جمال فائق وغير نموذجي! يطلق عليها إسم «الجزيرة الحديقة» نظراً إلى غزارة نباتاتها، وتقدّم مروحةً من النشاطات في الهواء الطلق، فضلاً عن رياضة التجذيف على ساحل «نابالي» في ظل التجويفات البركانية، وزيارة المنتزهات الوطنية على صهوة الخيل والتمتّع بالمناظر الفاتنة من الفضاء عبر المروحية... ومهما كان الأسلوب الذي سوف تستخدمونه لاكتشاف هذه الجزيرة، سوف تشاهدون في «كوي» Kauai أشياء لا يمكن أن تنسى أبداً!
لطالما كانـــت جــزيرة «كــوي» Kauai مكاناً لتصوير عدد من الأفلام الهوليوودية والإنتاجات التلفزيونية. وإذ تبرز المقارنة بينها وبين الجزر الرئيسية الأخرى الموجودة في هاواي أنها صغيرة وبسيطة وأقل تطوّراً، تبدو مكاناً مثالياً لقضاء إجازة هادئة في أحضان الطبيعة وممارسة عدد من النشاطات...
مناخها...
تتمتّع بمناخ استوائي، وتستفيد من بعض الفروق المناخية البسيطة بسبب التنوّع الجغرافي الذي يختلف من حيث الإرتفاعات، من الشواطئ الرملية إلى الهضاب الصحراوية والأودية الخصبة والأنهار والسلاسل الجبلية والغابات الإستوائية والقمم العالية... وتتراوح درجات الحرارة فيها بين 15,5 و26,5 درجة مئوية، حسب الإرتفاع والفصل.
أبرز النشاطات
- إكتشاف الطبيعة: تحتضن «كوي» Kauai حدائق نباتات استوائية ساحرة، ويمكن لزائرها التمتّع بمشاهدة مجموعة كبيرة من نباتات هاواي الإستوائية، وأخرى من العالم أجمع. ومن بين هذه الأخيرة، «لواي» Lawai و«أليـرتـــــــون» Allerton القريبة منها والتي تمتدّ حوالي 40,5 هكتارات من الأزهار الفاتنة والأشجار المختلفة، فضلاً عن «ليماهولي» Limahuli التي تحتلّ 6,87 هكتاراً وتقع على الساحل الشمالي.
- في الموازاة، تشكّل زيارة محمية «الأكاي» Alakai البرية مغامرةً لا تنسى، حيث يمكن للسائح مشاهدة أنواع عدّة ونادرة من الحيوانات والنباتات التي تنتشر ضمن أرضٍ تصل مساحتها إلى 380 هكتاراً. وننصحكم باكتشاف أحد الأماكن الأكثر رطوبة على الكرة الأرضية والمتمثّل في فوهة بـــركــان «ويـاليالي» Waialeale، والذي يشهد على معدل هطول أمطار وسطي يساوي 1168 سنتيمتراً في العام! هنا، سيكون بإمكانكم السير حول فوهة البركان أو التحليق فوقه بواسطة الطائرة المروحية لمشاهدة مناظر تقطع الأنفاس!
- الرياضات المائية: سوف يستمتع زوّار هذه الجزيرة بالشواطئ التي يرتفع عددها إلى 69 شاطئاً مكسوّاً بالرمال البيضاء، تتوزّع على مساحة 181,86 كيلومتراً من السواحل، وتقدّم إمكانية ممارسة مجموعة من النشاطات الفريدة. وإذا كنتم من هواة السباحة، ننصحكم بالتوجّه إلى شواطئ الجنوب، أما إذا كنتم من هواة الغوص
بجميع أشكاله فسوف تجدون زوايا مذهلة على الساحل الشرقي للجزيرة.
وتعتبر الشواطئ التالية: «تونلز بيتش» Tunnels Beach و«لوماهاي بيتش» Lumahai Beach و«بوابو بيتش» Poipu Beach و«هنالي باي بيتش» Hanalei Bay Beach من الشواطئ الأكثر سحراً في هذه الجزيرة.
- رياضة الغولف: تشكّل «كوي» Kauai وجهةً هامةً لهواة رياضة الغولف، إذ تحتضن ميادين محلية وأخرى خمس نجوم تضمّ ديكورات ساحرة حول الثقوب.
لا تفوتوا زيارة
- »سبوتينغ هورن« Spouting Horn ضمن هذا الموقع الطبيعي وعلى الساحل الجنوبي لجزيرة «كوي»، ثمة تجويف من الحمم البركانية، تتدفّق منه المياه الحارّة بتقطّع لدى وصولها إلى درجة الغليان. وتشير الأسطورة إلى سحلية ضخمة Mo’o كانت تؤمّن الحماية، في ما مضى، لهذا الساحل ممّن يحضرون من خارج المدينة لصيد السمك. وقد هاجمت هذه السحلية ذات يوم أحد الرجال، إلا أنه نجا منها، لكنها ما لبثت أن اختفت، تاركةً صوتها يصدر مع كل موجة تدخل التجويف! ولكن بعيداً عن هذه الأسطورة، تشكّل زيارة هذا المكان متعةً حقيقيةً، وخصوصاً مشاهدة قذف المياه التي يصل ارتفاعها إلى 18 متراً، عن قرب. ولكن عليكم توخّي الحذر لأن الأمواج قد تسحبكم بسهولة!
-» وادي هنالي« Hanalei Valley يبلغ عرضه 1,6 كيلومترات وطوله 9,6 كيلومترات، وهو عبارة عن أراضٍ مزروعة موزّعة على مربّعات، تبدو كسجادة مزخرفة! هنا، يمكن التمتّع بمناظر بانورامية ساحرة للجزيرة من خلال المنظار، فضلاً عن التقاط الصور الفوتوغرافية. ولبلوغ هذا الوادي، يعبر الزائر جسراً يعود إلى عام 1914، تحطّم في عام 1957 بسبب «تسونامي»، لكن أعيد ترميمه في ما بعد.
- »حديقة ليماهولي» Limahuli Garden تقع على الضفة الشمالية لجزيرة «كوي» Kauai في أسفل واد أخضر تبرز خلفه جبال «ماكانا» Makana. وإذ يعني اسمها «الأيادي الدوّارة» بلغة هاواي، تشير إلى شعوب هاواي القديمة التي بنت «تراسات» زراعية وتفرّغت لزراعة الـ «تورو» Toro أو الـ «كالو» Kalo، النبتة المائية التي كانت تشكّل أساس الغذاء في تلك الحقبة أي منذ حوالي 1000عام!
وما يزال بإمكانكم مشاهدة هذه «التراسات» الشهيرة في هذه الحديقة، وكذلك النباتات الآيلة إلى الإنقراض والتي تعتبر ذات أهمية كبيرة للسكان القدامى.