في دورة هذا العام التاسعة والعشرين، كرّم «مؤتمر الأطفال العرب الدولي»، الذي أُقيم مؤخراً في الأردن وواكبته «سيدتي»، الفنانة اللبنانية نجوى كرم والممثل الأردني زهير النوباني باستضافتهما ودعوتهما ليكونا ضيفيّ شرف الدورة الحالية، وهما متشابهان إلى حد كبير بجديّتهما في التعاطي مع القضايا الإجتماعية وإيمانهما بحقوق الطفل وقدرته على إحداث التغيير مستقبلاً، وثقافتهما العميقة. وقد شاركا في إطلاق شعار: حق الحماية… مسؤولية من؟
مقدمة الحضور وتبدو الملكة نور ونجوى كرم
وصلت الفنانة نجوى كرم مبكراً إلى الفندق قبل يوم واحد من الإفتتاح، وفوجئت باستقبال جماهيري شبابي من نادي معجبيها في الأردن، وعلى رأسهم أبرز أعضائه لؤي حمام والعراقية سارة والأردنية رولا كرم التي لقّبت نفسها كرم تيمّناً بنجمتها المفضّلة. بعضهم استقبلها بالمطار وتبعها بالسيارة، وبعضهم الآخر خاصة الفتيات انتظرنها في الفندق حاملات الشوكولاتة وباقات الورد.
رافقناها جميعاً صحفيين ومعجبين إلى جناحها الملكي في الطابق العاشر من فندق «لاند مارك». ولم تخذل أحداً من الموجودين رغم كثرتهم ورغم آثار التعب الواضحة على ملامح وجهها الذي منحه اللون البرونزي وأزياؤها الزرقاء جمالاً خاصاً، فالتقطت صوراً فردية مع الجميع بدون استثناء.
نجوى والنوباني يفاجآن
لا شك بأن تجربة الفنانة نجوى كرم في «مؤتمر الأطفال العرب الدولي» وأيامها فيه جديدة لن تتكرّر. فلأول مرّة تحتكّ بشكل مباشر بهؤلاء الأطفال الذين اختارتهم بلادهم لتمثيلها فيه، بناء على وعيهم وذكائهم وقدرتهم على الإبتكار والتعبير. لذا، حين حضرت برفقة زميلها النجم الأردني زهير النوباني جلستهما الحوارية ضمن أعمال اليوم الأول، فوجئا بوعي الأطفال العرب بحقوقهم، وأُعجبا بمسائلة الكثير من الأطفال للكبار حول عدم مقدرتهم أحياناً على حماية الصغار. لذلك أُعجبوا بشعار المؤتمر لهذه الدورة: حق الحماية… مسؤولية من؟ واتّفقوا في جلستهم الحوارية الخاصة مع إدارة حماية الأسرة الأردنية على أنها مسؤولية مشتركة، تقع على الجميع. لذا، يجب عدم الصمت أو السكوت عن أية حالة عنف تمارس في العائلة أو المدرسة أو الشارع، وعلى أن محاربة العنف واجب الجميع، وقد تضامن ضيفا الشرف نجوى والنوباني مع مضمون هذا الشعار الإنساني. سردت نجوى بعض ذكريات طفولتها مع والدها المحافظ الذي كان يمنعها من ارتياد السينما، فاضطرّت إلى حضور فيلم «خللي بالك من زوزو» سراً، ودعت إلى بناء الآباء والأمهات جسور صداقة مع أبنائهم لأن الثقة عنصر أساسي وضروري لحماية الأبناء. وأيدّ النوباني دعوتها هذه.
وأعلنت نجوى في جلستها الحوارية المفتوحة أن قضايا الطفولة العربية تعنيها كامرأة وكفنانة. لذا، ألغت كل ارتباطاتها الفنية ولبّت الدعوة فوراً لأن السلام وحماية الطفولة المهدّدة في ظل هيمنة السلاح والحروب في العالم يشكلان هاجسها.
أما النوباني فاعترف أنه يسير على نهج جده ويزرع في كل بلد شجرة، ولما سئل كيف يفعل ذلك؟ أجاب: الشجرة عند جدي هي الصديق، لذا لي في كل بلد صديق. وهذا المؤتمر حين يدعو أطفال العرب والغرب لتوطيد أواصر الصداقة والتعاون بينهم، يفعل ما تعجز عنه السياسة، ويحقّق ما طلبه جدي بحكمته من أن الحب والثقافة لا الحروب هي لبنة السلام الأساسية بين الشعوب والدول.
الأطفال فازوا على الصحفيين
والمثير في هذه الجلسة الحوارية التي حضرها مندوبو الصحف والفضائيات، أن الأطفال الأذكياء من تونس والمغرب والأردن ولبنان، تفوقوا على الصحفيين بكثرة أسئلتهم المتابعة لمسيرة نجوى التي صرّحت بعدم نيّتها الغناء للأطفال على غرار بنت بلدها نانسي عجرم، لأن أغانيها مسموعة من الكبار والصغار معاً، فهي لا تميّز جمهورها بين كبير وصغير. وحين سئلت من طفل عربي عن أساليب حفاظها على صوتها القوي باللونين الجبلي والشعبي، أجابت ضاحكة له: الصوت عندي مثل الطفل، أحبّه وأعتني به وأداريه وأحميه من خلال نومي المبكر للحفاظ على قوته وجودته، وعبر ممارستي المنتظمة للرياضة، ورفض العادات السيئة وعدم التدخين وشرب الكحول، وتناول الطعام الصحي والبعد عن الوجبات السريعة.
ولما استفسرت طفلة عن وسيلة دعمها للمواهب الجديدة أجابت: أدعم المواهب الجديدة بتقديمي فناً راقياً وأغاني رفيعة المستوى، فتصبح هي النموذج لهم والمثل الأعلى، فيقدّمونها في برامج الهواة الفنية مثلما كان يحصل سابقاً في «استوديو الفن» ويحصل اليوم في «ستار أكاديمي». وحين أُبدي إعجابي بفنان صاعد وإحدى أغانيه، أدعمه بإعلان إعجابي به لأن هذا سيساعده في إطلاق جديده ويشجّع جمهوري على متابعته.
الملكة نور تفتتح المؤتمر
وفي مساء اليوم ذاته، إفتتحت الملكة نور الحسين المؤتمر في المدرج الروماني العتيق، بحضور ضيفي الشرف نجوى كرم التي حضرت مرتدية فستاناً أزرق أنيقاً وزهير النوباني. وألقت مديرة المهرجان الفنانة لينا التل كلمة الإفتتاح، تلتها نجوى كرم التي ألقت كلمة عابقة بالإنسانية والمحبة.
وبعد ذلك، ألقى النوباني كلمة حول أهمية الوحدة بين أطفال العالم لنشر الثقافة والسلام بين الكبار.
على هامش المؤتمر:
- أقامت نجوى كرم ثلاثة أيام كاملة في عمّان، حيث حضرت السبت وغادرت ظهر الثلاثاء إلى بيروت.
- أُعجب الجميع بسؤال «سيدتي» حول أهم حق للطفل، فأجاب النوباني: التعليم لأن المتعلّم قوي وقادر على الدفاع عن نفسه أكثر من الجاهل. واقتربت نجوى برأيها من رأيه فاختارت حقه في الثقافة الحياتية المعاشة في المنزل وفي المدرسة والشارع، وأيّدتهما مديرة المؤتمر لينا التل.
- غابت نجوى التي اعتذرت عنها مديرة المؤتمر التل عن الغداء مع الوفود، لإجراء حوار تلفزيوني مع برنامج «يسعد صباحك» ومقدّمته إكرام الزعبي التي فوجئت حين كانت تسرد مقدّمتها حول مسيرتها الفنية باللغة الفصحى، بكرم تقاطعها لتصحّح لها كلمة معينة أخطأت فيها بالإعراب، لنكتشف أن نجوى كرم لم تنس مهنتها السابقة كمدرّسة خبيرة بلغة الضاد وإعرابها. وبعد انتهاء المقابلة التي دارت في معظمها حول «الفيديو كليب»، أجرت حوارها الوحيد للصحافة المكتوبة مع مجلة «سيدتي» ننشره مفصّلاً في عدد لاحق.
- في ختام الإفتتاح، كرّمت الملكة نور الحسين ضيفي الشرف زهير النوباني ونجوى كرم، ثم أخذوا جميعاً لقطة تذكارية مع وفود الأطفال المشاركة من أكثر من 20 دولة عربية وأوروبية من بينها: فلسطين وتركيا والأردن والمملكة العربية السعودية وأميركا وهولندا.
- كرّمت الملكة نور الحسين ضيفي الشرف بحفل عشاء رسمي في قصر السلام بعمّان، حضرته معهما مديرة المؤتمر لينا التل وعدد من كبار الشخصيات، حيث انطلقت نجوى إلى القصر إثر انتهاء مشاركتها الأطفال ورشهم الفنية في الساعة السابعة.