المخرج غير السعودي يعمل ما يريده المنتج، لا أعرف ماذا يدور في ذهن حسن، «عيال قرية» غير مدروس. هذه العبارات والآراء هي مقتطفات من إجابات المخرج السعودي خالد الطخيم الذي استضاف «سيدتي» في فيللته بالرياض. وكما استقبلنا بابتسامته فتح لنا قلبه، وتحدث عن موقفه من المرأة والكثير من قضاياها كمخرج درامي، ورؤيته المستقبلية للسينما في السعودية، وعرّج على علاقته بزملائه في الوسط الفني، والرد على الإتهامات الموجّهة إليه من بعض الممثلات.
الزميل وحيد جميل يحاور المخرج السعودي
قدّمت خـلال العامـــين الماضيين مسلسلين دارت أحداثهما حول المرأة، وهما «أوراق سجينة» و«غلطة نوف». وكأن المرأة أصبحت قضيتك؟
نعم، هي قضيتي وأكثر. لديّ مشروع، يمكن تسميته حالة التنوير، كالتي تعيشها المملكة العربية السعودية الآن. أسعى إلى المساهمة في تنوير الإنسان وتثقيفه والإرتقاء بوعيه، وطبعاً هذا على مستوى الرجل. ولأن المرأة لا تملك المساحة الكافية لتتبنّى قضاياها فقد تبنّيتها، كموقف مؤقت، وبالنهاية من حقها أن تحظى بالحرية في مناقشة قضاياها.
ما رأيك بـ «كيف الحال» كأول فيلم سعودي، والإقبال الجماهيري على عروض الفيلم الثاني «مناحي»، في كل من مدينتي جدة والطائف؟
للأمانة، أنا لم أشاهد فيلم «مناحي» ولكنني شاهدت فيلم «كيف الحال». والشيء الأهم والجيّد فيه، أنه صُنِعَ بأدوات سينمائية بينما الكثير من الأفلام التي يقال إنها أفلام تمّ تصويرها «ديجيتال فيديو» وDVD، أو بكاميرات عادية صغيرة. الأمر الثاني الإيجابي، هو دخول الفنانين السعوديين إلى أجواء السينما. لا بد من البدايات التي تعتريها بعض النواقص، وشيء من عدم الكفاءة، في بعض الأحيان. وليس بالضرورة أن يكون النقص أو عدم الكفاءة عند الصانعين، بل ربما يكون لدى الممثلين، أو الإنتاج أو في الكادر بمجمله.
مخرجون غير سعوديين
كيف تنظر للإستعانة بمخرجين أجانب؟
هناك أبعاد كثيرة وراء الإستعانة بمخرجين غير سعوديين، وهذا ليس له علاقة بالموضوع الفني، والبعد الأهم اقتصادي. بالنسبة للمنتج هناك فرق بين أن يدفع عشرة آلاف ريال وخمسة آلاف أو أقل. والأمر الآخر أن المخرج المستخدم من الخارج ينفّذ ما يريده المنتج. وسوف يكون موظفاً لديه، مع احترامي له كمخرج. هذا ليس تعميماً، لكن من خلال تجربتي مع الآخرين عرفت أن هذا ما يحدث. ونحن أيضاً ننتج لأسباب عدّة، منها العامل المادي. فالأهم عندي هو أن أنتج العمل بشكل جيد، وحتى لو كانت الإستفادة المالية قليلة.
إنقلاب الهرم
يصمت قليلاً ويرتشف القهوة ويستطرد في الحديث بلهجة الإستغراب، فيقول: الآن انقلب الهرم، رأساً على عقب. ما أعرفه أن المخرج يكون عنده النص جاهزاً، أو هناك جهة إنتاجية مميزة يختارها ويتّفق معها، ثم يرشّح الممثلين. الآن أصبح الممثل هو الذي يأتي بالمخرج، وفي هذه الحالة صلاحيات المخرج سُلبت منه إلى الممثل أو المنتج. وهذا يضعف الناحية الإخراجية، لأن المخرج يفقد سلطته على العمل.
«عيال قرية» والنقد
قوبل مسلسل «عيال قرية» بالنقد والهجوم. أنت كمخرج وبعين الناقد، لماذا برأيك لم يحقّق النجاح المنشود من عبدالله السدحان وناصر القصبي؟
من منطلق معرفتي بعبدالله وناصر وقد سبق أن عملنا سوياً، أرى أنه لا يمكن لهما أن يبخلا على عملهما، وأي عمل لا بد أن يدرساه بشكل تفصيلي. لكن «عيال قرية» غير مدروس، ويبدو أنهما حاولا الخروج من عباءة «طاش» فلم يوفّقا. عن نفسي لو أحببت أن أقدّم شخصيات ناصر وعبدالله فلا بدّ أن أقدّمها بشخصيات جديدة لا تحاكي تلك التي قدّماها في أعمال قبل ثلاثين سنة.
تهمة غير صحيحة
بعض الممثلات يقلن إنك عندما تصوّر في سوريا أو الأردن تستعين بممثلة من هناك، ليس لأنها مناسبة للدور إنما لأنها الأقل أجراً ولا تكلّفك بدل انتقال وفندق ومصروف جيب وغيرها؟
هذه التهمة غير صحيحة، فقد سبق أن صوّرت في سوريا وأحضرت ممثلات سعوديات وخليجيات، ولا علاقة لتدنّي الأجر. هناك أدوار صغيرة، لا تزيد عن عشرة مشاهد في المسلسل كله، وقد تكون غير مؤثرة لكنها مطلوبة، سواء لخدمة الشخصية أو خدمة تصاعد الأحداث، وسبق أن عرضت هذه الأدوار على بعض الشباب والشابات، لكنهم بعد قراءة الدور اعتذروا فاضطررت إلى استبدالهم.
موقف بناته
بما أننا في بيتك، دعنا نتحدث عن بناتك ريم ورهف وملاك. كيف تتعامل معهن؟
يقال إن صديق الرجل ابنه، وأنا أتعامل معهن كصديق، ريم ناقدتي الأولى في أي عمل أنفّذه، ولكل منهن رؤية ووجهة نظر، ونحن نتناقش دائماً وأستمع لهن، وكثيراً ما استفدت من آرائهن.
أظن أن لدى ريم موهبة الكتابة؟
صحيح، لكنها الآن تركّز على دراستها، فهي في سنتها الجامعية الأولى، ورهف في الثانوية، وملاك في المرحلة المتوسطة. وبعد سنوات طويلة رزقني الله بولد، عمره الآن سبع سنوات، وأطلقت عليه اسم والدي، نَفجان (رحمه الله).
غيرة الزوجة وما نصيب الغيرة عند الزوجة؟
أكيد موجودة، لكنها متفهّمة لطبيعة عملي. لا بد من بعض الإتصالات الكيدية من بعض المعجبين، وقد عانيت في الماضي من هذه المشاكل، لكنها تنتهي بسرعة، خاصة أن زوجتي تعرفني جيداً. وإذا كان هناك ثمة تصرفات أو سلوكيات غير جيدة فلن تخفى على الزوجة، المهم أن الثقة موجودة، وهذا ما أثرى حياتنا الإجتماعية والعائلية، فلا بد من منح الثقة وتعزيزها بالإحترام المتبادل.
من منطلق مقولة كل فتاة بأبيها معجبة، لو وجدت أن لدى إحدى بناتك رغبة لدراسة الإخراج، ما هو موقفك؟
إذا كان الإخراج يدرّس هنا بالمملكة فلا يوجد لدي مانع، إنما ليس في الغربة.
تفاصيل أوسع تجدونها في العدد 1473 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق