حياتي

ثورة منظمة


سكن معنا ثلاث عائلات أردنية من جذور فلسطينية.. أذكر منها عائلة كانت تتمتع برب أسرة ما إن تقابله إلا ويتبادر في ذهنك عبارة «هو ماله.. في إيه؟ دائم العبوس.. حاد الطباع.. يمشي على الأرض مختنقًا شاهرًا ضيقه.. نظراته تقول: اتقوني ولا تقربوني» وكان لديه سيارتان.. إحداهما يضعها في «الباكية» المخصصة له تحت البناية، والسيارة الأخرى يضعها «بوضع اليد» في «الباكية» المخصصة لنا.. وبالطبع لم نعترض وقتها لأننا لم نكن نمتلك سيارة في بداية إقامتنا في قطر.. إلا أننا كنا سنسعد أكثر لو قام الجار بالاستئذان قبل استخدام موقفنا.. خاصة أنه موقف محدد لمستأجر العقار من قبل المالك، وليس موقفًا في الشارع.. وفي سنة من السنوات وقبل شرائنا لسيارتنا.. استأجرنا سيارة لمدة شهر.. تمهيدًا لاستقبال «مامي» التي تأتي لزيارتنا في الصيف.. وعدنا سعداء بالسيارة للبيت.. وركناها في المكان المخصص لنا من قبل المالك.. وذهبنا لجارنا لنخطره أننا نحتاج لموقفنا لمدة شهر.. ولكنه لم يكن موجودًا في البيت.. وللأسف لم يكن لدينا أرقام هواتفه.. وثاني يوم نزلنا إلى الموقف لنجد جارنا وقد وضع لنا على نافذة السيارة ورقة إنذار مكتوبة باللغة الإنجليزية مفادها  «ماذا؟ وإلا! »

طبعًا خفنا مما هو بعد «ماذا» وارتعدنا من «وإلا» وحاولت تهدئة زوجي.. وذهبنا بالفعل للرجل وأخطرناه بالأمر وبأننا نحتاج «الباكية» المخصصة لنا لمدة شهر من تاريخه.. وكان رده: «وأنا وين أضع سيارتي الثانية؟».

و ثاني يوم فوجئنا بالرجل وقد ركن سيارته في الباكية المخصصة لنا، وسافر لقضاء عطلة الصيف لمدة شهر ونصف في الأردن،. كما أنه قام بتنفيس الإطار الخلفي لسيارتنا.. وربما كان هذا التصرف من جانبه تنفيسًا أو تنفيذًا لوعيده بـ «وإلا!». 

ولا أعلم كيف وفقني الله في تنقية دم زوجي ياسر الذي سممته أعمال جارنا هذا

.. أعتقد أنني استخدمت سياسة جديدة «ستيكي للغاية» لا بد من تسجيلها باسمي.. اللهم لو كان هناك من يستخدمها دون علمي.. فقد قمت بثورة عارمة ولكنها منظمة.. وطالبت ياسر بأن يصعد الموقف ونظام...« لا لا لا يا ياسر.. ده ما يتسكتلوش أبدًا.. تولع.. الراجل زودها.. زودها يا ياسر». 

و بدأ ياسر يقوم بتهدئتي ويذكرني بحقوق الجار وأجر الصبر عليه والتجاوز عن إساءته؟ وأنا لا أهمد.

داليا حديدي ـ قطر

كتّاب على الطريق

 

حياتي

 

تعتبر حياتي عرشًا أقف عليها ناشرة أجنحتي

أعيش على هامشها بروحي وجسدي

تتآلف معها نفسي

تتناقض معها منظوراتي

تتقارب معها أفكاري

تتباعد معها أهدافي

فهي عنصر من عناصر خيالي

تندثر وتتلاشى معها أيامي

أستحضر فيها أحداثي ومتطلعاتي

أحاول أن أنتهز فرصها لتحقيق أحلامي

أتقاتل وأحارب آلامي

أواجه عراقيلي وأتحدى صعابي

أتناقض أحيانًا مع حالاتي

لأساير وأواكب مخيلاتي

لأضمن استمراريتي في إثبات ذاتي

حلم جميل أخمن أن يتحقق في مستقبلاتي

«أدعو الله أن نحيا عمرًا مديدًا، وعيشًا رغيدًا، وحياة سعيد ة»

لوبنى زوبعى ـ المغرب

 

قصة وأغنية


كانت ياسمين في بداية شبابها، وكانت مثل البنات في بداية عمرها، تتشوق إلى الحب

أسئلة تدور في خلدها؟

ما هو الحب..؟ وهي تفكر وتتصفح أول ورقة حب وصلتها من ابن الجيران، فتوقفت عند باب الغرفة، لم تستطع الدخول، كانت خائفة من أن يشاهدها إخوتها وهي تحمل رسالة حب من ابن الجيران، لا تريد أن تسد أول حب لها، فكم كانت سعيدة، لكن ياسمين اندهشت من صوت إحداهن، فقد كانت تبكي، وشد انتباهها لكلامهم، وأطرقت برأسها تستمع، فكان هذا الحوااار...

«سارة» أرأيتي يا نجلاء... أحمد تركني بكل سهولة..تركني بعد عشرة دامت 5 سنواات.. لقد رفضت كل الشباب من أجل عينيه، وأخذت تبكي بحرقة...

«نجلاء»: لا تبكي يا عزيزتي سارة.. أحمد لا يستاهل منك كل هذا البكاااء عليه.. الرجااال.. لا يؤمن جانبهم.. ملعون أبو الحب... هنا سمعت ياسمين مذعورة من هذا الكلااام، لكنها أخذت نفسًا عميقًا.. ونزلت إلى غرفة الجلوس، وأخذت تقلب بين القنوات، واستوقفها مشهد تمثيلي..كانت البطلة تمزق الصور وهي تبكي وتقول: لقد عملتها أيها المخادع أيها الخائن.

لماذا؟.. يا ليتني لم أضيع حياتي معك..أكرهك.. أكرهك.. وارتمت على السرير.. آه من الحب آآآه.. هنا وضعت ياسمين يدها على خدها وهي مفجوعة، ولسان حالها يقوول: يا الله هل نهاية الحب  هكذا؟؟! فقامت، ونفضت عنها غباار الأوهاام المخيفة، وذهبت إلى فناااء البيت تستنشق الهواء، فتناهى إلى سمعها صوت قااادم من النافذة الأمامية، يبدو أنها جااارتهم «أم سمر» وهي تصرخ على زوجها وتقول: بعد أن أرخصت كل شيء من أجلك... وتزوجتك غصبًا عن أهلي تقوم بخيانتي؟! ومع من؟! سكرتيرتك الجديدة.. طلقني.. طلقني.. فركضت ياسمين وكأنها لم تركض في حياتها قط من قبل، ومزقت أول ورقة حب تصلها.


عهود الأمل ـ السعودية

 

خذوا العبرة

صحوت فلم أجد صديقي الحميم، بحثت عنه في كل مكان دون جدوى، لقد تناسى كل شيء، أضعت ثلاثين سنة من عمري أرفض كلام أبي وأخي الأكبر، بضرورة الانتباه لدراستي، ولكن لا حياة لمن تنادي «فالكرة والشباب والصداقة» أهم من أي شيء عندي، خسرت كل شيء، حتى نفسي، بعدها فقط، انتبهت، وجلست مع أحلامي بعد أن فاتني قطار الحياة السريع، وأصبحت عاملًا في إحدى الشركات براتب «1800 ريال».

أما صديقي الحميم فلم يضيع وقته مثلي، بل أصبح موظفاً حكومياً براتب «12000 ريال»، بينما كانت أموري صعبة مع راتبي القليل، وازدادت صعوبة عندما فقدت أبي رحمة الله عليه، وأصبحت مسؤولًا عن عائلة كبيرة، بهذا الراتب، ولكنني بعد فترة ، شاهدت الصديق العزيز، وبدلًا من أن يقف بجانبي، أخذ يتجاهلني، ويبتعد عني، ولكني لا ألومه، بل ألوم نفسي، ولم أتعلم منه قيمة الوقت والمثابرة والجد، واليوم فقط تذكرت المثل القائل: «من جد وجد، ومن زرع حصد»!

علي محمد الجاسم - السعودية ـ الإحساء

 

قلمي

ذكرياتي..يومي..ومستقبلي..

ذهبت لأنهي مشاكلي، ذهبت لأبدأ حياة جديدة، ولكني متخوفة، هل هذا هو الحل الوحيد؟ هل الزمان ينسيني إياه، واليوم قد انتهى به حبي.. تهدم بيتي.. تهدمت حياتي.. ولكني مقتنعة أنني سوف أبدأ حياة جديدة، بعيدا عن اختلاق مشاكل له، بعيدة عن شكوكي به، بعيدًا عن تجاوزاته، هذا هو الحل الوحيد، أراك تنتظرني وبوجه شاحب، ونظرات تلومني لاتخاذ قرار بعيد عن هواك، ويا له من موقف صعب، وسماعي لكلمة أنت طالق.. طالق..طالق.. لن أتخيلها بهذه الصعوبة، ولكنه قراري، حرقت قلبي، اهتز جسدي، امتلأت عيني بدموع، ولكني إنسانة تتمثل بكبرياء، ولكن أين الكبرياء أمام هذه الكلمة؟! فتمالكت نفسي، وخرجت، خرجت لحياة جديدة، كطفل يستقبل أيامه بالدموع، بحرية فتاة ولكن مطلقة، تلك الكلمة دمرتني، دمرت حياتي، مستقبلي، آه.. يا من يسمع صرختي، أسأل نفسي دائما، هل هو خطئي أم خطؤك؟ وهل صحيح ما سمعته «خراب بيت حواء من حواء»؟.. يسافر، ويهرب، يهرب بعيدًا، بعيدًا، متخوفًا من الذكرى، بعيدًا عني ، ويرتبط بكل سهولة بفتاة أخرى، وأنا أعيش بذكريات مطلقة...

شيرين محمد شعبان ـ السعودية


اغتيال مشاعر

بين يديك يا مالك الأمان

أخاف أن يتفتت قلبي ويموت حنان

وفي صدري وصدرك بركان

ولازلت أحب فيك تلك النيران

فقلبي لك والوجدان

يا حياتي، يا قلبي، يا قدري

يا شمسي، يا نجمي، يا قمري

أعود إليك والجرح في قلبي والحنين

أين عنفوانك، أين حبك القديم

أخبرني هل أخرى حلت مكاني

وأجرعتك الحب سموما

وأطربت شرايينك ودا وقبولا

وحجبت قلبك عني

مثلما تحجب الغيوم النجوما

وأنستك ذكرى هذي الحبيبة

أين ضوء القمر والشمعتين والورد والياسمين

من يصدق؟

أيسخر منك الحب؟

لا، يا حبيبي لست الحب القديم

آه يا قلبي

فالشكوك صارت يقينا

ولم يعد حبيبي، حبيبي

انهض يا مزعوم الحب

ولا تنحني أمامي

يكفيك يا قلبي

واعذرني إن أبيت

فأنا أمقت الرجل الذليلا

فقلبي يمقت الرجل الذليلا

عائشة العلوي عزيزي ـ المغرب

 

الشباب الواعد

جلس، وقف، غض بصره، رفعه.. نظرت إليه.. رأت تردده، لكنها أحست بما يجول في خاطره.. أشاح بنظره عنها.. خاف أن تقرأ أفكاره..

طال انتظارها، فسألته.. أجابها بصوت يكاد يسمع: تزوجت..

تجمدت في مكانها لكنها لن تنكسر.. هول الخبر جمدها لكنها تماسكت وتوازنت وشمخت برأسها وسألته ببرود.. تفاجأ زوجها لكنه أجابها: لقد انشغلت عني، وخطت السنون خطوطها ونسيتني، وأهملت  نفسك.. كر كلماته بسرعة البرق.. ضحكت وردت: وهل السنون نسيتك يا سيدي؟ أم أنك لم تنظر لمرآتك؟ ولمَ لم تقل لي ماذا أفعل لأكون جميلة بنظرك؟ ولماذا لم تلفت انتباهي لأسعدك؟ أم أنك استسهلت الأمور وظننت بي الظنون.. وقف بجنون وأمسك بها: لم لم تصرخي أو تبكي؟

كلا يا سيدي لن أبكي أو أصرخ..

فأنا مثل سنابل القمح تنحني لكنها لا تنكسر.. فاذهب إلى أحلامك وقتها سنرى هل ستتزوج بأخرى؟!

يا سيدتي نسيت أن هذه الخطوط هي العبرة والحكمة ولا مفر منها.

لكنك استعجلت الأمور، ولم تنتظري لترى شبابك بأولادك.. كلا لن أنكسر فامضِ إلى حيث شئت..

ما كنت بك والآن سأكون، سأنبش أحلامي وأزيح الوهن لأسعدك..

لن أنكسر فاذهب.. لكن قبل ذهابك هات مفتاحك وفك قيدي، واذهب حيثُ أنا لا أكون.

 

نوال حسن سليم ـ الأردن