أخيراً، وبعد مرور ما يقارب عام على مقتل المبتعثة السعودية ناهد المانع (31 عاماً)، أعلنت شرطة "أسيكس" البريطانية في بيانٍ لها عن إلقاء القبض على (متهم) في هذه الجريمة وهو مراهق في السادسة عشر من العمر لم يعلن عن اسمه بعد. وقد جرت عملية الاعتقال في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الثلاثاء الماضي في منطقة Salary Brook Trail في كولشيستر، وهو الطريق نفسه الذي قتلت فيه الضحية السعودية عندما كانت في طريقها إلى معهد اللغة في الساعة 10.40 من صباح يوم 17 يونيو \ حزيران من العام الماضي، وقد بقي المتهم في الحجز لمدة يومين خضع خلالها إلى تحقيق واستجواب أدى في النهاية إلى تمديد احتجازه بتهمة تتعلق بجريمة قتل المبتعثة السعودية وجريمة قتل أخرى راح ضحيتها رجل يعاني من مرضٍ نفسي وهو أب لخمسة أطفال اختفى مساءً ليجدوه في صباح اليوم التالي مقتولاً إثرتعرضه لأكثر من مائة طعنة في أماكن متعددة من جسمه، والشرطة تربط بين هاتين الجريمتين اللتين يفصل بينهما ثلاثة أشهر، لكون طريقة التنفيذ واحدة وهي الطعن بالسكين وربما يكون هذا المتهم المراهق الذي وجدت معه الشرطة سلاحاً جارحاً هو مرتكب الجريمتين.
القدر يرسم النهاية الحزينة
وكان موقع "سيدتي نت" قد تابع هذه الجريمة من مكان حدوثها في مدينة كولشيستر التي تبعد نحو 90 كيلومتراً شمال شرقي لندن ونقلنا لكم يومها تفاصيل مقتل الطالبة السعودية المبتعثة التي جاءت إلى هذه المدينة مع شقيقها لتدرس اللغة الإنجليزية في أحد المعاهد التابعة لجامعة أيسكس تمهيداً لإكمال الدكتوراه وكانا عادة ما يأخذان الطريق نفسه في طريقهما إلى الجامعة كل صباح ولكن وقت محاضرة الشقيق في ذلك اليوم كان مختلفاً عن وقت محاضرتها لذا سبقها إلى الجامعة فيما قطعت هي الممر لوحدها وهنالك تعرضت للاعتداء الوحشي وعثر أحد المارة عليها وهي فاقدة للوعي ومرمية على أحد ممرات المشاة وكانت ترتدي عباية بلون أزرق غامق وغطاء رأس (حجاب) مطبع بمجموعة من الألوان وتحمل على كتفها حقيبة سوداء وبرتقالية تحمل لوغو Activ ورغم سرعة وصول سيارة الإسعاف إلى مكان الجريمة إلا أن المسعفين فشلوا في إنقاذها وفارقت الطالبة الحياة متأثرة بالجروح العميقة التي أصيبت بها من طعنتين مميتتين إضافة إلى أربعة عشر طعنة أخرى في الرقبة والرأس والذراعين وجرح خلف الرأس بسبب سقوطها أرضاً أثناء الهجوم. وقد أكد لنا زملائها في الدراسة بأنها طالبة جادة ومثابرة وذكية وكان ينتظرها مستقبل لامع ولكنها هوجمت للأسف بطريقة قاسية وهي في طريقها لطلب العلم.
الشرطة تزيل الغموض عن الجريمة
ويعد إلقاء القبض على المتهم تطوراً كبيراً في هذه القضية التي بقيت غامضة لشهورٍ عديدة عرضت خلالها الشرطة مكافأة قدرها 20 ألف جنيه إسترليني (أكثر من ثلاثين ألف دولار) لمن يدلي بأية معلومات توصل إلى مرتكب هذه الجريمة التي وصفتها الشرطة بالمسعورة، والتي لا معنى ولا هدف لها وقد بدأ المحققون منذ اليوم الأول بحثهم الدقيق من بيتٍ إلى بيت وفتشوا المنطقة باستخدام الكلاب البوليسية والهليكوبتر وأعلنوا عن حيازتهم لثمانية وثلاثين سكيناً عثروا عليها كجزء من التحقيق كما تلقت الشرطة منذ حدوث الجريمة وحتى إلقاء القبض على المتهم أكثر من 600 اتصال بغرفة العمليات من أشخاص يرغبون بتقديم معلومات كما فتشوا 325 بيتاً وتحدثوا إلى 244 شخص وحصلوا على 1300 إفادة أخذت من شهود عيان وسكان في المنطقة واستمعوا إلى أكثر من 950 شخصاً أدلوا بمعلومات وفتشوا نحو 4546 موقعًا بحثاً عن أداة الجريمة وأي أثر يدل إلى القاتل.
كما نشرت الشرطة 88 صورة لبعض سكان المنطقة وطلاب في جامعة أسكس تم التقاطها عبر كاميرات المراقبة الأمنية في المقاطعة وتعرفوا من بين هؤلاء إلى 42 شخصاً كانوا بمثابة شهود أفادوا سير التحقيقات. وقال رئيس المحققين المشرف على القضية: "كان هنالك تجاوب رائع من الناس وأنا ممتن من الدعم والمساعدة التي قدومها لنا".
والآن وبعد إلقاء القبض على المتهم، هل تظنون أن هذا المراهق هو القاتل الحقيقي؟ أظن أن الأمر كذلك لأن الشرطة تملك أدلة دامغة ولكنها تستخدم صيغة (المتهم) ما دام الأمر لم يصل إلى المحكمة والمرافعات والإدانة القانونية.. وسنبقى متابعين لهذه القضية وننقل لكم كل جديد يكشف غموضها.