ناصر القصبي في "سيلفي" يعود لتصدر قمة الدراما السعودية بدون توأمه الفني عبدالله السدحان
بعد توقفه عن تقديم السلسلة الدرامية الشهيرة "طاش ما طاش" مع توأمه الفني وشريكه في نجاحه وشهرته عبدالله السدحان، وبعد مرحلة من المدّ والجزر بين الفشل والنجاح الفني، عاد الممثل السعودي ناصر القصبي إلى تصدر قمة الدراما السعودية بمسلسله الإجتماعي الكوميدي الجريء "سيلفي" ،الذي تخطى بجرأته كل الخطوط الحمراء باقتحامه السياسة، عبر إستغلال الدراما في توعية المشاهدين بخطر الإرهاب وغسله الذكي عبر التكنولوجيا والسطوة وادعاء التدين عقول بعض الشباب الضعفاء الإيمان والثقافة الإسلامية السمحة الرافضة للعنف والإرتزاق باسم الدين، عبر قصة الأب الباحث عن إبنه الذي غادر عائلته وبلده للإلتحاق بتنظيم إرهابي، والذي حين يصله يراه شخصاً آخر ويهمّ بذبحه لأنه كافر. ولم يهم القصبي تهديد تنظيم داعش الإرهابي له بالقتل وهدره دمه بعد أن حققت قصته الإجتماعية الهامة هذه أعلى نسبة مشاهدة للقناة العارضة له MBC1 ،وعلى موقع "اليوتيوب".
ولم يكتف ناصر القصبي بذلك، ففي حلقة سابقة تطرق إلى نجوم الغناء والطرب المعدومي الموهبة، والفنانين الذين انحسرت الأضواء عنهم وكيف يتنكر لهم من كان يمسح الجوخ لهم ليل نهار، كاشفاً أن الفن مهنة معدومي الموهبة والذوق الفني، وأن هذا ربما يكون هو سبب تراجع مستوى الأعمال الغنائية التي تقدم على الشاشات وفي الإذاعات.
ومئات الفنانين وخريجي برامج الهواة الذين برزوا فجأة في أسابيع ثم اختفوا أيضاً كأنهم خيال في أسابيع أقل من الفترة التي اشتهروا فيها، مثال على واقعية ما قدمه القصبي في "سيلفي". فصرنا في شغف لمتابعة الحلقات التالية التي ننتظر منه فيها تشويقاً وجرأة أكبر في شهر رمضان المبارك.
"العهد" دراما غير تقليدية تستعين بالغيبيات والخيال الأسطوري
للعام الثالث يحافظ الثنائي الكاتب محمد أمين راضي والمخرج خالد مرعي على تقدمهما على الآخرين بتقديم دراما غير تقليدية في الدراما العربية، مستعينين بالغيبيات والخيال الأسطوري عبر حكاية ثلاثة كفور يتنافس الأشرار وحكّامها على مقعد المكبرة، وتبدأ القصة بقتل حاكمها الشرعي وكبيرها من قبل شقيقه غير الشرعي خليل للسيطرة على الكفر بعد اختفاء نجله مهيب المالك لقدرة عجيبة على التحكم بالأفاعي، وبعد نجاة قريبه مشعل بأعجوبة من الموت، يأخذ خليل ابنته سحر المبروكة المالكة لقدرة الشفاء العجيبة. وتتوالى الحكاية بفصول عجيبة غريبة كأنها حكاية أسطورية يونانية، وعمّقت موسيقاها التصويرية الأوبرالية النادرة الإستخدام في المسلسلات العربية تأثير أحداثها المثيرة التشويقية المتلاحقة التي لا يمكن التنبؤ بها في نفس ووجدان المشاهد المشتاق إلى هذا النوع من الأعمال.
وتصدر لبطولته نخبة نجوم مصر والعالم العربي من بينهم: الأردني ياسر المصري، والسورية كندة علوش، والمصرية غادة عادل،والمصري آسر ياسين.
"تشيللو" ثلاثية الحب والمال
مسلسل "تشيللو" يطرح عبر نص بديع للكاتب السوري نجيب نصير مقتبس عن الفيلم الأجنبي: Indecent proposal الذي قام ببطولته : الممثل روبرت ريدفورد والممثلة ديمي مور قصة آدم عازف بيانو موسيقي وسيم وياسمين عازفة التشيللو التي تحبه وتتزوجه متحدية معارضة والدتها، وعندما يحترق مشروع مسرحهما ويتعرض آدم لمشاكل قانونية مع البنك الذي اقترض منه المال، يتقدم رجل الأعمال الملياردير تيمور بيك بعرض مالي مغري لهما مقابل قضاء ليلة كاملة مع ياسمين ، فتقبل ياسمين بعد أن تعد زوجها بأن لا تدعه يمس شعرة من رأسها، فهل تقوى على حماية نفسها منه بعد أن قبضت مسبقاً عبر محاميها نصف الثمن؟ ومن ينتصر في ثلاثية "تشيللو" الحب أم المال؟
قصة جريئة لم تعتدها الدراما العربية، وتنافس الممثلون يوسف الخال وتيم حسن على قلب ياسمين ضمن أجواء رومانسية ورفاهية مغوية ،أغوى ملايين المشاهدين على متابعته، وبدا الثنائي يوسف الخال ونادين نجيم مرتاحين معاً أكثر من عملهما السابق "لو". وبرز هذا بنوع الحميمية الدافئة في مشاهدهما الرومانسية في المنزل والبحر، وأبدع مخرجه سامر البرقاوي فيه.
"أستاذ ورئيس قسم" يحظى بنسبة مشاهدة عالية رغم تكرار عادل إمام لنفسه
عادل إمام رغم خلو مسلسله الجديد "أستاذ ورئيس قسم" من جرعة كوميدية مكثفة وعالية على غرار مسلسله السابق "صاحب السعادة" وتكراره نفسه بموشّحات اليسار والنظام والنقد السياسي والثراء والفقر والشعارات بشخصية الأستاذ الجامعي فوزي جمعة الذي يفصل نهائياً من الجامعة، إلا أنه يظل ماركة الضحك المسجلة الأولى ويحظى عمله بمتابعة عالية، لكن بنص كتبه يوسف المعاطي فيه الكثير من أفلام عادل إمام السابقة الغنية بالشعارات والمظاهرات والثورة مصوراً نفسه دائماً زعيماً إجتماعياً وسياسياً كأنه ومضات قصيرة مستنسخة منها.
"ذهاب وعودة" أحمد السقا العنصر الأكثر جاذبية فيه
ثنائية أحمد السقا والمخرج أحمد شفيق تعود بقوة بمسلسلهما الجديد "ذهاب وعودة" التشويقي المثير بحدث اختطاف الطفل ياسين إبن خالد (أحمد السقا) خلال ذهابه مع أمه لمركز تجاري وبحث الوالد عنه مع البوليس دون العثور عليه مما يوتر علاقته مع زوجته ويحملها بداخله مسؤولية ضياعه واختطافه.
ورغم أن البطولة أمامه أعطيت للممثلة الموهوبة إنجي المقدم بعد اعتذار غادة عادل عنه وأخريات. إلا إنها ليست نجمة صف أول لكن اختيار وإشادة السقا بها تفتح لها أبواب البطولة إن أحبها الجمهور مع نجمه المفضل ،ورغم أن مسلسل "الخطوط الحمراء" أكثر جاذبية لتعدد خطوطه الدرامية، وأسماء نجومه وبخاصة: الكوميدي المصري أحمد رزق والأردني منذر رياحنه والفنانتان: رانيا يوسف ويسرا اللوزي، إلا أن شعبية أحمد السقا وحسن تقمصه لشخصياته وإخلاصه لدوره وضع عمله في مقدمة الأعمال المشاهدة ويظل من كافة مشاركيه هو العنصر الأكثر جاذبية فيه للجمهور وللشاشة.
"حارة اليهود" واقع اليهود في مصر
لفت الكاتب الدكتور مدحت العدل وشقيقه المخرج محمد العدل الجمهور العربي والمصري إلى مسلسلهما الوطني الإجتماعي التاريخي "حارة اليهود" الذي هوجم من البعض لإبرازه حقيقة واقع اليهود في مصر ممن شاركوا المصريين بناء المجتمع المصري كأبنائه المسيحيين والمسلمين ،بعضهم دعم وناصر الدولة الإستعمارية إسرائيل وهاجر إليها،وبعضهم بقي فيها لأنه مصري.
وتخللت أحداثه قصة حب بين الضابط المصري علي (إياد نصار) الذي أسره الإحتلال الإسرائيلي وبين اليهودية ليلى (منة شلبي) المخلصة لوطنها أكثر من شقيقها الذي سافر إلى إسرائيل لبناء دولة قومه الجديدة فاتهمته شقيقته بخيانة بلده مصر.
وسر اهتمام المشاهدين المتزايد بأحداثه وتهجم ودفاع البعض عن مضمونه هو احتراق دول عربية كثيرة بنار التطرف والإرهاب وعدم قبول وفهم الرأي الآخر حتى في أعمال درامية .
"مريم" يرسخ موهبة ومكانة هيفاء وهبي كنجمة صف أول
مع الكاتب المتميز أيمن سلامة والمخرج المتجدد محمد علي رسخت النجمة اللبنانية هيفاء وهبي موهبتها ومكانتها كممثلة في مسلسلها الثالث "مريم" مع خالد النبوي عبر أدائها الطبيعي المتمكن لشخصيتيّ شقيقتين توأم، مريم المتزوجة من إنتهازي يبتزها وتريد الخلاص منه بعد فقدها النطق بحادث، وملك سيدة الأعمال الأنيقة الحسناء التي تحاول شق طريقها وسط رجال الأعمال الكبار متحدية ظروفها الخاصة كامرأة منفصلة وأم لطفلة مريضة بالسرطان. ونجاح هذا المسلسل فنياً خاصةً في مصر حيث تجاوزت هيفاء وهبي بأدائها مرحلة نجمة الإستعراض الجميلة المثيرة والجريئة في ملابسها وكليباتها وباتت رقماً صعباً في هووليود الشرق رسخ مكانتها كنجمة دراما صف أول.
"العراب .. نادي الشرق" ضخامة إنتاجية
"العراب .. نادي الشرق" تفرد عن كثير من الأعمال السورية بضخامة الإنتاج،وفخامة الفلل والديكورات،وحشد من النجوم،ونص جيد للكاتب والممثل رافي وهبي وإخراج المبدع حاتم علي الذي ضمن مشاهدة عالية له رغم إيقاع أحداثه البطيء حيث تختفي لونا إبنة المعلم والمتنفذ الكبير أبوعلياء الصغرى المريضة ذهنياً. ويستمر البحث عنها لحلقات عدة دون العثور عليها ضمن أجواء عائلتها المعقدة والمتشابكة بقصص الحب والأخطاء العاطفية لأبنائه وبناته، وكونه مقتبساً من فيلم "العراب" العالمي لم نشهد بعد أحداث تشويقية ومواجهات ومعارك حقيقية ساخنة بعد لغاية الحلقة السابعة منه لكنه مازال متصدراً بأسماء فريقه ونجومه: جمال سليمان وباسم ياخور وباسل خياط وسمر سامي وأمل بوشوشة إهتمام المشاهدين.
"دنيا 2" يجدد طعم النجاح الكوميدي لأمل عرفه الكاتبة والممثلة
بعد سنوات من تقديمها الجزء الأول من مسلسلها الكوميدي الناجح "دنيا" عادت الممثلة السورية أمل عرفه إلى قديمها محاولة استثمار نجاحه السابق بنجاح جديد لها ككاتبة لنصه وكبطلته الأولى مع صديقتها وزميلتها الممثلة الكوميدية شكران مرتجى بدور صديقتها الوفية طرفة. وتمران بكل حلقة بقصة تكون فيها دنيا بذكائها الفطري وطيبة قلبها المحركة الرئيسة للأحداث، وتغير مصائر الكثير من الشخصيات التي قادها القدر إلى بيوتهم لتحدث تغييراً إيجابياً فيها.
وبفضل الماكياج الناعم المتقن، وروح أمل عرفة الحلوة بطبعها لم يلحظ أي تغيير في راكور الشخصية الشكلي أو الداخلي، وأمتعتنا عرفة بدنيا مرتين بنجاح يحسب لها هي ومخرجه زهير قنوع.
ليست الروح الكوميدية البسيطة سر نجاح (دنيا 1 و2) بل واقعية نصوصه المكتوبة بحس وقلم المرأة الأدرى بمكنون وأسرار العائلات وينقلها من الواقع إلى الشاشة كما هي بلا رتوش تجميلية مزيفة.
"ذاكرة من ورق" أول مسلسل خليجي يتعمق في مشاكل المبتعثات في الخارج
احتل المسلسل الخليجي المتفرد "ذاكرة من ورق" للكاتب عادل الجابري والمخرج علي العلي بعمق طرحه الإجتماعي والنفسي لمشاكل المبتعثات الكويتيات في الخارج من خلال مجموعة شباب وفتيات يدرسن على نفقة الدولة في برلين. وتواجه الفتيات مشاكل إثبات الذات وحماية أنفسهنّ من الطامعين بهنّ في بلد لا يرحم الضعفاء ولا الغرباء، وتواجه بطلة المسلسل الرئيسة فجر التي تؤديه بعمق نفسي مقارب لواقعها الشخصي ربما، الممثلة الشابة الموهوبة شجون الهاجري التي تخلت عن كنيتها مؤخراً مكتفية بـ شجون على التتر، مشاكل نفسية صعبة إثر اكتشافها أنها إبنة متبناة حين صارحها والدها بأنه ليس والدها الحقيقي، فتقوم في لحظة وجع وضعف في حلاقة رأسها على الصفر كالشباب.
وتختار أن لا تكمل حياتها لكن صديقتها المقربة تخشى عليها من الوحدة. فتأخذها معها إلى السكن الجامعي الداخلي وتطلب منها التحلي بالقوة والصمود وإلا تلغى بعثتها إن اكتشف إصابتها بوعكة صحية نفسية، وتتعرض الطالبة الجديدة نجد لحالة اختناق غاز جراء إهمال زميلتها مشاكل في السكن، وتواجه شوق تحكم شقيقها بحياتها وقراراتها المصيرية. حلقات الأسبوع الأول شدت المشاهدين.
ويحسب للممثلين الشباب إتقانهم اللغة الألمانية ونطقها بشكل طبيعي،وصار لدينا فضول لمعرفة كيف ستتجاوز فجر أزمتها النفسية وهل ستجد عائلتها في برلين أم في الوطن؟ وكم يوجد فتاة مثلها في الوطن العربي؟ وشجون البطلة باعترافها واحدة منهنّ فهل صدقها في الأداء فرصتها الذهبية لتكون ذاتها أمام الشاشة وليس خلفها فقط؟
هو عمل درامي خليجي شبابي يستحق المتابعة وتصدر إهتمام المشاهدين العرب وليس الخليجيين فحسب،وأمتعنا أداء أبطاله: شجون وفاطمة الصفي وصمود وهنادي الكندري وعبدالله السيف .