هل هو صديقك الذي حدثتني عنه في القاهرة؟ فأجابها نعم، ثم بادره صديقه أيضاً بنفس السؤال فرد عليه بأنها هي.
ومن أمام المطار ذهبوا إلى الصاغة، ثم عادوا للمنزل وهنالك ألبسها الشبكة أمام خالها وزوجته.
يوسف العوض – السودان
غياب
حينما غاب "مضر"
أذهب أغدو كالمحتار..
كالتائه بين غابات وأشجار..
لا التزام.. لا إبداع.. لا أفكار..
أجلس بين هموم وأنين جدار..
أشعر بخمول وفتور وانكسار..
حتى سألني الجار.. ماذا جرى لك يا ابن البار؟!
لم يبق إلا أرض تبكي.. حجر يحكي.. وتدوي صافرة الإنذار..
عد صديقي إلى جوار المصطفى المختار..
حتماً ستلقى سكوناً.. وزينة.. ووقار..
حينما غاب "مضر"
ردد لساني وكرر..
أغفر اللهم لصاحبي ما قدم وأخر..
واعف عن والديه واسقهم من نهر الكوثر..
وارض عن أهله، وأسكنهم جنات ونهر..
فهم قوم علا تاج الأخوة رأسهم وافتخر..
منحوا محبتهم للورى دون طلب أو مهر..
وصفت نفوسهم من الحقد والشرر..
إلهي صل على حبيبنا محمد سيد البشر..
وآله وصحبه صلاة دائمة مدى الدهر..
إلياس صقر - المدينة المنورة
كيف هي حالتك
أتذرف الدموع عليك بغير ما أذرف... أم أن رجولتك الشرقية تمنعك من البكاء...!
أتذكرك جميع الأموات بي؟
صوت الرياح هائج كطموحي...
صوت النسمات عذب كروحي..
صوت البحر غامض كشخصيتي...
أتذكرك الأموات بي أم أن وعيك يمنعك من اقتراف مثل هذه الحماقات؟
أتشتاق إليّ؟
أم أن لوعة الاشتياق تبقى حكراً على قلبك؟
أتناجيني.. تسامرني.. تحدقني.. كما لو كنت قلباً وقالباً أمامك أم أن زحمة حياتك تسلب منك هذه المناجاة؟ ألا يزعجك استيقاظك كل صباح على صوت غير صوتي؟
ألا ترتعش كل ذرة في جبينك حين تحاول التفكير يوم يأتي علينا لنجد أنفسنا كلا في منفى؟ قل لي بحق كيف تكون حالتك حين تفارقك روحي؟
كارمن –مصر
وحيد
أسند رأسي على كتف الانتظار
وبي جرح يئن
ويعلو الصمت صوتُ الاحتضار
أشمُّكِ وردة في كفي
أحضن النسمة تأتيني
من الماضي وأختصر الحنين
تراكمت فوق كاهلي المسافات
أبحث عنك في طرقات الفجر
تسألني الطيور في خفر
أين التي علمتنا الغناء؟
أعتقني حبُّك من زنزانة الانكسار
ترميني أشعة الشمس
فوق شعرك المشغول بالكلمات
ألتمس طريقي إلى عينيك
أطرق جفن التوجع في المتاهات
تنفتح أمامي نجوم من ذهب
وجهك يسرق مني التعب
ينحدر الشوق على هامتي
درب الوصول طويل
وأنت مستحيل
تتساقط عناقيد الندى
المنثور فوق سيقان السنابل
أسمعُ تعويذاتِ المغيبِ
وتغريد البلابلْْ
يغمضُ الجفنُ على الوجَع
يحملني الحلم إلى ديارٍ بعيدة
مددت أذرعاً من قوس قزح
يرتع في أضلعي الفرح
تضيق مساحات الرحيل
ابقيْ كما أنتِ
فأنسج المواعيد في الخيال
وحيداً أبقى معك
إن لم أكن استرد المحالْ
أجملُ المواويل يختزنُ العشق في الخوابي
ينسدل ستار الثواني والدقائقْ
تنطبق على بعضها المفارقْ
وأبقى معك في كل وقت
أضمُّك نسمة أو نجمة أو جديلهْ
تتحطَّم القيودُ الثقيلة
ينشلح الضوء في فضاء الوجودْ
نوراً يشع مِنْ وجهك الأبدي
ينسدلُ الستار وتنثر الورودْ
أدوار جميل مدبك – أديلاد، أستراليا
حسرة...
في الليل
أثناء غياب القمر
تحت خيوط السحاب
أشتاق للغائب
وأحن للمهاجر
وأنادي الراحل
وأتساءل.. متى العودة..؟
متى القدوم..؟
طال الانتظار
واغتالني الغياب
وأبكاني العذاب
والرفيق مازال بعيدا..
أسأل القمر الغائب الحاضر
أين رفيقي الغائب..؟
صاحبة الجرح السرمدي – جدة
ترحب صفحة أقلام ونجوم بنشر مشاركات، لم يتسن لها الفوز في مسابقة المقال الساخر، وتعتبر كتابها وكاتباتها أقلاماً واعدة على الطريق.
شهر العسل
في المجتمعات الأجنبية غالباً ما يسمى الشهر الأول من الزواج بشهر العسل.. لما يتخلله من رومانسية ومحاولة إرضاء الطرفين لبعضهما، لكن لا أظن أن هذا المسمى ينطبق على مجتمعنا العربي، لأنه وببساطة في هذا الشهر بالذات يكون هناك صراع عنيف بين الطرفين للسيطرة على الآخر، فأم العروس تكون قد "حشت" ابنتها على الزوج بـ "احكمي من أولها لا يحكمك".. إلخ. فتبدأ الفتاة مصممة على أن يصبح زوجها خاتماً في إصبعها مهما كلف الأمر، وإلا فسوف تصبح خادمة لديه (ولأهله) طوال حياتها، لكن ما لا تعرفه العروس هو أنه كما وجدت من ينصحها على الطريق الصحيح في أول سنة "جواز"، فالعريس أيضاً هناك من ينصحه. فحماتها بالتأكيد تريد ابنها ان يكون رجل البيت، لذلك عليه أن يشكم زوجته من أولها، أي يثبت لها من هو الآمر الناهي في هذا المنزل.
إذاً فالرجل يحاول أن يسيطر، والمرأة أيضاً، لكن هل من منتصر؟!
غالباً ما تكون النتيجة فشل الاثنين أو فشل الزواج تماماً، لأنه لا يوجد من يتحمل الصراع الرهيب الحاصل.
وفي حالة فشل الطرفين واستمرار الزواج، يبدأ كل منهما بمحاولة إرضاء واسترجاع حبيب القلب.
إذاً على هذا الأساس يعتبر الشهر الأول وقتاً ضائعاً!!
أتساءل: هل «شهر العسل» هي الجملة الصحيحة لوصف هذا الشهر؟
تهاني محمد علي العياشي
السعودية ـ جدة
طائر الأماني الذبيح
كان هواها بداخلي، ويعلن عجزه المتشبث اليائس، ويظل يعافر كي يثقب جدار المستحيل، كنت أمني نفسي بلحظة ينفتح فيها القلب المترنح وأقول لها كلمات كثيراً ما طواها تحت لسانه المتلعثم، فقد كنت أراها دوماً المرأة الممنوحة لي من السماء كهبة إلهية، لكنها امرأتي المؤجلة لحين، فكنت أرى في مقلتيها طير الأماني المحلق بسماء الحلم، سماء لا تعرف الغيم، شمسها رحبة ولا تغرب.. ولكني كلما رفعت بصري لعينيها.. كان يرتد بصري فتموت الكلمات بحلقي!
كنت ألجأ للكُمُون، فأرصد وأسجل كل ما يصدر عنها، كنت أرقبها وهي رائحة وغادية حتى لاحظت أن محياها يزداد شحوباً وفترات شرودها تطول، وكنت أشعر بها وهي ترنو لي بعينين متوسلتين فأكاد أسمع صرير قلبها يناديني، فأحملق بها فأجدها ذاهلة.. كالغائبة..!!
حتى كانت اللحظة..
كان الوجود ساكناً في غبشة الغروب، حينها أقدمت بدافع من الهوى الدفين بمحاولة لفض لغز صمتها وشرودها، فكان أن التقطت نفسي هبوب أسى مقيم وهاجع بأعماقها قد حركته كلماتي من مستقره العميق. فاض الأسى واجتاح الوجه ثم طفر من عينيها السوداوين.
تجمدت أمامي شاخصة كالتمثال، غامت نظراتها حتى ظننتها قد وصلت لحافة الإغماء، حتى حانت اللحظة التالية.ركضت من أمامي هاربة، فأصابني الجمود وتصلبت أطرافي..ويا ليتني عدوت وراءها، ويا ليتني لحقت بها، لقد تركتني واختفت، تركتني للندم يفترسني. لقد تركتني لنفسي التي لا تكف عن استحلاب الألم واجتراره! فهل كان لابد يا قلبي أن تنتفض وتبوح؟
محمد الصيرفي – القاهرة
ردود سريعة
- إلى سعاد رغاي من المغرب: نعتذر عن نشر مشاركتك "حين تنتصر المرأة" لأن مضمونها لا يتواءم مع "أقلام ونجوم"، ننتظر منك المزيد.
- إلى نورة السويدي من دبي: نرحّب بك صديقة جديدة لزاوية أقلام ونجوم، وتأكدي أن موادك ستنشر تباعاً.