لتأسر القلوب
أريدك أن تكون كرومانسية مهند، أنا أريد فارس أحلامي شبيها بمهند، مما لا شك فيه أن مسلسل «نور» وبالأخص الشاب الوسيم «مهند» أسر قلوب الفتيات، فجماله ووسامته ورومانسيته الطاغية، جعلت الفتيات يتمنين لقاءه، ولن أكذب إن قلت إن نيران الغيرة اشتعلت في قلوب الرجال، بحيث تمنى كل شخص أن يكون بنصف وسامة مهند، لكي يستطيع أسر القلوب، قبل أيام سمعت خبرا يفيد أن عددا من حالات الطلاق حصلت في الأردن والسعودية والسبب مسلسل «نور»، فإن العديد من الزوجات اشتكين من عدم رومانسية أزواجهن، فقام الزوج بدوره بتطليقها؛ لأنها تجرأت وشبهته بـ»مهند» فهو برأيه أن ما يحصل بينهم سخافة، فيقول: «أنا بدي أجيبلكم تاكلوا ولا اقعد أحب فيكي» يا إلهي فالزوج العزيز يعتبر الحب والرومانسية سخافة!
أتعلمون، المصيبة في الأمر أننا شعب خامل، هكذا يطلق علينا الغرب، وتطبق علينا نظرية (×) أي أننا لا نحب العمل، ولكن نحفز بالحوافز المادية، فلا إنتاج ولا حب، فلا أعرف لأي فصيلة ننتمي، فلا عجب أن وجدت فتاة تبحث عن شاب مثل مهند، فبعض الرجال وليس أكثرهم لا يعجبه العجب، فتجد زوجته تضئ له أصابعها العشرة إلا أنه لا يرضى، وتجد عيونه دائما خارج المنزل، ويبحث عن عروس جديدة!
ولكن وبكل بساطة لكي تأسر القلوب ما عليك سوى أن تحب بصدق وتتمتع بالقليل من الرومانسية، ولا تعرف معنى الخيانة، وليكن قلبك صافيا كالثلج، ونصيحة للزوجة العزيزة: من السهل أن تعلمي زوجك الرومانسية ولكن من الصعب أن تجعلي من الذكر رجلا، إذا لم يكن رجلا بكل معنى الكلمة، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
حنان خندقجي ـ السعودية
الروح التائهة
يا ساكن الجوى
وقاطن الروح بالهوى
فداك أبي لم الرحيل...
لم الفناء
عن دار كلها وفاء
أرض عشقي جفت...
وطال الجفاء...
عطشان قلبي بحبك
وحب الارتواء...
ضمه إليك واسأله
أي فصل هو فيه...
في أي موكب كان اللقاء
واسأله سؤال الغريب...
غريب الديار...
ستدمع عيناه حتمًا...
ويخبئ وجهه وراء الستارة...
ووراء الفضاء...
بل سينهار وينهار...
وعندما يحل الظلام
سيعكف عن النجم والقمر
ويعبس في وجه الضياء...
لأنه أيقن أنه عابر سبيل.
وغريب الديار....
وردة سليمة حاجي ـ الجزائر
صرخة ألم واستنكار
لازال الإسرائيلي يتفنن في تعذيب النفس الفلسطينية، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، وآخر ممارساته جدار الفصل العنصري، جدار قضم الأراضي وتجسيد الاحتلال والذي يثبت أنه كيان عنصري بغيض، وكم من عائلات فقدت أراضيها ومصدر رزقها الوحيد، وأسر أخرى تقطعت أوصالها كل على جانب من هذا الجدار اللعين، يتساءل الإنسان دوما أين الضمير الدولي الإنساني العربي الذي لم يتحرك عمليا باتجاه هذه الكارثة؟!
هذه الممارسات تذكرنا بنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، ولكن يبدو أن العالم ما زال يغض الطرف عن جميع ممارسات إسرائيل العنصرية، وهناك الكثير من القصص كقصة الحاج هاني محمد عامر، من قرية مسحة قضاء طولكرم في الضفة الغربية التي يلين لها الصخر حيثُ تفرق الأهل والأصدقاء ومصدر رزقه.
إنها المعاناة التي يجسدها هذا الرجل وهو مثال بسيط لمعاناة الآلاف من ضحايا العنصرية الإسرائيلية.
لطيفة عبد درويش ـ الشارقة
لماذا العتاب
لماذا العتاب
لماذا تدارين دمع العذاب؟
لماذا تواسين روحا مذاب؟
وأنت التي أغرقت في الدجى
أغادير حلم الهوى والشباب
وراحت كلحن شجي شرود
يعانق درب النوى والضباب
وأنت التي قوضت حبنا
وأوقدت النار في الزهور
والورد والياسمين
وفي كل صوب وكل ركن
ودرب كما ترغبين
إذا كنت في حبك الغائب
تغنين أغنية العاتب
لبحر عميق كثيف الضباب
وموج وعصف وقلب مذاب
فعودي إلى عشقك الأول
إلى برجك الأعلى
لتأتي مني بقايا الجواب
عادل مصلح ـ الأردن
ورحلت في إبريل
عشت إبريل كثيرا.. ولم ألق له بالا
حبيبتي تعتبر إبريل شهرا رومانسيا
لماذا؟ لا أدري .. الجواب عندها!
تسألني هل القمر أجمل مني أم أنا أجمل منه؟
يحيرني هذا السؤال، وبتلقائيتي قلت: «القمر أجمل.. لكني أرى لمعانه في عينيك»
ردت همسا :»هذا جميل .. كلام جميل»
افترقنا لبضعة أيام .. وكلما أنظر إلى القمر... أتذكرها
وكأنها ستحط رحالها عليه يوما!
جاءت متغيرة تقول «لا تهتم.. في مارس أنا هكذا»
في مارس؟ نعم إنه الشهر الذي يسبق دقات قلبي
وأتى إبريل .. وفي أواخره اختفت.. رحلت.. ماتت.. قل ما شئت..
رأيت القمر خجلا .. وكأنه يعتذر مني
لا تعتذر.. إبريل ليس شهرك الذي تضيء فيه..
عبد العزيز المهيني ـ الكويت
لعبة القدر
أيا من سقى القلب حبا
بعده العلقم يترنم
يشدو بقلبي ألم
لماذا هذا البعاد، لماذا هذا الفراق والسهاد
يا حبيبي الأول
كيف للساعات، للأيام
كيف للسنين، للحظات الرائعة
آه لو أن جميعها تتكلم
أمازلت بعد ما كان
تمشي زحف السلحفاة في ذاك المكان
يا حبيبي الأول
أخبروني أنك مازلت في ذاك الزمان
تشدو الديار والآثار
أتذكر؟ مضى عامان على هذا المكان
انطوت فيه أحلى السرور والأسرار
نعم خلتك يوما حبيبي الأوحد
فتركتك تغزو بالمخالب الموج والجبال
ولم يكن في كل ذلك مني استسلام
وإن كنت يا حبيبي الأوحد تعي وعي إنسان
ففي ذلك مني شيم وسلام
لشريعة الحب والإنسان
ورغم هذا وذاك
خنت –أنت- يا من كنت حبيبي المعنى والكلام
فلا تمد يديك آملا غفران
فلم يعد بيني وبينك ما يألم
فكل شيء رقد في ذاك المأتم
عائشة العلوي عزيزي ـ المغرب
الفرخ البري
طالعت المرآة ذات يوم قريب، فانتابتني رعشة، وفي لحظة واحدة شعرت كأن حجابا قد انتزع من فوق عيني، وبأني على وشك الوصول لحقائق مروعة ستمزق الفؤاد وتفجعه.
فإذا اكتشفت يوما أن وجهك في المرآة لا يشبهك، فاعلم أنك قد فقدت الشيء الحميم الذي ضاع منك، هناك حيثُ تركته خلف الأبواب المهجورة، ولعلك بعدها ستفعل مثلما فعلت، فتدخل يدك في تجويف صدرك؛ لكي تبحث عن قلبك لتخرجه من كهفه، وتتحاور معه، وتتمكن من النظر إليه بمحجريك، ولسوف يفجعك بأنه ما عاد لقلبك في صدرك وجود!
وسيصيبك الذهول عندما تتأمل يدك الخاوية إلا من حفنة رمال ناعمة تنزلق بسهولة من بين أصابعك كلما شددت عليها قبضتك.
ولسوف تعلم حينها أن حياتك كانت.. قبض ريح!! كان شيئا حميما وعظيما ذلك الذي تركته خلف الأبواب الموصدة كسر دفين، ولكني حتى الآن لم أستطع تحديد شكله أو طبيعته، مع أني أحسه قائما في أكثر من موضع، بل أكاد أسمعه وأشمه، وأراه كلما نظرت في عيني صبي دهش أو في دمع فتاة صغيرة وهو يتساقط وينهمر ليبلل وجنتيها، وأسمعه حينما تفاجئني جلبة طيور المساء وهي تهم بالمبيت في أعشاش ألفتها في أعباب الشجر، وأستشعره كلما اقتحمتني رائحة المساء العبق بأمطار الشتاء.
شيء خطير ذلك الذي خسرته، وإن كنت لا أستطيع أن أجزم ما هو تحديدا، وإن كنت أرجح أني خسرت ذاك الصبي الذي كنته من زمن، وأجدني أتذكره الآن وهو ينزوي في ركن قصي ويبدو جافلا كفرخ طير بري تائه!
ولكن ليس من سبيل للقاء آخر به..
ربما، لأنه غاب خلف جبال المادية الموحشة، أو تراه قد انحدر لقاع أودية النفس المهجورة، أو ربما يكون قد هرب بعيدا بعدما أن أصابه اليأس من معاودة اللهو البريء منذ أن فارقنا المأوى القديم!!
وليد فاروق ـ القاهرة
ردود
إلى جميع الكتاب الذين يبحثون عن فرص لنشر ابداعاتهم، نفسح لهم المجال للمشاركة في صفحتنا من خلال زاوية «كتاب على الطريق».
إلى سعاد درير من الجزائر: مقالاتك نشرت تباعاً في صفحتنا وننتظر منك المزيد.