أبي مقامر
سيدتي أنا امرأة متزوجة في الثامنة والعشرين، تزوجت قبل عام،عندي مشكلة لم أجد لها حلا، لقد تزوجت برجل من بلد غير بلدي، أنا من أسرة كانت مستورة: كان أبي موظفا في بنك وكنا مستقرين وفي حالة مادية جيدة، ثم أصيب أبي بداء القمار، وضاعت كل فرصنا في حياة محترمة وهادئة، كنت في التاسعة عشرة، وأختي في السادسة عشرة، اضطررنا لترك الدراسة لكي نعمل ونوفر لقمة العيش، وانزلقنا إلى الحرام، لأننا لم نجد فرصا أخرى، لم نكن نخبر أمي لأنها تصلي، ولم تكن لترضى عما نفعله، وكانت أمي المسكينة تعاني من أفعال أبي، ونمت لديها عقدة بأنها تعيش عالة عليّ وعلى أختي، المهم هو أنني كافحت حتى حصلت على الثانوية، وأكملت الدراسة في معهد سكرتارية لمدة عامين، وذلك لأنني كنت متفوقة دراسيًا، عشنا جحيما فظيعا، لأننا كنا ما إن نجمع أي مبلغ من المال حتى تأتينا شكاوى من جهات تطالب بسداد الديون وإلا السجن، فكنا ندفع فيزيد ذلك أمي حزنا، أنا وأختي كنا نعطي لأمي كل ما عندنا لكي ترضى، حتى لو بخلنا على أنفسنا، تعرفت على شاب، وحكيت له كل شيء عن نفسي من الألف إلى الياء، وتقدم لأسرتي وطلب يدي وتزوجنا وسافرت معه، والحقيقة هي أنه لم يقصّر معي، وأعطاني ألفي دولار مساعدة لأمي لتسديد فاتورة إصلاح سقف البيت.
بعد الزواج أدركت أن زوجي كموظف حكومي لا يمتلك إلا راتبه، وحين كتبت لي أمي طلبًا لمساعدة، أسقط في يدي، وفكرت في بيع شبكتي، ولكني أدركت أن ثمنها سوف يسد احتياج أمي مؤقتا، لكنه لن يحل المشكلة، أبي مازال على حاله وأختي إمكانياتها محدودة، أخشى أن أصارح زوجي فيغضب وتتلف علاقتي معه، أرجوك ما الحل؟
الحائرة ورود
عزيزتي أتمنى أن يهديك الله إلى الحل السلمي، نصيحتي هي ألا تحملي نفسك ما لا طاقة لكِ به فمسؤوليتك حاليا في المقام الأول نحو زوجك وواجبك نحوه، فلا تنسي أن الله سبحانه وتعالى قد فتح أمامك طاقة أمل حين أرسل لك زوجا انتشلك من دوامة الحرام، وأتاح لك فرصة لإصلاح دينك ودنياك، ولقد أظهر لك زوجك حسن النوايا وأرسل لأمك مبلغا محترمًا، مع أنه موظف ولا يمتلك سوى راتبه، لست مسؤولة عن أفعال والدك، إدمانه للقمار ابتلاء من الله وامتحان له، وقد أمضى من العمر والتجربة ما يكفي لإعادة النظر في حياته وفي سلوكه نحو نفسه ونحو أسرته، إذا كانت أمكِ مريضة وبحاجة إلى طبيب اطلبي من زوجك برفق إن كان يقبل استضافتها لديكم بضعة أشهر، وفي تلك الحالة فقط، استسمحيه أن تبيعي شبكتك لتوفير نفقات سفر الوالدة وإقامتها، فالشبكة هدية من الزوج، وتصبح ملكا للزوجة ولها مطلق الحرية في التصرف فيها، ولكن استسمحيه من باب الأدب ومراعاة شعوره فقط، لا تحملي هم أختك فهي لم تعد صغيرة ولها تجارب حياتية تؤهلها لاختيار الطريق السليم، وإذا قبلت والدتك أن تزورك فلعل غيابها عن البيت يحمل والدك على إعادة النظر في علاقته معها وفيما تحملته بسبب سلوكه، وربما لاحت له فرصة للتوبة وإصلاح حياته وحياة الأسرة بأكملها، المهم هو ألا تضيع منك فرصة الاستقرار مع هذا الزوج الكريم بسبب هواجس وظلال من الماضي، وفقك الله لما فيه سواء السبيل
هل أفسخ الخطبة؟
سيدتي أنا طالبة في كلية الطب في السنة الثالثة، خطبت منذ عامين لشخص حاصل على دبلوم هندسة ميكانيكية ويعمل مساعد مهندس، في البداية وافقت على الخطبة لأن أهلي كانوا معجبين بالشاب، ولم يفكروا بأنني أدرس الطب، وأنني بعد التخرج سأكون أعلى من خاطبي في درجة العلم، والآن وبعد عامين من الخطبة بدأوا يحسبون حسابا لذلك الفارق، ويطلبون فسخ الخطبة، أنا في الرابعة والعشرين وأنتمي إلى أسرة متوسطة الحال، ونعيش على راتب والدي فقط، ولا أرى أن وضع خطيبي الاجتماعي أسوأ من وضعنا، علما بأنه منذ البداية صارحهم بأنه لا يحمل خبرة في مجال عمله، وأنه في مرحلة تكوين المستقبل، وهو حاليا لا يعمل في مجال تخصصه، بل يعمل بائعا في محل تجاري، بصراحة بعد الخطبة ازدادت محبتي له وتعلقي به، حتى أصبح من الصعب جدا أن أوافق على فسخ الخطبة، فما العمل؟ هل أستمع إلى كلام أهلي أم أصر على استمرار الخطبة وأستثير غضبهم؟ أرجوكِ دليني على الصواب.
الحائرة سالي
عزيزتي ولماذا لا يعمل خاطبك في مجال تخصصه؟ العمل في محل تجاري لن يحل مشكلتك ومشكلته، أنبهك إلى أن المحب يركب الصعب للفوز بمحبوبته، لا أتصور أن خاطبك يمتلك من الهمة والطموح ما يجعله شريكا كُفؤا لك في المستقبل، وأنا هنا لا أتكلم عن الفارق في الدرجة العلمية، لأن الوضع الحالي هو أنك طالبة وهو خريج، أنت لم تحصلي بعد على بكالوريوس الطب، بينما هو حاصل على دبلوم وضعه في الخزانة وأهمله، وكان بإمكانه أن يحصل على فرصة عمل في مجاله، مهما كان الراتب ضئيلا، لو أن له هدفا على المدى الطويل لتكوين مستقبل مستقر يجعله كفؤا لك، لو أنه جمع بعض المال وطلب قرضا لكي يبدأ ورشة ميكانيكا خاصة به صغيرة ثم تكبر، لتوسمت فيه العزيمة والطموح، ولكن حبك له يجب أن يكون حافزًا على التقدم والازدهار، شجعيه على التطور والارتقاء بنفسه وبعمله، فامنحيه فرصة زمنية، ولتكن ستة أشهر أو عامًا لكي يبدل ظروفه، فإن لم يفعل، فتقبلي كلام أهلك لأنهم ينظرون إلى بعيد، بينما أنت تعيشين في أحلام الحاضر، ولا يثير المستقبل اهتمامك.
أيام الحب
سيدتي هذه المرة الأولى التي أطلب فيها استشارة، أنا فتاة في العشرين، طالبة في الجامعة، تربيت في بيت معتدل الفكر، خاصة فيما يتعلق بأن تختار البنت شريك حياتها، فقد كان أبي وأمي زملاء في الجامعة، وجمع بينهما الحب الذي انتهي بالزواج، ومع ذلك فإن والديّ يخافان على بناتهما، وقد تعرفت على ابن الجيران وهو شاب في السادسة والعشرين، والده توفي، ولذلك وبعد تخرجه من الجامعة أصبح مسؤولا عن أمه وشقيقته، تعارفنا عن طريق المصادفة، وأصبحنا أصدقاء، وتعرف على إخوتي، وكان يعاملني وكأنني إحدى أخواته الصغيرات، ولكني أحببته وأخفيت مشاعري لفترة، ولكن الزمام أفلت مني ذات يوم واعترفت له بالحب، وكاشفني بأنه يبادلني نفس الشعور، ولكنه كتم مشاعره حتى لا يزعجني، فأخاف منه وأبتعد عنه، هو لا يتصل بي كثيرا، فيدفعني اشتياقي للاتصال به، ومؤخرا فتحت معه موضوع الارتباط، فقال لي إنني أعلم الناس بظروفه، خصوصا بعد أن تعرضت والدته لنوبة قلبية استوجبت إجراء جراحة معقدة، أحيانا تكون ظروفه المالية قاسية جدا وانا أقدر ذلك، ولكني لا اعرف ماذا علىّ أن أفعل،
هل أصبر؟ هل أنتظر؟ أرجو الرد السريع
غيدا محجوب
عزيزتي ولماذا تعتقدين أن الأهل يخافون على بناتهم؟ الخطر ليس هو اختيار البنت لشريك حياتها، ولكن الخطر هو أن تتعجل البنت اتخاذ مثل هذا القرار الذي يتحدد وفقًا له مصيرها، وعلى أسس غير سليمة ولا عقلانية، انجذاب البنت نحو شاب تضعه الظروف في طريقها، سواء كان زميلا جامعيا كما كان والدك في حياة والدتك، أو ابن الجيران كما هو الحال في حالتك، والدتك تزوجت زميلا لها في الجامعة وفي تلك الحالة الزمالة هي البنية الأساسية في كفاءة كل منهما، كما إن الاختيار تم بعد معرفة استمرت، وبعد تفاعل كل منهما مع الآخر لفترة طويلة، ولكن في حالتك فإن ابن الجيران هو الشخص القريب البعيد، ظروفه الاجتماعية تفرض عليه انتظارا طويلا، ولاشك أن رعايته لأمه وأخته تحسب له، وتثبت أنه على مبدأ وعلى خلق، ولكن رغبتك في وصاله تعتبر ضغطا عليه، وبوابة للإحساس بالألم، ظروفه التي صارحك بها تحتم عليه الانتظار الطويل، ولكن ظروفك لن تسمح لك بالانتظار، لذا لا أنصحك بأن تعلقي عليه أملا، لو أغلقت قلبك وبابك دون أية فرصة مناسبة للاستقرار تظلمين نفسك، وتأكدي أن للحب وجوها كثيرة، ومنه أنتتمني لمن تحبين النجاح في حمل الأمانة، وألا تشعريه بأنه خيب أملك، نصيحتي لك هي الاهتمام بدراستك في الوقت الحالي وبإثراء نفسك وتعميق صداقاتك ومواهبك إلى أن تصادفك فرصة تحقق لك السعادة المنشودة.
الوسواس
سيدتي أنا سيدة في الثلاثين، أم لابنة واحدة لم تكمل عامها الأول، أعاني من الوسواس وتراودني أفكار شريرة أحاول تجاهلها، أحيانا أتخيل أن زوجي قد مات، أو أن مكروها أصابه، وأحيانا تراودني أفكار بأن أؤذي طفلتي، وفي أحيان أخرى تراودني أفكار سيئة عن حماتي مع أنها سيدة طيبة ويعلم الله أني أحبها، كل ذلك يشعرني بالخوف لأن أمي كانت تعاني من نفس الظاهرة التي دمرت حياتنا، أنا أحب زوجي وأخاف على حياتي معه، ما العمل؟
أم هالة
عزيزتي هذه الوساوس تدل على وجود خلل ما في وظائف المخ والجهاز العصبي، ورغم أنني لست طبيبة، فإني أقول لك إنها حالة طارئة وقابلة للعلاج إن شاء الله سبحانه وتعالى، كل مرض له دواء ولا يختلف المرض العصبي عن أي مرض آخر كالإنفلونزا، أنصحك باستشارة طبيب مختص في الأمراض النفسية والعصبية ولا تخجلي من ذلك لأنه طبيب كسائر الأطباء، وسوف يصف لك دواء يعيد الهدوء المنشود، ولا تعذّبي نفسك بتصوّر أنك ورثت الظاهرة عن والدتك، تأكدي أنها حالة عابرة سوف تتراجع بالعلاج.
أحزان أرملة
سيدتي..
أنا أرملة في الأربعين.. وأنا أم لابنتين وصبيين.. أكبر أولادي في الثانوية العامة.. متاعبي محورها أولادي وطلباتهم التي لا تنتهي.. الكبير يطالب بسيارة ندفع ثمنها بالقسط.. والبنت الكبيرة سببت مشكلة، حين اكتشفت أنها تعرف شابًا على الإنترنت وتكلمه.. سحبت منها الجوال وأقفلت النِت.. وتحولت ابنتي إلى شخصية عنيفة تجادل وتبحث عن المشاكل.. ما هو الحل الصحيح برأيك؟
أم جنان
سيدتي..
لم يرد في رسالتك ما يعينني على تحديد الحالة الاجتماعية والاقتصادية التي تنتمين إليها.. فأنا لا أعرف إن كنت أمًا عاملة ذات دخل مستقل، أم أن مواردك محدودة من دخل تركه زوجك أو معاش أو ما شابه ذلك.. ولكن مهما كانت إمكانياتك المادية، فأنت الآن في موقع الأم والأب معًا.. إذا طالب ابنك وهو تلميذ في الثانوية العامة بسيارة، وهو يتوقع أن تدفعي ثمنها بالأقساط، لا ترفضي، ولكن ابذلي وعدًا بأن تلبي الطلب، شريطة أن ينجح في امتحانات الثانوية العامة، وأن يبحث عن وظيفة في العطلة الصيفية تحقق له بعض المال، ليساهم به في ثمن السيارة، لو فعل سوف يشعر بمسئولية نحو السيارة، لأنه سوف يساهم في ثمنها.. وسوف يجدّ في الدراسة؛ لأنه يعرف أن تحقيق المطلب مرتبط بنظام الثواب والعقاب.
موقفك من ابنتك إن كانت تصغر شقيقها في العمر ليس خطأ، ولكن الأفضل أن تنتهزي فرصة لكي تفسري لها أسباب سحب الجوال وإقفال النِت.. أول تلك الأسباب هو أن البنات في مثل هذا العمر يكن عرضة لمشاعر قوية لا تقوم على أساس عقلاني، وبالتالي يمكن أن تقع الفتاة ضحية لشاب ينتقل من مغامرة إلى أخرى على النِت، لأنها لا تكلّفه شيئًا.. وأن البنت تتعود على الاتصالات، وإن كفت الاتصالات قد تشعر بالحزن والمرض وتفشل في الدراسة.. والأهم في نقاشك معها هو أن تؤكدي أنك أقرب الناس لها، وأن المنع ليس عقابًا، وإنما حماية لها؛ لأن الحرية هي قرينة المسئولية، والبنت في مثل عمرها هي مشروع امرأة، يكتمل خطوة بخطوة، لكي ينجح ولا يسطو عليه أحد.. أكدي لها أنك حين تدركين أنها أصبحت سيدة نفسها وعواطفها، فسوف يكون قرارها مستقلاً تمامًا.. ولكي تصل إلى تلك المرحلة، يجب أن تسير بخطى ثابتة في الحياة، وفي الدراسة تحت رعايتك؛ لأنك في الوقت الحالي مسئولة عن سلامتها وعن نجاحها.
ردود
إلى أم نور ـ الكويت
لا تعترفي لأمك بأي شيء قبل أن يقدّم الشاب نفسه لأسرتك، تحاشي كل صدام وتحاشي التعجل.
ألى منصور آل
أشكرك على اهتمامك، وأحترم وجهة نظرك، ولكن رأيي أن مناقشة أي خلاف، أفضل السبل للوصول إلى حل.
شاركوا عبر موقع «سيدتي» من خلال البريد الإلكتروني[email protected]