القرقيعان هي كلمة عامية مأخوذة من القرع أي دق الأبواب، وهي أصلاً عادة مأخوذة من دولة الكويت والبحرين، وانتقلت إلى المنطقة الشرقية بالسعودية، وتخبرنا آمنة عبد الله الناصر من منطقة الأحساء بالسعودية أن الاطفال كانوا قديماً يخرجون ليقرعوا أبواب البيوت طلباً للحلوى، و يتم توزيع حلويات مخصصة في هذه المناسبة مثل الفول السوداني (السبال) والحمص المجفف (النخج) وبعض الهلل (٢٥ هللة) وبيض الحمام (الملبس) والريحان، وكانت توضع جميع التوزيعات في (القفعة) وهي سلة مصنوعة من السعف، ويجمع الأطفال الحلويات والمكسرات في أكياس قماشية تخيطها الأمهات من بقايا الأقمشة، وتحمل على الرقبة وتسمى (خريطة)، ويختلف وقت التوزيع من منطقة لأخرى فالبعض يوزع الحلويات في النهار والبعض الآخر في الليل، وكان الأطفال يتنقلون من حارة إلى حارة ليجمعوا أكبر قدر ممكن من الحلويات، ويرددون الأناشيد مثل: (قريقشون حلاوة، فكي الكيس واعطينا ولوما (فلان) ماجينا، قرقيشون قرقشتون يوم العيد عيدتون، عطونا من مالكم الله يخلي عيالكم)، فلان يذكر فيه اسم الولد الكبير في المنزل، وبعد أخذ الحلاوة من صاحبة المنزل، يقول الطفل من باب الشكر والثناء (هاالسنة وكل سنة على خير وسلامة) كما تسبق القرقيعان بعض التجهيزات مثل تبخير المنازل وعجن الحنا لنقش الأيدي والأرجل،
وخياطة دراعة للبنات (جلابية) وبخنق مطرز (خمار)، والبعض يخيط الخرايط (أكياس جمع الحلاوة) وتضيف: اختلف القرقيعان في الوقت الحاضر عن السابق، حيث أصبح الناس، يقدرون الموروث الشعبي أكثر وأصبحت تقام مهرجانات تخص هذه المناسبة فتخصص البوابات التي يعمل شباب الحي على تصميمها و نسيقها بالأقمشة المطرزة ذات الألوان الزاهية (الأخضر والأحمر والبرتقالي)، والعرشات (المداخل المصنوعة من الخوص والسعف) والمباخر الكبيرة والطاولات، التي توضع عليها المشروبات كالفيمتو والماء وبعض المأكولات الشعبية كالعصيد، وتزين المداخل والبيوت بالفوانيس واللمبات الملونة، وأصبحت التوزيعات متنوعة تضم انواع من الشبسات والحلويات والبسكويت والعصيرات المعلبة والريالات مع الحرص أن تكون جديدة (من البنك)، أصبحت الأزهايج والأناشيد تسمع في كل المنطقة، حيث مكبرات الصوت أصبحت في كل مدخل حي وفي كل منزل، ولم يعد يقتصر القرقيعان فقط على الأطفال، بل حتى ربات البيوت والشغالات من جنسيات مختلفة يشاركن في هذا اليوم التراثي!
عازب الزهراني، سكان مدينة الأحساء منذ أكثر من 40 سنة، حدثنا عن كيفية احتفال أهل الإحساء بهذه المناسبة، قائلاً: "القرقيعان في الإحساء قديما يختلف عن الحاضر، حيث له ميزة خاصة، فقبل القرقيعان بيومين أو أكثر يستعد الأهالي له بالملابس الجديدة للأولاد والبنات، وكان كل بيت يشتري من الحبّ المعروف سابقاً كل على قدر استطاعته وإمكانياته.
وأضاف: إن مظاهر الاحتفال بالقرقيعان في الوقت الحالي تحولت إلى إقامة الاحتفالات، واستبدال المكسرات والحلويات الشعبية بالشوكولاتة الفاخرة الباهظة الثمن التي توضع داخل علب فاخرة"
تواصلوا معنا عبر الهاشتاك #فيمتو_خلنا_نجتمع
القرقيعان بين الماضي والحاضر
- أخبار
- سيدتي - سحر فيدة
- 04 يوليو 2015