أحلام مراهقة
سيدتي أنا فتاة خليجية في السابعة عشرة، أدرس في المرحلة الثانوية، أحببت شابًّا وبادلني نفس الشعور، تعارفنا على النِت، وتعلق كلانا بالآخر، بحيث لا يمكن أن نفترق، أنا متأكدة من حبه لي، وأنه لا يتسلى معي، فكم وجه إليَّ النصح، وكم استشارني في أمور تخصه، وكثيرًا ما ضحى من أجلي.
مشكلتي هي أننا تعاهدنا على الزواج، ولكننا لا نعرف طريقة تمكنه من التعرف على أهلي، لا نقدر على مواجهة أهلنا؛ لأن المجتمع يرفض مثل هذه العلاقة، لا أريد أن أخسره، ولا يريد أن يخسرني، علمًا بأن العلاقة لم تتجاوز الدردشة، ولم نتحدث بالهاتف، أو نلتق، فما هو الحل الأنسب برأيك؟
زهرة برية
عزيزتي ذكرت أنك في السابعة عشرة، ولم تذكري شيئًا عن عمر الشاب، وعن ظروفه الاجتماعية، وكفاءته كزوج.
تقولين إنك لا تستطيعين أن تفارقيه، وأن كلاً منكما متعلق بالآخر، والصحيح هو أن كلاً منكما تعلق بتجربة الكلام، والدردشة الكمبيوترية لا أكثر، فكلاكما لا يعرف الآخر حقَّا إلا من زاوية الكلام على النِت، كما أنك لم تذكري شيئًا عن طموحك الدراسي.
تأكدي أن مشاعرك في سن السابعة عشرة لا هي صادقة، ولا هي قابلة للاستمرار، فالمشاعر تتبدل كثيرًا قبل أن تستقر في مراحل النضج.
وما دمت مدركة أن المجتمع لا يتقبل هذه العلاقات، ألا يجدر بك أن تعيدي التفكير في العلاقة، وأن تؤجلي الانشغال بالزواج إلى مرحلة مقبلة أكثر ثباتًا؟
أنصحك بالتروي وتقدير عاقبة الأمور بشكل عقلاني.
شرنقة الذات
سيدتي أنا فتاة خليجية، نشأت في أسرة مكونة من اثني عشر أخًا وأختًا، طفولتي كانت مخيفة من فرط الضرب والإحساس بالرعب، كان أخي - الذي يكبرني بعشر سنوات - يجرني من شعري، وأنا في الخامسة أو السادسة، وإذا خرج الأهل من البيت كنت أختبئ في غرفتهم وهي مظلمة؛ لكيلا يصل إليّ أخي، خصوصًا بعدما تحرش بي بأسلوب غير لائق، ولم أشعر بالارتياح إلا بعد أن ترك البيت إلى مدينة أخرى والتحق بالجامعة، في المدرسة كانت شخصيتي ضعيفة، وكنت خجولة جدًّا، في البيت كثرت المشاكل بين الأبوين، وحين التحقت بالجامعة كانت أمي تحاصرني بشكها في سلوكي دون أسباب، كنت انطوائية، لا أحب الخروج، وأمضي وقتي وحدي، تدريجيًّا انزلقت إلى فخ الإنترنت بحثًا عن تسلية، تعرفت على شباب كثر، ثم كرهت الفوضى والاستهتار، لأنني شعرت بأن ما أفعله يجانب الصواب.
المشكلة هي إحساسي الدائم بالفشل، فقد ظهرت عندي موهبة الفن التشكيلي، ولكنّ شيئًا ما يمنعني من تنمية الموهبة، كثرة الفراغ أورثتني الكسل، حين أطلع على الفن التشكيلي أشعر بإحباط ويأس من أن يصل مستواي إلى مستوى الفنانين، سأرسل لك الرابط الذي يمكّنك من الاطلاع على إنتاجي الفني، لعلك تصدقيني الرأي.
طبيعتي رومانسية وإرادتي ضعيفة، ربما لم أنجح في التعبير عن مشكلتي، ولكني محتاجة لمن يأخذ بيدي.
ابنتك آية
عزيزتي اطلعت على إنتاجك، ولست أدري إن كان تأكيدي لك بأنك حقًّا موهوبة سوف يُجدي معك أم لا، إن لم تؤمني بقدراتك، كيف تتوقعين أن يكتشفها غيرك؟ من المؤكد أنك تدركين أن قدراتك الفنية تفوق قدرات معظم البشر، التواضع مطلوب ولكن التعامل مع الواقع مطلوب أيضًا، ربنا يهب الرزق لمن يشاء كيفما شاء.
الهروب من الواقع إلى الإنترنت لن يزيدك إلا خجلاً وعزلة، وأعتقد أن الخجل المفرط والرغبة في الهروب يرتبطان بأنك ترتدين إلى حالة الطفولة أحيانًا، تصبحين طفلة في الخامسة، غير قادرة على حماية نفسها من أخيها، يتجدد إحساسك بالخوف والنفور، فكري في الأمر، في سن الخامسة لم تكوني مسئولة عن الأفعال القبيحة التي أقدم عليها أخوك، وأعتقد أن الأخ المراهق كان أيضًا ضحية انشغال الأم بكثرة العيال، وانشغال الأب في العمل، بحيث لا يتلقى الأبناء والبنات الحد الأدنى من الرعاية، والحماية، والتوجيه.
مشكلتك أنت هي أنك لم تقدري يومًا على مواجهة المعتدي، ولا أعلم حاليًا نوع العلاقة التي تربطك به، ولا حجم الانفعالات المستترة التي تتحكم في سلوكك، ولكن لو اقتنعت بأنك لا تشاركينه الذنب، وأنك سوف تكونين أمًّا أفضل، لو أدركت أن الطفلة أمانة بين يدي أمها، وأن الأم العاقلة تعلّم الطفلة أن تحمي نفسها من العدوان، بنبذ الخوف أولاً، وبالاحتجاج على أي فعل لا تقبله، والاعتراف لأمها بما يوجعها.
رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، ولتكن الخطوة الأولى هي تنظيم حياتك العاطفية، اختاري أن تكوني سيدة قرارك، كفي عن العبث على الإنترنت، ولا تخافي من الإحساس بالفراغ، وإذا حرمت نفسك من اللحظات المثيرة التي تصاحب كل اتصال - هذا الإدمان مذل كما يكون مدمن النيكوتين ذليلاً للسيجارة - فسوف تشعرين بالنصر حين تقولين لا، وتتمسكين بقرارك.
الخطوة التالية هي الاعتراف بأن كل إنسان يستحق أن يكون سعيدًا، ومحبوبًا، وموضع إعجاب، الموهبة نعمة ومسئولية، إن كنت حقًّا راغبة في بلوغ مستوى راقٍ، نمي الموهبة بالدراسة، واعرضي إنتاجك على متخصص، وأحبي فنك؛ لأن الإنسان يبدع في المجال الذي يحبه. لن ينتشلك أحد من حالة الركود سوى الرغبة في الحياة، وفي النجاح، وفي التواصل مع الآخرين، والاشتباك مع الحياة خارج شرنقة الذات.
أزمة زوجية
سيدتي أنا سيدة متزوجة منذ عامين، وأم لطفل جميل، تزوجت عن حب دام ست سنوات، ومعنى ذلك أنني أعرف زوجي ويعرفني جيدًا، ولكن يبدو أن الحب شيء والزواج شيء آخر، قبل الزواج عاش زوجي وحده لسنوات طوال، لأن المجتمع يمنح الرجل تلك الحرية لكي تكون له حياة خاصة، ولم نتزوج إلا بعد أن بلغ الخامسة والثلاثين، تردد طويلاً قبل أن يطلبني للزواج، ثم تم الزواج في أقل من شهر.
زوجي كريم، وحنون، وحريص على دينه، وهو بار بأهله، واجتماعي، عيبه الأساسي هو العصبية والثورة، إذا غضب يكسر الأشياء، ولكني تعلمت ألا أثير غضبه إلى درجة العنف.
المشكلة التي أعاني منها ولا أجد لها حلاً هو أنه ينام بإفراط، كلانا يعمل، نعود من العمل، ونتناول الطعام، ثم يدخل زوجي ليرتاح في القيلولة، وما يحدث هو أنه ينام إلى اليوم التالي، ولا ينهض إلا ليذهب إلى عمله، يعني يمتد نومه لأكثر من 12 ساعة، لو احتجت أن أستشيره في أمر أجده نائمًا، ولا أخرج لأنه نائم، ولا يمكن أن أخرج دون إذنه، والأهم من ذلك أن العلاقة الزوجية توقفت بسبب نومه المفرط، وأنا أعلم علم يقين مجرب بأنه لا يعاني من مشكلة ضعف جنسي أو خلافه، ولم يتعرض زوجي لهزة نفسية يمكن أن تنفره مني بسبب الحمل والولادة، فقد كنت حريصة على ألا يتعرض لذلك.
لقد حاولت بكل الطرق الممكنة أن أجذبه نحوي بالتجمل، والتعطر، والمبادرة، والمداعبة، ولكني فشلت، وتسبب فشل محاولاتي في إصابتي بتوتر متصل. سألته إن كان قد صدر مني شيء تسبب في إزعاجه، ولكنه نفى، وذكّرته بأن الله سوف يحاسبه. أنا أحب زوجي، ولا أنكر أنه يحبني، ولكني أشعر باكتئاب، وعجز حيال ما وصفت لك من ظروف، أوضاعي الأسرية لا تسمح لي بالشكوى، أو باستشارة أي شخص، فكرت في ترك البيت لفترة، لعله يشتاق لي ولولده، ولكني أظل خائفة، ليتني أعرف سبب المشكلة حتى أرتاح، حتى لو كنت أنا المتسببة فيها.
المخلصة أم عمر
عزيزتي حين تتفاقم أي أزمات في حياة كل منا، يسارع الفرد في اتهام نفسه، لو صدق ما جاء في رسالتك، فأنت تقومين بدورك كزوجة على أحسن وجه، ولست مسئولة عن الوضع القائم، والحقيقة هي أنني لست متخصصة في تشخيص الحالات النفسية، خصوصًا وقد سمعت الرواية من وجهة نظر واحدة، ولكن لو صدق ظني، فإن الإفراط في النوم مقترن مع ما وصفت من عصبية زوجك يوحيان إليَّ بأن هذا الرجل يمر بأزمة، ويتعرض لضغوط لا قبل له باحتمالها، ربما تكون أحواله في العمل على غير ما يحب، وربما تكون المشكلة أبسط من ذلك، أحيانًا تتسبب أمراض الكبد في مثل هذا الخمول، وأحيانًا يرتبط الإفراط في النوم بالهرب من ظروف لا يستطيع الإنسان أن يواجهها، أو يجد لها حلولاً.
لو كنت حقًّا تحبينه حاولي إقناعه بزيارة طبيب لعمل فحوصات، لو استبعدنا الأسباب العضوية للنوم المفرط، يمكن الجزم بأن الأزمة نفسية لا أكثر، لا تلحي عليه بالبوح، فالرجل لا يحب أن يشكو حتى لا يبدو ضعيفًا في عيني الزوجة، لا تفكري في ترك بيتك؛ لأن هجرك له سوف يضاعف إحساسه بالأزمة، اصبري ولا تكفي عن تأكيد حبك له، تأكدي أنه سوف يشركك معه فيما يقلقه، حين يصبح مستعدًّا للبوح.
ردود
أشرف حوراني
لو كنت تحبها حقًّا لما أقدمت على تركها كالمعلقة أربع سنوات، هي لم تخطئ، بل أخطأت أنت.
فوزة حلبي
أمامك فرصة لإعادة المياه إلى مجاريها وإلا ندمت، الاعتذار عند ارتكاب خطأ هو تعبير عن النضج النفسي.