الإكتئاب، التوتر، فقر الدم، الحمل كما الإهمال... عوامل تساهم في إضعاف بنية الشعر وتجرّده من مكوّناته الأساسية، فينتفض ويثور لتظهر عليه علامات التعب ويصبح واهناً يفتقد إلى اللمعان والحيوية وصولاً إلى تساقطه، فيسلب من المرأة تألّقها وإحساسها بالثقة. ولكن، تبرز في عالم الطب التجميلي تقنية «الميزوثرابي» أو الحقن الوظيفي كعنصر مساعد يعيد للشعر الصحة والجمال. لمزيد من الإيضاحات حول خصائص ومميّزات هذه التقنية، إلتقت «سيدتي» الدكتور شادي فضول الإختصاصي في الطب التجميلي وإعادة ترميم الشعر.
في العام 1952، أدخل الطبيب الفرنسي ميشال بيستور تقنية «الميزوثرابي» إلى عالم الطب لمداواة الأوجاع وخصوصاً داء المفاصل والإلتهابات الجلدية، وقد ارتكز في عمله على مبدأ حقن المواد المعالجة مباشرة في المنطقة المصابة بخلل لتصحيحها. وقد أثبتت هذه التقنية فاعليتها في حقول عديدة أبرزها الطب التجميلي، فكانت رائدة في معالجة أزمات المرأة الجمالية من طفح الجلد إلى حبّ الشباب وصولاً إلى مكافحة علامات التقدّم في السن، وها هي اليوم تعيد إحياء الشعر عبر مدّه بالعناصر المغذّية التي افتقدها.
- من خلال متابعتكم للمرأة ومشاكلها الجمالية، ما هي الأسباب الأكثر شيوعاً لفقدان الشعر لبنيته وبالتالي ضعفه وصولاً إلى تساقطه؟
لاحظنا في الآونة الأخيرة زيادة في مشاكل الشعر، ويعود السبب في ذلك إلى نمط الحياة التي تتبّعه السيّدة اليوم، فهي تبدأ في سن مبكرة جداً بتعريض شعرها لشتى أنواع التعدّيات من صبغ وتمليس متكرّر، هذا بالإضافة إلى ارتفاع معدّل الإجهاد والضغط النفسي واتّباع نظام غذائي فقير بالفيتامينات الضرورية لصحة الشعر. أضف إلى ذلك ما يتعرّض له الشعر من صدمة بعد عملية الإنجاب نتيجة التغييرات الهرمونية، أو حتى الخلل الذي يصيب الغدة الدرقيّة كما مرحلة إنقطاع الطمث، كلها عوامل تؤثّر على بنية وتكوين الشعر.
- ما هي خصائص ومميّزات تقنية «الميزوثرابي» الخاصة بعلاج مشاكل الشعر؟
ما يميّز تقنية «الميزوثرابي» الخاصة بالشعر هي المواد المستخدمة عند تطبيقها والمكوّنة من عناصر هادفة، مثل الفيتامينات من فئة «C» المنشّطة للدورة الدموية والمقاومة للإلتهابات والتي تمنح الشعر الإشراق واللمعان، وكذلك فيتامين «البايوتين» Biotin المشتق من مجموعة فيتامين «B» ويشكّل غذاءً مهماً لبصلة الشعر حيث يقوّيها ويسرّع نموّها.
العلاج بتفاصيله
- كيف تتمّ عملية تطبيق العلاج؟
لكل حالة نظام خاص، إلا أنه قبل المباشرة بوصف العلاج وتطبيقه تخضع المريضة لفحص سريري روتيني، حيث نطلب إجراء فحوصات طبية مخبرية للتأكّد من خلو الجسم من مشاكل عضوية تستدعي تدخّلاً طبيّاً متخصّصاً بالحالة، كعلاج فقر الدم أو تنظيم عمل الغدة الدرقية وغيرها، على أن تبدأ بالخضوع لجلسات «الميزوثرابي» الموجّهة بعد الإنتهاء من العلاج، إلا أنه وفي بعض الحالات يمكن أن تتزامن الجلسات مع العلاج خصوصاً في معالجة تبعات الإكتئاب أو فقر الدم وغيرها.
ويتمّ تحديد مدّة العلاج حسب كل حالة، وتجرى عادة على مراحل عدّة تبدأ بتنشيط البصيلات للحفاظ على الشعر من التساقط، وتمتدّ على فترة 4 أسابيع بمعدّل جلسة واحدة في الأسبوع. ويتمّ حقن المواد بفروة الرأس في منطقة الأدمة حيث تتواجد البصيلات بوخزات بسيطة تغطّي كافة المنطقة.
- كم هو عدد الجلسات الموصى بها؟
تتراوح مدّة العلاج حسب كل حالة. وعموماً، لتنشيط الدورة الدموية وإعادة الحيوية للشعر المتعب تحتاج السيّدة إلى جلسة واحدة يفصل بينها أسبوع لفترة شهر. وللحفاظ على النتائج، يستحسن الخضوع لجلسة واحدة بعد مرور 5 إلى 6 أشهر. أما إذا كان العلاج موجّهاً لإعادة الكثافة إلى الشعر وترميمه، فإن الأمر يستغرق مدّة أطول تتطلّب من 6 إلى 8 جلسات، وللمحافظة على النتائج يعاد حقن فروة الرأس مرّة واحدة كل 4 أشهر.
- متى تبدأ السيّدة بلمس فاعلية هذه التقنية؟
تبدأ النتائج بالظهور على مراحل، إذ تلاحظ السيّدة اللمعان والحيوية من الجلسة الأولى ويخفّ تساقط الشعر تدريجياً. أما استعادة الكثافة، فتبدأ مع مرحلة نمو الشعر الجديد أي بعد مرور 12 أسبوعاً.