كثير منَّا يقرِّر كل سنة أن يعيش الشهر الفضيل بأسلوبه الخاص ويحاول بالتصميم والإيمان الابتعاد عمَّا يوقعه في المعصية، لتكون أيام الشهر استثنائيَّة بالنسبة إليه، ولا تمر عليه فرصة الإصلاح، إصلاح الروح لترتقي وتتطهر من الذنوب، وتصبح أقرب إلى رضا الله تعالي.
«سيدتي» التقت بعض الأشخاص لتعرف منهم ما هي الأمور التي سوف سيمتنعون عنها في شهر رمضان المبارك.
رغبة المشاهدة
تستهل شمس علي 29 عاماً (صحافيَّة وقاصة) بقولها «منذ أعوام وبحكم عملي بالمجال الثقافي والأدبي والصحافي لست من هواة مشاهدة التلفاز إلا ما ندر ولأعمال انتقيها بشدَّة غالباً ما تكون أفلاماً لروايات تم تمثيلها. وتضيف: وبما أنَّ رمضان بات موسماً يتنافس فيه صناع الدراما في عرض ما يجتذب غالباً كافة الأذواق والشرائح ففيه لا شك ما يجذبني لمشاهدته، لكنني أحاول خلاله أن أقاوم رغبتي تلك بشدَّة وعادة ما أنجح في ذلك.
ويتفق نايف السلمي 33 عاماً (معلم) مع شمس بقولة: شهر رمضان شهر عبادة وطاعة لله عز وجل وتلاوة للقرآن ونلاحظ قبل بدايته تكثر الإعلانات الفضائيَّة للقنوات بشكل لافت للمسلسلات والأعمال الدراميَّة والمسابقات التي توحي للمتابع بأنَّ هذا الشهر هو شهر المشاهدة وليس شهر الصوم والتعبُّد وتلاوة القرآن، كما أراده الإسلام أن يكون. فامتنع عن مشاهدة التلفاز بكثرة في هذا الشهر الكريم.
القيل والقال
منى الرئيسي 26 عاماً(رئيس قسم المساعدات القانونيَّة بدائرة القضاء بأبوظبي): في شهر الخير امتنع عن قضاء وقتي في مشاهدة المسلسلات غير الهادفة والمسابقات التي تهدف إلى نشر المعلومات غير المفيدة، ومجالسة الأشخاص التافهين، وامتنع عن حضور المجالس التي يكثر فيها القيل والقال، ومتابعة البرامج الدعائيَّة غير الهادفة هذا بالإضافة إلى متابعة الاخبار السياسيَّة.
عبد الله متعب الغامدي 30 عاماً (مدير مدرسة) «في العلاج الجمعي نتعلم ونعلم كيف نكف عن استعمال تعبير (لا أستطيع) أو (لا أقدر)، ونقول للمريض نحن هنا (لنجرب) ما لا نستطيع، وليس (لنكرر) ما نستطيع. ويضيف: في الحياة العاديَّة يتكرَّر مثل ذلك مع المدخنين مثلا، حين يصرون على أنَّهم لا يستطيعون الكف عن التدخين، وفد بلغ من رسوخ عدم الاستطاعة هذه مبلغاً أنَّ بعضهم يعجز عن صيام رمضان، ليس لجوع أو عطش، ولكن لأنَّه لا يستطيع أن يمتنع عمَّا اعتاد عليه، الأمر الذي ورط الرجل الطيب المبدع جمال البنا في فتوى جواز صيام المدخن وهو يدخن، فأوقعه إبداعه فيما كنت أتمنى ألا يقع فيه.
ترتيب الأولويات
سلمى الحفيتي 27 عاماً (كاتبة إماراتية) «في شهر الخير أعزم بإذن الله أن أمتنع عن إضاعة ساعة واحدة في غير ما يقربني من الله، وأخص بالذكر وسائل التواصل الاجتماعي التي تلتهم جل أوقاتنا رغم أنَّها لا تأتي بفائدة تذكر، بل قد تؤخر عملاً أو تشتت ذهناً عن اتقان عمل.. فترتيب الأولويات والتركيز على الطاعة هو هدفي الأسمى (وعجلت إليك رب لترضى)».
الرأي النفسي
تعلق الدكتورة سحر رجب (مستشار نفسي وأسري) بقولها: «ديننا الحنيف دين خير وبركة ورضا وسعادة، والإقبال على شهر رمضان مهم جداً لسعادتنا أولاً ثمَّ سعادة من حولنا. ومن الأمور التي تسعدنا محاولة وبشتى الطرق التأمل والنظرة الراقية والاستعداد لدخول الشهر الكريم رمضان، ها نحن نشتاق له من عام لعام ونرحب به.
ومن الأمور التي أتركها في رمضان فعلا تواصلي مع القنوات، لا أشعر بتفرغ كامل له، وليس من أولوياتي، لأنَّ في هذا الشهر هبات وحسنات تفوق الوصف، وترغمني على الثبات الذي أنا به، حين أهجر التلفاز أتقرب بالصلاة، وقراءة القرآن، لأنَّ لدي متسعاً من وقت، وبما أن صيامي لله يستحق مني أن أقبض على لساني، وهذا ليس فقط في رمضان محاولة التطبيق في أغلب الوقت، المسارعة بتفطير صائم ولو بقارورة ماء أو لبن أو بضع تمرات، ليس عيباً القلة، العيب ألا أتقدم بهذا الشيء، والذهاب للسوق بأضيق الحدود لأكرس جهدي ووقتي ومالي للأهم، حيث يتصاعد العمل الطيب ويتكاثر.
والأسواق موجودة طوال العام وتكدس المشتريات أيضاً، لماذا لا أكون حكيمة ولا أهدر مالي أو وقتي في هذا الشهر الفضيل. أطلق العنان للصدقات أفضل ما أطلقها للمولات فكل شيء مضاعف، لهذا أذكر أنَّ الله وكرمه أجدر أن نتفاعل معه.