بقدر ما كان الطريق مضنياً ومتعباً باتجاه مدينة بلودان الجبلية الواقعة شمال دمشق، بقدر ما هو جميل وممتع لأننا كنا على موعد مع زوجين من نوع مختلف شغلا بأعمالهما الناس، وكان حبهما قصة جميلة تداولها الجميع عبر العالم العربي. فهما زوجان مثاليان ونموذج للزواج الفني الناجح المثمر. لقد كان موعدنا في بلودان حيث قرّر الزوجان الإقامة في منزل ساهما سوياً في إنجازه وتصميمه. لم نشعر بالوقت الطويل لأننا كنا نتابع المناظر الخلاّبة لبلودان ونستمتع بالأجواء الباردة التي تتميّز بها تلك المنطقة. في أعلى منطقة في بلودان، قرّر الزوجان حطّ رحالهما. أما من هما الزوجان؟ فهما النجم والمخرج وائل رمضان والنجمة سلاف فواخرجي. علماً أن «سيدتي» كانت رافقت النجمة سلاف فواخرجي قبل أسابيع في جولة «شوبينغ» لطفلها المقبل في أسواق لندن.
وصلنا إلى مكان الفيللا الجميلة بعد مسير ساعة ونصف. كان وائل وسلاف في انتظارنا عند باب الفيللا، فهنّأناهما بها. وقال لنا وائل: «إن «سيدتي» أول وسيلة إعلامية تزورنا في بيتنا المتواضع». رحّبت بنا سلاف من جديد، ودعتنا للدخول. بدأنا بالتعرّف على الفيللا ومحتوياتها، وتذوّقنا فاكهة الكرز من إحدى أشجارها ثم شربنا القهوة سوياً.
حمزة المشاكس
حمزة الإبن الوحيد لسلاف ووائل، كان يصحّح لنا طريقة نطق اسمه، حيث كنا نلفظه خطأ بكسر حرف الزين، بينما هو كان يصرّ على أنه بفتح الزين. حمزة مشاكس ولكنه ذكي وخفيف الظل. وكان يداعب مصوّرنا أيمن هرايسي أثناء التقاط الصور الفوتوغرافية، فأفسد له التصوير الجماعي عدّة مرّات ولكن تصرّفه هذا أضفى نوعاً من المرح على عملنا. لا شك بأن سلاف ووائل نجمان لا يمكننا تجاهل عطاءاتهما الفنية. ووائل كان له رأي في أخذ الكثير من لقطاتنا المصوّرة، وكذلك ساهمت سلاف في إبداء الرأي ببعضها الآخر. فهو مخرج له رؤية فنية مميّزة، وهي نجمة تختار أعمالها بدقّة وتميّز. ما لفت نظرنا علاقة سلاف ووائل التي تتميّز بالكثير من الحبّ والصداقة والتفاهم. وقد علمنا أنهما يتحاوران في كل شيء في حياتهما، وهذا ما جعل منهما زوجين مثاليين ومحطّ أنظار المعجبين في العالم العربي.
حامل بمولود ذكر
سلاف كانت أثناء زيارتنا لها في أواخر شهر حملها السابع. وكانت مهتمّة بزيارتنا لهما وودودة جداً معنا، وكذلك وائل الذي كان يشرح لنا بعض التفاصيل عن الفيللا التي يسكنان فيها والتي أشرف على تصاميمها الحديثة مع الحفاظ على أصالتها ووضعها الأصلي. وقال إن الفيللا كانت مبنية منذ عهد الإنتداب الفرنسي.
بداية حديثنا وحوارنا كانت مع سلاف وطبعاً كان محورها الحمل واستعداداتها لاستقبال الضيف المقبل، فقالت لنا: «حالياً أنا في الشهر السابع، وبعد شهرين سيكرمنا الله بمولود ذكر إن شاء الله. ولا شك أن هذه المرحلة لها خصوصيتها، فهي مرحلة مليئة بالكثير من الأحاسيس والمشاعر الجميلة وأحمد ربي دائماً على فكرة أنني كنت أعمل أثناء الحمل. لقد انتظرت كثيراً قدوم طفلي الجديد، والآن بقي القليل. وما نتمناه حالياً أن يرزقنا الله طفلاً بصحة جيدة. في بداية الحمل شعرت بقليل من التعب وخاصة في فترة الوحام. ولكن بعد ذلك، أعطاني العمل طاقة أكبر بالطبع. عملنا صعب في كل الأحوال، ولكن الوقت مضى بسلامة وبخير والأمور سارت على ما يرام».
زوجي وائل أب حنون
هل تعتقدين أن إنجاب طفل آخر سيحدّ من مشاركاتك الفنية مستقبلاً؟
أساساً، أنا مقلّة في أعمالي، ولا أقدّم في كل عام أكثر من عمل أو عملين. مستقبلاً، سأحاول التوفيق قدر المستطاع. ووجود عائلتي، والدتي ووالدي إلى جانبي ساعدني كثيراً في هذا الأمر، وكذلك زوجي وائل متفهّم لطبيعة عملي كونه يعمل في المجال نفسه. وفي قلبي حب كبير لعملي ولعائلتي.
كيف تصفين علاقة وائل بعائلته الآن بعد الحمل الثاني؟
وائل أب حنون بشكل كبير، يعاملني بكثير من المداراة والخوف عليّ. وهو زوج وحبيب وصديق. ونحن نخاف على بعضنا كثيراً، فحياتنا واحدة ومصالحنا مشتركة ونبني عائلتنا الصغيرة خطوة بخطوة. وحمزة هو كل شيء في حياتي.
لنتحدّث عن الفن قليلاً وعن عملك الأخير «آخر أيام الحب» الذي أخرجه زوجك الفنان وائل رمضان؟
العمل من إخراج وائل رمضان عن نص للكاتب هاني السعدي ومن إنتاج شركة «أوسكار» وائل عبدالله وشركة محمد فوزي (من مصر). العمل سوري ـ مصري مشترك. يتحدّث عن فترة الستينات، أيام الوحدة السورية المصرية والروابط الإجتماعية التي كانت سائدة في تلك الفترة. والعمل مليء بالعلاقات العاطفية، ويعتمد كثيراً على الرومانسية. قصة العمل بسيطة ولكنها واقعية وجميلة. أجسّد فيه شخصية فتاة سورية تحب شاباً مصرياً، فيتزوّجا وينجبا طفلاً، ثم يفترقا ليلتقيا من جديد. والطفل يعيش الحياة بطريقة مختلفة. تحدث تحوّلات وتتعرّض هذه المرأة لأشياء كثيرة ولترحال متواصل وشقاء دائم. العمل فيه نسبة كثيرة من الوجدانيات والأحاسيس والمشاعر. أعتقد بأنه سيكون له خصوصية عند عرضه.
أحبّ العمل معه
كيف تصفين العمل مع زوجك وائل رمضان، هل هو مريح لك كونك تكونين بقربه والعكس صحيح؟
نحن صديقان وبيننا تفاهم فني كبير، وعملي معه يساعدني كثيراً. عندما أعمل مع وائل، عطائي الفني يكون أكبر وأجمل. وأشعر أنني أبدع معه أكثر من عملي مع أي مخرج آخر.
لماذا لم نركِ في عمل سوري هذا الموسم؟
عادة لا أكثر من المشاركات الفنية، ووضعي مع الحمل له خصوصية هذا العام. إضافة إلى أنني لا أشارك في أكثر من عملين في العام الواحد. ولا أحب أن أستهلك نفسي في عدّة أعمال لأن هذا في تقديري يقلّل من قيمة الفنان.
عملك المقبل «كليوباترا» والذي يحضّر له حالياً زوجك المخرج وائل رمضان، ماذا يعني لك ولماذا تمّ اختيارك للدور؟
إختلفت الآراء حول جمال كليوباترا، فبعض المراجع ذكرت أنها كانت جميلة، والبعض الآخر نفى ذلك. ولكننا سنقدّمها في عملنا بصورة جديدة ومن وجهة نظر عربية مختلفة عن السينما الغربية، حيث ستجسّد كملكة شرقية عالمية عظيمة وشهيرة. وسأبدأ التصوير بعد الولادة حيث سآخذ فترة من الراحة. وسيضمّ العمل فريقاً كبيراً، عرباً وأجانب.
سيدتي إكسترا
على ذكر الحمل ماذا تقولين للفنانة نانسي وقد وضعت طفلتها البكر ميلا منذ فترة قصيرة؟
أقول لها مبروك وأنا أحبها وأحب أغانيها. أشعر بأنها إنسانة أكثر من كونها حالة إستعراضية لمطربة.
«سيدتي» مع سلاف في لندن
زارت الفنانة سلاف فواخرجي مؤخراً لندن، بدعوة من الجالية السورية برئاسة نبيه مقيّد وسفير سوريا في لندن د. سامي الخيمي. وقد رافقتها «سيدتي» في كل خطواتها خلال عملية التسوّق، وبالأخص تلك التي لها علاقة بأغراض طفلها القادم.
تجوّلت سلاف في أسواق لندن تختار منها ما يناسبها من أزياء السهرة. فاشترت فساتين سهرة واكسسوارات من متجر «هارودز» الشهير، ومجمّع التسوق «وستفيلد». كانت سلاف تعرف ما تريد وأي المحلات تقصد لشراء الأفضل والأنسب لطفلها. وكانت تختار ألوان الملابس والألعاب بعناية لتتوافق وجنس الطفل الذكر.
وقد ساعدها في اختيار الملابس بكل حماسة ابنها حمزة البالغ من العمر تسع سنوات وقد بدت عليه الفرحة والسعادة لاستقبال أخيه بعد طول انتظار.
كما لوحظت الفرحة بعينيّ سلاف وهي تختار أغراض ابنها القادم إذ كانت في أحسن حالاتها، وكانت كلما اختارت قطعة تتأملها متسائلة بصوت عال: هل ستناسب حجم طفلي في الشهور الأولى؟ وهل هي تلائم فصل الصيف أم الشتاء؟
أثناء التسوّق، قام بعض المارة من العرب الذين تعرّفوا على سلاف بإلقاء التحية عليها وأخذ الصور التذكارية معها، ونذكر على وجه الخصوص إمرأة عجوزاً وزوجها من سورية إذ سلّما عليها وخاطباها بكل حنان وودّ وكأنهما يتحدثان إلى ابنتهما، مما أثّر في نفس سلاف وسعدت لكلامهما واهتمامهما بحملها وصحتها. وأعربا عن إعجابهما بدورها في مسلسل «أسمهان».
ماذا قالت سلاف عن زوجها وائل كمخرج؟ وما هي ملاحظاتها حول مسلسل أسمهان؟ وما حقيقة تحضيرها للقيام بدور روز اليوسف؟ وإلى ماذا تطمح على المستوى العائلي؟ وماذا طلب ابنها حمزة منها؟ وماذا اشترت سلاف من لندن؟ كل هذا والمزيد تجدونه في العدد 1477 من مجلة «سيدتي» المتوفر في الأسواق.