مشاكلك العائلية والعاطفية تجيب عليها فوزية سلامة

 

كيف أنصح أخي؟

أنا فتاة في السادسة عشرة، اكتشفت مؤخرًا أن أخي الذي يكبرني بثلاثة أعوام يطلع على مواقع إباحية تُغضب الله على الكمبيوتر، وتعرضت لاضطراب كبير بسبب هذا الاكتشاف، فكرت في استخدام كمبيوتر آخر لكي أرسل له رسائل ترشده إلى سواء السبيل لعلها تنفعه، ولم أفكر في أن أُخبر أحدًا من أفراد الأسرة، شغلي الشاغل هو خوفي على أخي .. فبماذا تنصحينني؟

الشاردة م

 

عزيزتي

أحسنت بكتمانك الأمر عن أسرتك؛ لأن البوح بما اكتشفت كان يمكن أن يؤدي إلى توترات بينك وبين أخيك، وهي في رأيي سوف تضر ولا تنفع، وقد يقلع عن الاطلاع على تلك المواقع البذيئة لفترة حتى تهدأ العاصفة ثم يُعاود الاطلاع عليها باستخدام كمبيوتر آخر، دعيني أذكرك أن كل إنسان مسئول عن أفعاله، وفي هذا الموقف لست مسئولة عن أخيك بل إن العكس صحيح، فهو لن يتأثر بنصيحة منك لأنك شقيقته الصغرى، ولو أدرك أنك كشفت ستره سوف يشعر بالخزي الشديد لأنك أنثى.

ما أنصحك به هو الدعاء له بالهداية وبأن تكوني له قدوة في الالتزام ولكن بشكل غير مباشر، التزمي بصلاتك وبسماع القرآن في وجوده وحاولي إشراكه في الحديث ومشاركته بعض النشاطات التي تدخل السرور عليكما وتختصر الأوقات التي تُشعره بالفراغ.

 

أختي وأنا

مشكلتي محرجة للغاية ويصعب عليَّ تحديد أركانها، علمًا بأني حاولت العثور على حلول بمعونة أمي ولكن بلا جدوى، أنا أنتمي إلى أسرة مكونة من أبي وأمي وأختي التي تصغرني بعامين، طوال حياتنا تلازم إحدانا الأخرى في الدراسة وفي البيت وفي الحياة الاجتماعية، وبما أنني الكبرى لاحظت أنني أكثر استقلالًا من أختي في الشخصية وأنها تعتبرني مثلًا أعلى، أنا الآن في الخامسة والعشرين، وبدأت المشكلة حين بدأ الخُطاب يدقون بابي، كنت أرفضهم واحدًا بعد واحدٍ، لأنني لم أكن عثرت على بغيتي، كل الخُطاب تقدموا بالطريقة التقليدية، وكانت أختي إذا تقدم لي خاطب تذمرت، واعتمدت أسلوب الزق عليَّ وعلى أمي إلى أن يذهب الخاطب فتقلع عن الزق، أختي تشكو لماذا يأتي الخُطاب لي ولا يخطبونها هي، وأحاول تهدئتها بأنها سوف تُخطب حين يحين الوقت المناسب ويأتي النصيب، ولكن هيهات، فردها على ذلك أنني لا أريدها أن تشعر بالسعادة مثلي. وعلى ذلك استمرت حتى نحفت جدًّا وبدأ شعرها في السقوط، المشكلة هي أن فكرة الزواج أصبحت هاجسًا لديها، ويتجدد قلقها كلما خُطبت إحدى صديقاتها أو إحدى القريبات، حاليًا تقدم لي خاطب مناسب ووافقت على الخطبة فتعقدت الأمور مع أختي، فهي تبكي وتقول إنها تريد أن تتزوج في اليوم نفسه، أخشى عليها من الانهيار التام، والآن أمي تعاني من القلق أيضًا وتنتابها نوبات إغماء، مع العلم أن أختي لا تعاني من فراغ فهي تعمل وتنعم باهتمام الآخرين، ورغم ذلك فهي تعاني من انعدام الثقة ولا تنفك تقارن نفسها بي وبالأخريات.

كيف أساعدها؟ أنا لا أريد أن أفقد أختي، ولا أريد أن أفقد فرصة زواجي، بعد الزواج سوف أرحل مع زوجي إلى بلد آخر وهذا ما يخيفها، كلامي لا يترك أثرًا فيها فأرجو أن تدليني على الأسلوب الصحيح للتعامل مع المشكلة.

ابنتك الخائفة أنعام

 

عزيزتي..

الحقيقة هي أنني بعد قراءة رسالتك تساءلت .. إن كان خوف أختك من فراقك هو الأعظم من خوفك أنت، شعرت بأن هناك مبالغة في تصوير الدراما الإنسانية التي تعيشها أختك، وحدَّثني قلبي بأنك رغم خوفك عليها تستمرئين إحساسًا خفيًّا بالتفوق والتميز، وربما تعود جذور المشكلة إلى الطفولة المبكرة حين ولدت أختك وأصبحت تشاركك في اهتمام الأم والأسرة، في تلك الظروف يشعر الطفل الأول بأنه ملك مخلوع ويضمر مشاعر خفية نحو الطفل الجديد، وتترسب تلك المشاعر في اللاوعي وتظهر في حالات معينة.

وربما كان الاعتراف بهذا الاحتمال هو أول خطوة على طريق تصحيح العلاقة بينك وبينها، أختك لن تنهار ولن تموت لأنك قبلت الزواج من قبل أن تُخطب هي، ولكن استمرار الاعتذار لها هو إذكاء لمشاعرها بالقلق، وربما الغيرة الطبيعية بين الأخوات، وما أنصحك به هو وألا تُعلقي على سلوكها، وإنما تسيرين في طريق إتمام والزواج بلا اعتذار، فأنت لست مسئولة عن زواجها لأنه أمر بيد الله وحده، ولست مجبرة على انتظارها لكي تتزوج.

هذه الشابة ليست طفلة وإن كانت تعاني من القلق الدفين يجب أن تعرض نفسها على معالج نفسي مؤهل لاكتشاف محركات السلوك عندها، ومساعدتها على تجاوز الإحساس بأنك تفوقت عليها.

أتمنى لكليكما التوفيق.


هل أعترف بالحب؟

أرجو أن تتكرمي عليَّ بنصيحة، حيثُ إنني طالبة جامعية مغتربة، أسرتي تقيم في بلد آخر وأنا أقيم في سكن الجامعة للطالبات، أدرس حاليًا في السنة الأخيرة في جامعة مختلطة، أنتمي إلى أسرة محافظة ولم أدخل أبدًا في علاقة مع شاب، المشكلة هي أنني أحببت زميلاً لي منذ ثلاث سنوات، فهو شاب جاد يُسارع لمعونة أي إنسان يستحق المعونة فضلاً عن تفوقه الدراسي وأخلاقه الحسنة، أحببته ولكن لم تظهر عليَّ أية أمارات للحب، ولم ألفت انتباهه نحوي أبدًا، أحيانًا كنت أستشيره في بعض الأمور الدراسية، وفي إحدى المناسبات استشارني بخصوص فتاة زميلة قامت بتصرف ضايقه، وتلك كانت حدود العلاقة، المشكلة هي أننا على أبواب التخرج وإنْ تخرجنا خرج من حياتي، وهذا الاحتمال يصيبني بالهم الكبير، أحيانًا أتصور أن الكتمان سخف، وأنه لو لم يعرف حقيقة مشاعري نحوه فكيف له أن يتقدم نحوي خطوة. وأحيانًا أظن أن الخجل يمنعه من مصارحتي، المشكلة هي أننا لم تنشأ بيننا أية علاقة خاصة ولم نخض في أحاديث يمكن أن تقرِّب بيننا.

أخشى أن يثقل عليَّ الإحساس باقتراب الفراق فتتأثر دراستي وأنا في سنة التخرج، أرجو ألا تُهملي رسالتي.

 

عزيزتي..

حين تبوح الفتاة بمشاعرها تجازف بأن تبدو رخيصة في عين المتلقي خاصة إنْ لم تكن المشاعر متبادلة، وفي تلك الظروف تتحول الزمالة والمودة إلى حرج شديد.

لا عيب في تبادل الأحاديث العامة أو تبادل الخبرة، اطلبي معونته في أمر يستعصي على فهمك في المقرر، وانتهزي الفرصة لسؤاله عن خطته للمستقبل بعد التخرج، وربما يمكنك أن تتطوعي بمعلومات عن نياتك لمستقبلك المهني تحمل إشارة إلى تفضيلك لعمل لا يتعارض مع دورك كزوجة وأم بعد الزواج، ولا مانع من إطلاعه على أنك تنوين العودة إلى الوطن فور التخرج لكي تنضمي إلى أسرتك.

هذه الإشارات تمنحه فرصة للاستزادة لو أنه حقًّا مهتم باستمرار العلاقة بعد التخرج، ولكن لو لم تبدر منه بادرة أنصحك بالرجوع بذاكرتك إلى وقت لم يكن انشغالك به قد بلغ هذا المستوى، تذكري أن الحياة كانت ممكنة وسلسة قبل انشغالك به وسوف تكون ممكنة وأكثر سلاسة بعد أن يخرج من حياتك؛ لأنك تتأهبين لدخول مرحلة جديدة من الحياة بعد التخرج، تذكري أن الإنسان لا يمكن أن يتعجل رزقه، انتظري أن يأتيك النصيب بلا افتعال ولا استعجال.

أتمنى لك النجاح في مسعاك.

 

الرؤية الشرعية

سيدتي..

أنا شاب في الثامنة والعشرين أعاني من الخجل الشديد، أستعد الآن لخطبة فتاة و سوف ألقاها في ظروف الرؤية الشرعية، وكلما اقترب الموعد ازداد قلقي خوفًا من عقدة اللسان، بصراحة لا أعرف كيف أفتح معها الحديث لكي أتعرف على شخصيتها وأحوز القبول.

- المخلص منصف

 

عزيزي..

الخجل ليس عيبًا، والقليل منه يدل على شخصية حساسة تشعر بالآخرين، أُذكِّرك بأن الفتاة التي تلتقي بشاب يأتي خاطبًا وتستعد للرؤية الشرعية تعاني بقدر مساوٍ من القلق، لأنك إن رفضت الخطبة بعد اللقاء شعرت هي بأنها غير جذابة وغير مرغوبة.

ولكن بشكل عام الفتيات يحترمن الرجل الكريم الذي يتصرف بلا غرور، والفتاة تحب الرجل الكريم والرجل الذي يعتني بنظافته وهندامه ويحترم رأي الآخرين، ولا شك أن الخاطب يُسعد المخطوبة إذا أظهر اهتمامًا بأفكارها وهواياتها وبما تحب وتكره، اسألها عن دراستها وعن آمالها في المستقبل وعن نوع الحياة الأسرية التي تتمنى، وفي النهاية أقول لك لا تخف لأن الله يرعاك، وإن كنت صادق النيات سوف يهديك لما فيه الصلاح.

 

ردود

 

عبد الودود أ

إلحاحك على الآخرين هو السبب، كل إنسان لديه استعداد فطري لتقديم العون، ولكن حين تتحول الرغبة في تقديم العون إلى مدعاة للملاحقة والاضطهاد يحل الجزع محل التعاطف، اشحذ طاقاتك النفسية لمساعدة نفسك قبل أن تتوقع مساعدة من الآخرين.

 

نجلاء – طرابلس

اختلاف الأديان يضع أية علاقة عاطفية تحت ضغط مزدوج، ولذلك يجب أن يكون التفاهم على كل شيء، حتى أدق التفاصيل، كاملاً قبل أن تتخذا قرارًا بالارتباط، عليك أن تتحلى بالصبر والحكمة أيضًا.

 

أرسلوا مشاكلكم العاطفية والعائلية إلى فوزية عبر البريد الإلكتروني [email protected]