«قرقع قرقع قرقيعان أم قصير ورمضان».. تتعالى أصوات الأطفال في ليلة المنتصف من الرمضان، وغيرها من الأهازيج الشعبيَّة الممزوجة بعبق الماضي، احتفالا بالـ«قيرقيعان»، التي تحتفى بها معظم دول الخليج، بل وأصبحت عادة سنويَّة، حيث توزع على الأطفال الحلوى، بعد أن يشرعوا في القرقعة، وهي «الصوت المنبعث من احتكاك الأواني الحديديَّة، التي يحملون فيها الحلويات».
وفي هذا اليوم تنشغل الأمهات بتحضير الإفطار الذي تجتمع له كل الأسرة في بيت العائلة لتناول ما لذَّ وطاب من الأطعمة التراثيَّة الشهيرة مثل الهريس، وهي وجبة شعبيَّة تحتاج وقتاً لتحضيرها ويتم تجهيزها قبل يوم، واللقيمات وهب وجبة سريعة التحضير مكونة من الدقيق والسكر والنشاء، تقلى وتقدَّم مغمورة بالشيرة. وهنالك الجريش وهو من أهم الأطباق ويتكون من القمح الجروش والبصل والكمون.
والحنيني أكله شعبيَّة تنشر في فصل الشتاء؛ لأنَّها تمد الجسم بالدفء لاحتوائها على التمر والدقيق والزيت. وهنالك المراصيع وهي مكونة من الدقيق والبيض وقليل من السكر. وبعد الانتهاء من إعداد الفطور يتم الاستعداد لهذه الليلة، وتبدأ كل عائلة بشراء المكسرات مثل الجوز والفول السوداني والتين المجفف والحلوى، وتجهيزها بطريقة مبتكرة ومميزة وتغليفها من خلال علب وسلال بتصاميم فنيَّة متنوِّعة وبألوان زاهية وأشكال مميزة تلفت أنظار الأطفال، ويتم توزيعها من خلال البرامج الترفيهيَّة التي تعرف الأطفال بعاداتهم وثقافتهم وتقاليدهم، وعمل الحناء للفتيات، وارتداء الأطفال الذكور الملابس التراثيَّة، الدشداشة وعليها السديري والخريطة ـ كيس معلق في الرقبة وبه خيط يشد على الصدر ـ والفتيات يرتدين الدراعات، والفساتين وعليها البخنق وهو غطاء أسود شفاف للرأس به بعض النقوش الذهبيَّة.