شهد رمضان 2015 نضج وجرأة في بعض نصوص المسلسلات الخليجية التي تقتحم قضايا لم تخضها بعمق من قبل مثل: (ذاكرة من ورق) للكاتب عادل الجابري الذي طرح بعمق وجرأة مشاكل المبتعثين و المبتعثات في الخارج وتحديداً (برلين) بدون رتوش كما أبرز تأثير تعصب الإخوة المندفع بدون التوثق في حرمان شقيقاتهم من حقهم بتعليم جامعي كما حصل بين فواز وشقيقته شوق،وكشف العمل حاجة المبتعثات لرعاية ومتابعة رسمية من سفارتهن لحمايتهن من الوقوع ضحية أصدقاء السوء كفجر الذي يستغلها غانم في أعماله المشبوهة رغم حبه لها مستغلا حالتها النفسية السيئة التي تفقدها توازنها وذاكرتها الهشة.
وفي مسلسل (دبي لندن دبي) للكاتب عيسى الحمر يطرح العمل لأول مرة إستخفاف المجتمع الذكوري لنبوغ المرأة عندما يحاول الدكتور بدر المتزوج خداع زميلته الدكتورة هند باسم الحب وإقناعها بوضع إسمه على بحثها الطبي الهام وعندما تكتشف حقيقته تتركه مهنيا وتحاول العمل مع طبيب إستشاري آخر لكنه يحرض زملائها ضدها لحرمانها من دخول العمليات وحثها على العودة إليه والرضوخ لإرادته،وهذا واقع موجود في مؤسسات خاصة وعامة كثيرة في العالم العربي.
وفي مسلسل (أمنا رويحة الجنة) للكاتبة هبة مشاري حمادة يتعرض المسلسل لجحود الأبناء ، فغالب الأعمال العربية طرحت عقوق الأبناء برفع قضايا حجر على آبائهم لكن الكاتبة هبة مشاري حمادة تطرقت بجرأة إلى عقوق الأبناء لأمهن عبر حثها على فقدان أعصابها،وإيصالها إلى حالة وهن ذهني وضعف ذاكرة ينتهي بإصدار طبيب شهادة ضدها تساعدهم على رفع القضية للسيطرة على ثروتها.
وفي (سيلفي) للكاتب خلف الحربي لأول مرة يقوم عمل كوميدي سعودي خليجي وليس عربي بمواجهة الإرهاب بسلاح الفكر والكوميديا بعدة حلقات مميزة أدانت الإرهاب والمذهبية وسخرت منها عبر ضحكة مدوية.
ونتمنى من هؤلاء الكتاب وغيرهم بذل جهد فكري وإبداعي أكبر لتطوير الدراما الخليجية والبحث عن مضامين جديدة وحقيقية تجدد دماء الدراما الخليجية لتظل محط إهتمام المشاهد الخليجي والعربي وقادرة على منافسة الدراما المصرية والسورية بقوة.