الغرام بالمسلسلات الرمضانيَّة عنوان لطالما فرض نفسه بالمجالس النسائيَّة والرجاليَّة، والذي يصل إلى حدِّ الهوس عند بعض السيدات على وجه الخصوص، إلا أنَّ السحر هذه المرَّة يبدو وكأنَّه انقلب على الساحر، ماذا لو في يوم وليلة أعلن المشاهد الذي كان إلى وقت قريب ينتظر المسلسل الرمضاني على أحرِّ من الجمر قرار عزوفه عن المتابعة. فالمشاهد العربي يا صانع المسلسلات العربيَّة لم يعد صاحب البريق الذي يبقينا ساهرين حتى طلوع الفجر.. لماذا؟.
تستهل فوز جماح الغامدي (صحافيَّة وسيدة أعمال ـ 34 عاماً) بقولها: رمضان شهر فرضه الله للعبادة وخصه الله دون باقي الشهور بالروحانيَّة، وبه أفضل ليلة عن باقي الأيام، لكن للأسف باتت القنوات تتنافس في طرح المسلسلات الهابطة التي لا تمس الجو الرمضاني والطقوس الروحانيَّة، أبدع صناع الدراما في إخراج المسلسلات والبرامج والدعايات الملهية عن الذكر واستغلال شهر المغفرة والعتق من النار بالمتابعة في كل الأوقات، والمضحك موعد أجمل المسابقات الكاذبة والمسلسلات الغرامية بنفس توقيت صلاة التراويح وما يثير الجدل تأكيد غالبيَّة نجومها على أنَّ رمضان هذا العام سيحظى بأفكار دراميَّة تركيَّة تنيرها أفكار العشق والخلوة والانحراف حتى طلوع الفجر، فلا وألف لا للمتابعة»..
نقد وتعليم
من جهة أخرى تقول المخرجة والمُقدِمة، نور حسن آل يوسف (14عاماً): كانت قضاياها من الواقع المعاصر، أما الآن فالأفكار ركيكة والحبكة ضعيفة والسيناريو يكتب لأهداف تجاريَّة بحتة فتحولت المسلسلات إلى سلع بأهداف ماديَّة بعيدة عن القيم وقضايا المجتمع، أيضاً فإن تشتت الكوادر الفنيَّة بالاشتغال على عدد لا معقول من الأعمال التلفزيونيَّة هو سبب مهم في ذلك، وكوني مخرجة فلا أراهن على عدم مشاهدتي للمسلسلات حتى أستطيع النقد ورؤية أفكار جديدة.
الدرامة المتكرِّرة
أما عثمان موسى الحميري (منتج اعلامي ـ 25 عاماً): كثرة المسلسلات وتعارضها في الوقت لضيقه، وحصر البطولات في أشخاص مكررين وأسلوبهم المتكرر للمشاهد، وتقارب السيناريوهات، وعدم اعطاء فرصة جيدة للجدد، ومنهجيَّة الدِّرامة المتكرِّرة، ومنهجية فكاهية «الكوميديا» غير الواضحة الفكرة أو السياسة المقصود توصيلها بالرسالة للمتابع، والدعاية الضعيفة للمادَّة المعروضة، وكثرة المسلسلات البسيطة وندرة الكبيرة، فهذه من الأسباب التي تجعل كثيرين يكسبون الرهان بعدم مشاهدة لكثير من المسلسلات.
لوم القنوات
من جهة أخرى تقول هلا الصعيري (صحافية ـ 28 عاماً): اعتدنا على رونق خاص في رمضان، خاصة بعد الانتهاء من وجبة الإفطار، فالجميع كان ينتظر المسلسل الكوميدي السعودي (طاش ما طاش) ولن اجزم على أنَّ الجميع لا يشاهد المسلسلات الرمضانيَّة، لكن الوقت يسرقنا إذا جلسنا أمام التلفاز ونسينا أداء صلاة التراويح وقراءة ما تيسر من القرآن الكريم، ولكن أوجه كل اللوم على أصحاب القنوات الفضائية لما يحشدونه من مسلسلات في شهر رمضان فلماذا هو الشهر المخصص للمسلسلات؟ إنني أرى أنَّه نوع من الغزو الفضائي لأفراد الأمة الاسلاميَّة للانشغال عن طاعة الله بمشاهدة المسلسلات الرمضانية، ولكن من أراد أن يتبع هوى نفسه سيتبعه، ومن أراد الصراط المستقيم سيصله. أسال الله أن يبلغنا رمضان ويهدينا لطاعته وعبادته.