تعد الممثلة الخليجية الشابة هيا عبد السلام من أبرز النجمات الواعدات في الدراما الخليجية منذ حققت نقلة نوعية في أدائها لدور إبنة حياة فهد المعاقة ذهنيا في مسلسل (حبر العيون) وأشادت حياة الفهد بأدائها الطبيعي أمامها ،بعد هذا العمل بدأت هيا تتطور أكثر إلى أن اتجهت للإخراج بخطوة جريئة في مسلسلها (للحب كلمة) الذي أبرزها إسماً نسائياً جديداً في الإخراج لندرة المخرجات النساء في الخليج العربي.
ويحرص عدد من النجوم الكبار والمخرجين على ترشيحها لأدوار مناسبة معهم حيث تؤدي حالياً دوراً جميلاً في مسلسل (النور) كزوجة حمد العماني مع النجم القدير عبدالعزيز جاسم لكنها في مسلسلها الجديد (في عينيها أغنية) الذي تعرضه قناة دبي في رمضان 2015 الحالي وتقوم بإخراجه وببطولته في أن معاً عن نص للكاتب محمد حسن أحمد أخفقت إلى حد ما كممثلة وكمخرجة أيضاً معاً خاصةً في الحلقة الثامنة التي يختفي فيها والدها (جاسم النبهان فجأة من منزلها فتخرج للبحث عنه وتبكي لكن دون أن تنهمر دمعة واحدة من عينيها،وتأثرها السلوكي خلى من أي تأثير تعبيري عاطفي مؤثر فلم يجعلنا كمشاهدين نتعاطف معها،وفي مشهد آخر مع فؤاد علي الذي يحاول الوصول معها إلى هاني الذي يعرف مكان والدها وشوهد يحممه في منزل مجهول، تبدي حركة بكاء جديدة خفيفة وأيضاً بدون دموع.
ويرتكب المصور خطأ للمرة الثانية بتركيز كاميرته عن قرب لوجهها وعينيها الخاليتين من الدموع كاشفاً أدائها البارد الخالي من أي دفء أو عاطفة حارقة سوى كلامها وجريها هنا وهناك بحثاً عن والدها الذي تظن إنه اتجه إلى الحدود بإرادته لمغادرة البلد،ولم نشهد نحن المشاهدين في هذا المشهد حتى وميض دمعة عصية ترغب بالخروج من عينيها،ولا نعرف لماذا يتم التركيز من قبل المصور عن قرب لوجوه الأبطال بدون مشاهد تراجيدية أو نفسية مؤثرة تستدعي ذلك سوى إظهار جمال الممثلات ووسامة الممثلين ففعل العكس وضخم وجوههم بلقطات تنقصها الجمالية والحنكة البصرية والخبرة،هذا إن أراد المصور أن يكون وقعها أكبر في نفس المتابع لأحداث المسلسل.
وكانت هذه الحلقة الثامنة مملة بامتياز والتي لم يبعث حدث إختفاء الوالد فيها الحياة،وكان التشويق فيها بارد ومفتعل.
وغاب عن المخرجة هيا عبد السلام أنه من الصعب حتى على المخرجين الكبار القيام بمهمتين إبداعتين ببراعة في وقت واحد دون حدوث أي تقصير في مكان ما،فكيف تنجح هي حديثة الخبرة بذلك إن لم تتفرغ أكثر وتبدل مزيد من الجهد في التقمص ؟،هي التي لم تحفر بصمتها الخاصة كممثلة بعد إلى جانب النجمات الراسخات؟ كيف تحمل هذه المسؤولية الثقيلة على كتفيها الناعمتين؟
فكان من الطبيعي حين تركز كمخرجة على زملائها في العمل أن تهمل نفسها إما بدافع الثقة الزائدة بالنفس أو من باب الإهمال.
وهنا يحضرنا تجارب ممثلين معروفين خاضوا تجربة الإخراج لكنهم رغم حضورهم القوي كممثلين كانوا أذكياء جداً في هذه الناحية ،وانحازوا إلى الإخراج على حساب جانبهم الأدائي فحلوا ضيوف شرف بأدوار صغيرة بأعمالهم حتى يتفرغوا تماماً لإخراج طاقتهم الإخراجية الخلاقة فيولدوا مجدداًُ من رحم عملهم الدرامي الأول كمخرجين متميزين كبار مثل: المخرج حاتم علي الذي حلّ ضيفاً في مسلسله الحالي (العراب.. نادي الشرق) في الحلقتين السابعة والثامنة مع منى واصف التي تؤدي دور والدته،والمخرجة السورية رشا شربتجي التي ظهرت أيضاً كضيفة شرف بدور صغير في مسلسلها الشهير (الولادة من الخاصرة) كحبيبة لعابد فهد وعندما انسحبت من إخراج موسمه الثالث حلت بديلة عنها اللبنانية نادين الراسي ،لم يؤدي مخرج يوماً دور البطولة في مسلسل درامي طويل من إخراجه سوى هيا عبد السلام.
فهل سيكون أدائها أفضل في حلقات مسلسلها (في عينيها أغنية) تحت قيادة المخرجة هيا عبد السلام؟ دعونا نتابع.