وظفي عقلك
سيدتي أتمنى أن تساعديني، فأنا أصبحت كثيرة البكاء والإحساس بالكآبة، مشكلتي هي أنني تعرفت على أحد أقربائي وأحببته، وكان ذلك عقب موت جدتي، أي في فترة يشعر فيها أي إنسان بالاحتياج والضعف، وبعدها تعرفت على أخته التي هي في مثل سني، وتعرفت على أمه، وهي امرأة مثقفة، وسمعت منهما أنه يريد أن يخطبني، وليس عنده مانع من أن أكمل دراستي، وأهدتني أمه حلية في إحدى المناسبات، وحين اتصلت بي لكي تعرف رأيي في أن يخطبني ولدها، قلت لها إن عمي، وهو ولي أمري بعد وفاة أبي، لن يقبل بالخطبة؛ لأن ولدها لم يكمل تعليمه، وأنه لابد أن يكمل دراسته.. فيما بعد اتصلت أمه بأمي، فأكدت أمي لها كلامي، صحيح أن الشاب يعمل، ولكن أمي لم توافق عليه، وهي إنسانة مثقفة وتفهمني، وأنا قررت أن أنسى الموضوع، وغيرت رقم جوالي، ولكنه حصل عليه، واتصل ليهنئني بعيد ميلادي، وغضبت أمي واتصلت به، وقالت له إن هذا التصرف لا يجوز، إحساسي يقول إنني سوف أخسر أخته، وهي صديقتي وأنا لا أريد أن أخسرها، لقد رسبت، وضاعت عليّ سنة من حياتي من كثرة التفكير، ولا أخفيك بحقيقة مشاعري نحوه، ولكني أريد أن أدخل الجامعة وأختار إنسانًا مناسبًا ليشاركني حياتي، كل أفكاري متضاربة ومشوشة، أخاف أن أكون أخطأت برفضه.
نبع الدموع
عزيزتي صدقي أنني أريد أن تصلح حياتك ويزدهر مستقبلك، أهلك معذورون لأن الجامعية التي تتزوج برجل لم يكمل تعليمه يمكن أن تواجه مشاكل بعد الزواج، الزوج مهما كان طيبًا وأمينًا يريد أن يثبت قوامته، وحين تكون الزوجة تفوقه علمًا، قد يشعر بنقص ما ويصبح مهددًا، مما يدفعه إلى أن يعامل زوجته بشدة لا داعي لها، وفي تلك الظروف تشعر الزوجة بأنها ضحت من أجله وواجهت أهلها، ومع ذلك لا يقدر تضحيتها، هذه المشاعر تولد توترًا وإحساسًا بالخذلان، ولذلك أنصحك بالاهتمام بدراستك، لأن التعليم بوابة إلى الاستقلال والإحساس بالتميز، تمهلي حتى يوفق الله لك من يستحق حبك ويكون كفؤًا لك، ميلك إلى هذا الشاب مفهوم، لأنه اختارك وأرسل المراسيل والهدايا وجدّ في طلبك، ولكن حياتك قبل هذه التجربة كانت حياة ممكنة، وستكون ممكنة أيضًا بعد انتهاء هذا الموقف.
أما بخصوص التواصل مع أخته، فأنا أقدر إحساسك ورغبتك في
استمرار الصداقة، ولكن في الظروف الحالية الأفضل هو قطع سُبل الاتصال بالأسرة،
عملاً بمبدأ «الباب الذي يأتيك منه الريح سده واسترح».
تأكدي أن أمك تريد لك الأفضل، وعمك يقوم بمسئوليته نحوك، ولذلك أنصحك بتوظيف عقلك،
واطلبي من الله العون حتى تهدأ نفسك.
هذا النوع من الرجال
سيدتي أنا فتاة في التاسعة عشرة، مشكلتي بدأت منذ أربع سنوات، حين لاحظت أن شابًا يسكن في بناية أمام البناية التي نسكن فيها، يلاحقني بالنظرات وينتظرني عند باب الثانوية، ولا يحاول أن يكلمني، كل ما كان يفعله هو أن يحوم حول بيتنا كثيرًا، ويشير لي بأن أعطيه رقم الهاتف، ولكني لم أفعل ولم أستجب له؛ لأنني خجولة أولاً، وأخاف من مثل تلك الأشياء، ولكن بمرور الوقت بدأت أحبه كثيرًا، ثم صدمت حين سمعت أنه عقد خطبة مع فتاة أخرى، ثم فسخت خطبته وبدأ يبحث عن فتاة أخرى ليتزوج، تحطمت أحلامي وحزنت ولم أكن مصدقة ما سمعت، الغريب أنه إلى الآن يراقبني وينظر إلى شرفة بيتنا.. فماذا أفعل؟! كلما سمعت أنه سيتزوج أموت حزنًا، أرجوك أفيديني.
الحزينة ندى
عزيزتي ألم تسألي نفسك لماذا تحبينه وأنت لا تعرفين عنه سوى الملاحقة والنظرات؟ أتصور أنك لم تسمعي حتى صوته! وهل في ظنك أن شابًا يشاغل بنت الجيران، ويطلب رقم هاتفها لكي يكلمها خلسة، يكون شريفًا؟ إن كان معجبًا بك إلى هذا الحد؛ فلماذا لم يفكر في زيارة البيت، وهو يعرف العنوان، ويطلب زوجة؟! لاحظي أنه حين فكر في الزواج بحث عن عروس في مكان آخر.
ما تتصورينه حبًّا هو تعود على حالة مثيرة تلازمك، حين تلمسين إصراره على ملاحقتك، وكأنك فتاة أحلامه، ملاحقته لك أوحت بأنه يراك جميلة ومرغوبة، وهذا هو ما تحلم به الفتيات، ولكن الواقع هو أنك لا تعرفين طباعه وظروفه، والحب لا يصبح حبًّا إلا إذا قام على تفاعل وقبول متبادل، في تلك الظروف يصبح الطرف الآخر توليفة متكاملة، تدخل في تكوينها الأسرة والمعاملات والطباع، فالإنسان ليس شكلًا خارجيًّا فقط، أنت صغيرة على تلك الأمور؛ لأن تجاربك الاجتماعية محدودة، والأسلم هو أن يأتي الخاطب وتتاح لك فرصة للقائه والكلام معه والاحساس بالانجذاب نحوه أو نقيضه، بعد ذلك تتولد المشاعر تدريجيًّا.
نصيحتي لك هي ألا تحزني، اعتبري التجربة كلها أول فصل من تجارب الحياة، واشكري الله على أنك تعقلت ولم تستجيبي لمحاولاته العابثة لنيل اهتمامك بدون أي التزام من ناحيته.
مجهول الهوية
سيدتي أنا فتاة سعودية في السادسة والعشرين، تقدم لخطبتي شاب خليجي ولكنه مجهول الأبوين، وقد نشأ في كنف أسرة كبيرة في الدولة التي ينتمي إليها، وحين أتى إلى بلدي لرؤيتي، لاحظ أن ملامحي وملامح أفراد الأسرة الآخرين تختلف، ولذلك أسرَّ إلى صديقتي التي رشحتني له، وهي زوجة أحد أصدقائه، بملاحظته وبأنه يشك في أن أكون ابنة هذه الأسرة، وبأنه ينوي أن يلفت انتباهي إلى ذلك لكي يعرف حقيقة أمري، وحين حدثتني صديقتي صدمت، وقلت لها إنني لا يمكن أن أفتح موضوعًا كهذا مع أسرتي، ومرت عدة أشهر ولم يكلمني في الموضوع، ثم قال إنه يريد أن يتمم الزواج، ولكني رفضت إلا إذا كلمني فيما كلم فيه صديقتي، ولكنه رد بأنه أحبني ولم يعد يهمه الموضوع مطلقًا، ولكني قلقة، وأرى ألا يتم الزواج إلا بعد أن يكلمني فيما قاله عني، لأنني أشعر بأن بيني وبينه حاجزًا.
أريد رأيًا لأني لا أعرف ما هو الصواب، هل أخبر عائلتي؟ والداي متوفيان ولي أخوات، ولا يعرفن بأمر الشاب من أنه مجهول الأبوين سوى أختي الكبرى.
ابنتك م م
عزيزتي أنا لا أرى أي داع لفتح الموضوع معه ما دمت متأكدة من أنك ابنة والديك المتوفيين، أخواتك يعرفن؛ ولذلك فإن فتح الموضوع قد يؤدي إلى خلق توترات، لأن الشاب مجهول النسب، وأي دفاعات عن نفسك في هذا الصدد لابد أنها ستخلق حساسيات بينكما، إن كان شابًا كفؤًا خلوقًا وتريدينه زوجًا، تزوجي بدون أي جدال، وإن لم يكن للارتباط به أهمية عندك، أذكرك بمقولة: «دع ما يريبك إلى مالا يريبك»، ولكني أرى أن النشأة الطيبة والتربية في بيت كريم هما الأهم من النسب، إذا قررت الزواج به يجب ألا تفتحي موضوع أبويه نهائيًّا، خاصة أنه أحبك لشخصك.
ردود
بتول..
لست مسئولة عنها، انصحي الوالدين بعرضها على إخصائي نفسي، لأنها تعاني من أعراض ينبغي التعامل معها.
شريف ف
أنصحك بالانسحاب من هذا الوضع المؤلم، لأن التراكمات النفسية قد تؤدي إلى ما هو أسوأ.. عد إلى وطنك وتأكد أن الرزق من عند الله.