شهر رمضان الكريم يختلف عن بقية الأشهر كلها؛ فهو شهر الروحانيات العالية من صوم وأعمال خير وزكاة. والاستعداد له مختلف تماماً من حيث المأكولات والعصائر، إذ إن المائدة الرمضانية تكون عامرةً بكل ما لذّ وطاب؛ كالشوربات والمقبلات واللحوم.. إضافة إلى العديد من الأطباق الشعبية المحلية.
ولعلَّ تحضير هذه الأصناف كلها يحتاج إلى مهارة وجهد ووقت قد لا تتوافر عند الكثيرات، لكن الأمر السارّ هو وجود العديد من صانعات الأكلات الشعبية السعوديات اللواتي يقمن بتحضير أروع الأطباق في بيوتهن حسب الطلب.
«سيِّدتي» استمعت إلى قصص سيدات سعوديات قررن إعداد الولائم وصناعة المأكولات لبيعها في الشهر الكريم، إضافةً إلى آراء سيدات من المجتمع المحلي حول هذا الموضوع:
تحضيرات مسبقة
مناير الحميد «23 عاماً» تقول: «في شهر رمضان الكريم يزداد الطلب على مأكولاتي؛ لذا أقوم بعمل تحضيرات مسبقة قبل بداية هذا الشهر. ومن أكثر المأكولات المطلوبة؛ الكبسة والبرياني، كذلك الخروف المحشي والمشوي، إضافةً إلى الفطائر والحلويات الشرقية والغربية».
مأكولات خفيفة
أما هتون المرداد «25 عاماً»، فتقول :«أنا متخصصة في تحضير المقبلات والحلويات والعصائر والمأكولات الخفيفة بطرق تقليدية ومبتكرة؛ مثل السمبوسك بالحشوات التقليدية كالخضار والجبنة واللحوم، أو بحشوات مبتكرة كالزيتون وجبنة الموزاريلا أو الكريمة والنوتيلا».
الأكلات الشعبية وظيفتي
فيما تقول أم عبدالله «47 عاماً»: «أعمل من بيتي منذ 20 عاماً، حيث أقوم بطبخ وبيع المأكولات الشعبية التي تشتهر بها المملكة؛ كالبرياني، الكبسة، عيش الصاج، الحنيذ، العصيدة، المفلق، الجريش، الأرز العسيري، الكبيبة الحائلية.. وغيرها من المأكولات التي لا غنى عنها في المائدة الرمضانية».
تستحق التجربة
وقالت رودينة المازن «28 عاماً»: «أعتقد أن الاعتماد في الولائم على الأيدي السعودية أمر يستحق التجربة، وقد أجرب بالفعل خلال هذا الشهر التعاون مع النساء اللواتي يقمن بهذا العمل، ويكفي أن المائدة ستكون بنكهة سعودية خالصة».
للمذاق أصول
فيما قالت العنود صالح «30 عاماً»: «حسب تجربتي، أصبحت لدي قناعة بأن هؤلاء السيدات المتخصصات في إعداد الولائم من منازلهن يحافظن على أصول المذاق والإبداع في المأكولات الشعبية والعادية».
مجازفة
أما أمل الخثلان «25 عاماً»، فقالت: «والدتي تقول دائماً: إن الاعتماد على سيدات غير معروفات لإقامة وليمة أمر أشبه بالمجازفة، فقد يكون مذاق المأكولات ممتازاً، وقد يكون غير ذلك؛ وعندها لن ينفع الندم.».
ظاهرة في ازدياد
أما نجوى فرج الاختصاصية الاجتماعية في مستشفى قوى الأمن، فقالت: «ظاهرة السيدات السعوديات اللواتي يقمن بإعداد المأكولات في منازلهن، هي في ازدياد بسبب الإقبال الشديد على منتجاتهن وخاصة في الشهر الكريم، وهنَّ يستحققن كل التقدير؛ لأنهن برهنَّ أنهن قادرات على إثبات الذات».
مذاق الأصالة
قالت الممرضة جود الخليفة «26 عاماً»: «نصحتني صديقتي بسيدة تشكر كثيراً في طعامها ونظافتها وأسعارها، فقصدتها طالبةً منها الأصناف التي أودها. وقد سلمتني الطلبات في موعدها، وكانت رائعة ولها مذاق الأصالة؛ لذا سوف أتعامل معها طوال الشهر الكريم».
زوجي ورَّطني
كما قالت رهف الزهراني «32 عاماً»: «في إحدى المناسبات الخاصة، قمت بدعوة العائلة والأصدقاء، وعندما سألتني السيدات حول الأطعمة أعطيتهن اسم السيدة التي أعدتها وعنوانها، أما زوجي فقد أخبر أزواجهن بأنني أنا التي صنعت الطعام، مما جعل أزواجهن ينتقدون زوجاتهم بعد الحفل، فاضطرت الزوجات لإفشاء الحقيقة».
أغرب المواقف وأطرفها لصانعات الطعام
تروي مناير الحميد أغرب موقف حدث معها، قائلة: «مرة طلبت مني سيدة تود الاحتفال بعيد زواجها إعداد أصناف معينة، وعندما قمنا بتوصيل الطلب كان زوجها قد توفي، والأكل الذي أوصت عليه للاحتفال أصبح طعاماً للمعزين».
فيما قالت هتون المرداد: «أكثر موقف محرج لي عندما جاءت سيدة لتسلّم طلبها الخاص، وحين كنت أقلب حلوى الكريم كراميل بالكيك لم أستطع قلبها بسبب التصاقها بالصينية! وكانت هي المرة الأولى التي تحصل معي».
كما قالت أم عبدالله: «عندما تزوجت بنت أختي، سكنت بجواري، ولأنها لا تتقن الطبخ؛ كنت أعدّ الطعام وأرسله لها خفيةً على أنها هي من تطبخه حتى اكتشف الأمر زوجها، فقال لها: لو أخبرتِني منذ البداية لتزوجت أم عبدالله».