يقول أهل المغرب العربي إن رمضان شهر" اللمة" مع العائلة بالدرجة الأولى، إذ يمثل فرصة نادرة للمّ شمل أفراد الأسرة حول مائدة واحدة بعد أن فرقها إيقاع الحياة العصرية السريع طوال السنة، وتستعيد العلاقات العائلية في رمضان الدفء، الذي سرقته منها حياة المدن الصاخبة، وفيما يلي مجموعة عادات وتقاليد يتبعها المسلمون في بلدان المغرب العربي، تحديداً في النصف الثاني من شهر رمضان:
تونس
ما يميز تونس فعلاً هي ليلة النصف المعروفة باللهجة العامية "بليلة النص"، التي تقام لها احتفالية خاصة، حيث تستقبل الأسواق في ليلة النصف جحافل المتسوقين، الذين يحضرون طبقاً موحداً "الكوسكوس" التونسي، ورغم اعتماد هذا الطبق، خلال أيام الشهر، إلا أن طريقة إعداده في ذلك اليوم لها طقوسها الخاصة، فالمواد الطازجة هي الأساس، وعليه تتحول الأسواق إلى مهرجان موحد، الكل يريك المكونات نفسها.
وبعد الإفطار، تعم الأجواء الرمضانية تونس فتكثر الخطب الدينية والمواعظ، وينتشر في المساجد رجال يحملون مرشاة فضية تقليدية، فيها ماء الزهر وعطور لرشها على المصلين، ابتهاجاً بالليلة المباركة، ويتم تبادل الزيارات ويكثر الضيوف في المنازل، وتردد عبارة "إن شاء الله ليلة مبروكة علينا الكل.. وإن شاء الله من المقبولين عند رب العالمين"، وفي هذه الليلة، يختار البعض إقامة حفلات الخطبة للمقبلين على الزواج، ويصار إلى ختان بعض الأطفال الذكور.
المغرب
يحتفل المغاربة في رمضان بليلة النصف بالتبرك بالقرآن وبإعداد طبق الكسكس أو التريد أو طبق مغربي حلو والتصدق منه للفقراء والمساكين أو تقديمه للمصلين في المساجد، وفي ليلة 27 من شهر رمضان( ليلة القدر) يتزين الأطفال باللباس التقليدي المغربي ويكافئون بما لذ وطاب أثناء الإفطار وتجوال في الشارع احتفالاً بصيامهم الأول.
الجزائر
يتنافس المسلمون في الجزائر خاصة في هاته الليلة (ليلة النصف)، على تأدية الشعائر الدينية وذلك بالإكثار من الصلوات وتلاوة القرآن آناء الليل وأطراف النهار، ناهيك عن إعمار المصلين المساجد في أوقات الصلاة وصلاة التراويح و قيام الليل وحتى خارج أوقات الصلاة.
ويحظى الأطفال الصائمون لأول مرة باهتمام ورعاية كبيرتين من طرف ذويهم وتشجيعاً لهم على الصبر يتم تحضير مشروب خاص بالماء والسكر والليمون مع وضعه في إناء (مشرب) بداخله خاتم من ذهب أو فضة من أجل ترسيخ وتسهيل الصيام على الأبناء مستقبلاً.