"اللقيمات أو لقمة القاضي أو العوامة والزلابية"، جميعها مسميات أطلقت على طبق الحلوى المعروفة بمختلف أنحاء الوطن العربي ولكن بلمسات مختلفة، حيث تختلف النكهة المُضافة إليه حسب المنطقة، واشتهرت "اللقيمات" في القرن الثالث عشر الميلادي في بغداد بإسم "لقمة القاضي" وبمصر بـ "الزلابية" ، وبعد ذلك انتشرت في البلدان العربية حيث سُميت في بلاد الشام بـ "العوامة" وفي الخليج العربي بـ"اللقيمات".
وتعتبر "اللقيمات" من المأكولات الشعبية الرمضانية لدى المجتمع السعودي، إذ تعتبر حلوى أساسية في هذا الشهر، وغالباً ما تُحضر في المنزل لسهولة صنعها بوقت قصير، حيث تُصنع على شكل كرات ذهبية هشة تذوب في الفم، وتجمع هذه الحلوى مابين المطبخ العربي والغربي.
حيث يظن البعض أنها عربية الأصل، في حين أنها تعود للشعب اليوناني الذي يُطلق عليها اسم "لوكوماديس"، وهي مشهورة في قبرص ايضاً بنفس الاسم، في حين يرجع أصل السائل العسلي المذاق الذي يُستخدم لتزيينها إلى أصول تركيا.
وعادة ما تتمسك النساء الكبيرات في السن بإعداد الأكلات الشعبية ومنها "اللقيمات"خاصة في المناسبات، ويحرصن على طهيها بأنفسهن، ويعتبرن أن السفرة الرمضانية لاتكون مكتملة إلا بوجود تلك الأطباق.
وتحضر أم مهند "اللقيمات" في المنزل بطريقة ممتعة، وتقول في السابق كنا نعمل اللقيمات المقرمشة فقط والتي لاتحتاج إلى وقت كما توارثناها عن أمهاتنا، وكل مكوناتها من الدقيق والخميرة والسكر والملح والزيت، ونعجنها لتصبح لينة قليلاً ونشكلها على هيئة دائرية باليدين، ونضعها في الزيت حتى يصبح لونها ذهبي، ونكون قد حضرنا الشيرة الذي نصنعه من السكر والليمون والماء، وبمجرد إخراج اللقيمات من النار نغمسها فيه مباشرة، ويوقوم البعض برش جوز الهند المبشور عليها أو السكر الناعم.
وأضافت "في حين أصبح هناك اليوم وصفات مختلفة ومتعددة "للقيمات"، وأشكالاً جديدة فمنهم من يضيف إليها الحليب والقشطة، وأحيانا تحشى بالكسترد ومنهم من يحشيها بالجبن، وهذه تأخذ وقت لأنه نحتاج أن نعمل الكرات الصغيرة ومن ثم نقوم بحشيها بالجبن أو الكسترد، ثم نقليها في الزيت ولكن لابد أن ننتبه لأن تكون الكرة مغلقة تماماً حتى لاتفتح أثناء القلي، وهناك أدوات مستحدثة لصنع اللقيمات تستخدم، ولكن أنا أفضل عملها باليد".
وهناك قليلاً من محلات الحلويات والمخبوزات الموجودة في المناطق الشعبية، تخصص مكاناً في شهر رمضان المبارك خارجها لصنع "اللقيمات"، بحيث يقوم البائع بصنع اللقيمات في مقلاة كبيرة بطرق ملفته للزبائن، مستخدماً ملعقة صغيرة ويقليها في الزيت لتعطي الشكل المعروف "للقيمات"، ويكثر الطلب عليها في الشهر المبارك كونها تعتبر طبق حلوى أساسي يقدم بجانب التمر والقهوة على مائدة الافطار أو بعده.
و"اللقيمات" كغيرها من أطباق الحلوى التي لايُصنح بالإكثار منها، لاسيما وأنها تحتوي على قرابة 452 سعرة حرارية، و2 من الدهون و4 كوليسترول و99 من الكربوهيدرات و 10 من البروتينات، كما أن هذه الكميات قد تزيد بحسب الحشوات التي توضع داخلها.