يمثّل "التسنين" العملية الطبيعية التي يتمّ خلالها بروز الأسنان الجديدة في اللثّة، وهي حالة يمرّ بها الطفل كالحبو والمشي، إلا أنها تختلف من طفل إلى آخر.
ما هي أعراض "التسنين"، وهل تتشابه مع أعراض أمراض أخرى؟ وفي أي سنّ يجب أن تقلق الأم في هذا الصدد؟ أسئلة حملتها "سيدتي" إلى رئيسة قسم الأطفال في مستشفى الولادة والأطفال في مكّة المكرمة الدكتورة عبير يوسف مطر واستشارية طب الأطفال في مستشفى "العزيزية" الدكتورة هدى الحسامي.
تشرح رئيسة قسم الأطفال في مستشفى الولادة والأطفال في مكّة المكرمة الدكتورة عبير يوسف مطر "أن أولى أسنان الطفل تبدأ بالبروز، عند بلوغه سنّ خمسة إلى ستة أشهر. وقد تلاحظ الأم السنّ الأولى عندما يبدأ الطفل بعضّها، إذا كان يرضع من ثديها، إلا أنه من الممكن أن تتأخّر الأسنان في الظهور إلى عمر السنة تقريباً، خصوصاً عند الأطفال الخدّج، ولكن لا يعني تأخّر ظهورها أن الطفل يعاني من مشكلة ما".
أعراض "التسنين"
من الأعراض المصاحبة لـ "تسنين" الطفل: زيادة إفراز اللعاب وسيلانه وإصابته بالإسهال ورغبته في مضغ الأشياء لحكّ منطقة اللثة وشعوره بالضجر وعدم رغبته في تناول الطعام بسبب آلام اللثّة التي تختلف حدّتها من طفل لآخر، إلا أنها لا تصل إلى درجة مؤذية للطفل، فضلاً عن ارتفاع بسيط في درجة الحرارة لا يتجاوز 38 درجة. وإذا ما لاحظت الأم هذه الأعراض أو بعضها لدى طفلها، عليها اصطحابه إلى عيادة الطبيب، للتأكّد من أن ما يعانيه لا يتعلّق بأي مرض عضوي.
من ستة أشهر حتى سنتين
يستمر ظهور الأسنان لدى الطفل، بصورة متواصلة، من سنّ ستة أشهر حتى سنتين، ما يؤدّي إلى إصابته بعدد من الأمراض التي ليس لها علاقة بالتسنين، لكنها الأكثر حدوثاً خلال هذه الفترة، كالحمى والإسهال والقيء والنزلة المعوية التي يصاب بها نتيجةً لوضع أغراض غير نظيفة في فمه. ويعود سبب هذه الإصابات إلى افتقاد الأطفال للمناعة الطبيعية المكتسبة من الأم لدى بلوغهم الستة أشهر. ورغم حدوث هذه الأعراض بطريقة متزامنة مع فترة "التسنين"، إلا أن هذه الأخيرة لا تعتبر سبباً مباشراً لها.
أعراض مشابهة
بدورها، توضح استشارية طب الأطفال في مستشفى "العزيزية" الدكتورة هدى الحسامي "أن الأطفال قد يصابون ببعض الأمراض، ومنها الإلتهابات الفيروسية والرشح والزكام وفيروسات الحلق التي تشابه أعراضها إلى حدّ ما أعراض التسنين، لكنها تختلف في شدّتها، إذ إن هذه الأخيرة غالباً ما تكون خفيفة، علماً أن الطبيب هو من يحدّد ما إذا كان الطفل يعاني مرضاً عضوياً أم أنها مجرّد أعراض التسنين".
فيتامينات مساعدة
وتضيف الدكتورة الحسامي "أن الأسنان السفلية تبدأ في البروز أولاً، تليها الأسنان العلوية. وتبلغ نسبة التأخّر في "التسنين" لدى الأطفال 5%، علماً أنه يعتبر طبياً أن الطفل تأخّر في التسنين إذا بلغ 10 أشهر أو سنة، بدون بروز أسنانه. وفي هذه الحالة، على الأم عرض طفلها على الطبيب للتأكّد ما إذا كان يعاني من نقص في فيتامين (ج) أو (د) أو من لين في العظام أو من الأنيميا".
في الموازاة، لا تنصح أبداً بإعطاء الطفل فيتامينات تساعده في عملية "التسنين"، ما لم يكن جسمه بحاجة لها، معتبرةً "أنه من الأخطاء الشائعة لدى العديد من الأمهات وبعض الأطباء اعتقادهم بأن الطفل يحتاج إلى الكالسيوم أو فيتامين (د) خلال هذه الفترة، علماً أن تناول الطفل للفيتامينات بجرعات زائدة لا يحتاجها يؤدّي إلى تكلّس في الكلى أو الأنسجة الدهنية أو الأمعاء، كما أن فيتامين (ب) يؤثّر في الجلد ويتسبّب في حدوث تقرّحات فيه".
هام للأمهات...
إستخدمي مصّاصة نظيفة لطفلك.
إستشيري الطبيب قبل إعطاء الطفل شراباً خافضاً للحرارة ومسكّناً للألم لتحديد الجرعة المناسبة لوزن الطفل.
لا تستخدمي "جل التسنين" الذي يعمل على تخدير الفم بإفراط، وذلك لأن استخدامه المفرط قد يتسبّب في شرقة للطفل أثناء الرضاعة.
نوّعي في غذاء طفلك.