طلب مني رئيس التحرير العزيز محمد الحارثي أن أكتب عن التفاؤل؛ لأن سيدتي قررت أن تخصص عددًا للتفاؤل، وتوصيل هذا التفاؤل مع إشراقة الصباح لكل بيت، على طريقة موزّع الحليب، في مبادرة قد تكون أهم بكثير من مبادرات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة؛ لأن أقصى هذه المبادرات هو الحد من توزيع أسلحة الدمار الشامل.. ونقصان التفاؤل هو أشد خطرا من أسلحة الدمار الشامل؛ لأن أسلحة التشاؤم أسلحة إبادة شاملة تتجاوز في خطورتها الأسلحة النووية.
شخصيًّا مستعد أن أدفع عمري كله، لكي أساهم في زرع التفاؤل في قلوب الناس.. لأن زرع التفاؤل لا يقل أهمية عن زرع فسيلة لو استطعت أن تزرعها عند قيام الساعة.
العالم هذه الأيام يشكو من نقص معدلات المناعة بشكل مخيف.. لذلك تكثر الأمراض.. والعالم أيضا يشكو هذه الأيام من نقص معدلات التفاؤل بشكل مخيف.. لذلك تكثر الأمراض.
أتمنى أن أتفاءل وأزرع التفاؤل وأوزع التفاؤل لجميع بقاع الأرض، لكن أخشى أن نكون كمن يبيع المكيفات في ألاسكا.. أو من يبيع الدفايات جنوب خط الاستواء.. فهذه البضاعة كاسدة لأنها تُباع في المكان الخطأ، ونحن اليوم نحاول أن نقلب المعادلة ونبيع الدفايات في ألاسكا.. والمكيفات جنوب خط الاستواء.. لعلنا نزرع الأمل في بضاعتنا.
وأذكر أنني قلت للزميل محمد الحارثي عندما طلب مني أن أكتب عن التفاؤل، ألا ترى أننا لو وزعنا عقارات مضادة للتشاؤم ومنشطة للتفاؤل «عينة ملصقة مع كل عدد» لاستطعنا أن نبيع أكثر من مضادات إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير، لأن إنفلونزا التشاؤم أكثر فتكًا.. وضحاياها ينتقلون كل لحظة في جميع مطارات العالم وينقلون العدوى من أدنى العالم إلى أقصاه.
إن ما أعرفه هو أننا عندما نروج للتفاؤل، فهذه العملية ليست سهلة.. وترويج أي مشروب غازي جديد أسهل منها بكثير.. لكننا نتفاءل بغد أجمل.. نتفاءل بالله وسجادة صلاة.. نتفاءل بصحبة جميلة.. تحمل من الوفاء ما تكسر معها كل حواجز الجحود والنكران الذي يجتاح العلاقات الإنسانية.. نتفاءل بيوم نقرأ فيه الصحيفة وهي خالية من الأخبار السيئة.. ونتفاءل بيوم تُخصص في كل الصحف صفحاتها للأخبار السعيدة، بدلاً من الأخبار السيئة.. المهم أن نتفاءل.. والأهم من ذلك ألا نتشاءم!!
شعلانيات
< التفاؤل هو أن ترى النور في نهاية النفق.. والتشاؤم هو أن ترى النفق في نهاية النور!
< الفرق بين المتفائل والمتشائم.. هو أن المتفائل لا يقرأ الصحيفة.. أما المتشائم فهو يبدأ بقراءة الصحيفة في خانة الوفيات!
< أجمل شيء في هذا العالم هو أن تتصالح مع كل ما هو جميل في الحياة.. والأجمل أن تتصالح مع نفسك لأنها عالمك!