يمكنني أن أزعم أنني كنت يومًا ما زميلاً للرئيس الروسي السابق غورباتشوف!!
ولا أكذب عندما أقول إن وزير الخارجية الأميركي جيمس بيكر كان زميلي!!
وأجد نفسي صادقًا مع نفسي ومع القراء عندما أقول إنني لم أكتفِ بأن أكون زميلاً للسفير السعودي غازي القصيبي.. فهو صديقي أيضًا!
ولا أنكر بالتأكيد زمالة شوارزكوف!!
فنحن جميعًا كتبنا يومًا في صحيفة واحدة هي «الوطن».ويمكنني أن أكشف لأحفادي يومًا ما تفاصيل هذه الزمالة، وفي أسوأ الأحوال يمكنني أن أكتب مذكراتي عنها وأنشرها في كتاب تحت عنوان «كنت زميلاً لهم»، على طريقة منْ يكتبون مذكراتهم مع عبدالناصر.. فبعضهم أقصى حدود معرفته بعبدالناصر أنه التقاه في الشارع، ووجد نفسه يكتب مذكراته معه تحت عنوان «أنا وعبدالناصر» أو «وكنت صديقًا لعبدالناصر» أو «اللحظات الحاسمة مع عبدالناصر».
على كل حال؛ العامل المشترك بين كل زملائي السابقين أنهم «مهمّون»، وإن لم تنسحب أهميتهم على زميلهم «العبد لله».
فهم كانوا «مهمّين» عندما كانوا على رأس السلطة، وأصبحت زميلاً لهم في «عدم الأهمية» وليس زميلاً في «السلطة»، باستثناء زميلي وصديقي غازي القصيبي، فهو أكثر أهمية من غورباتشوف وشوارزكوف وبيكر، لأنه ببساطة لم يكتسب زمالتي بعد أن ترك منصبه وهو ما لم يتوافر لغيره.
على كل حال زميلي غازي القصيبي لايزال مهمّا، وأدعو الله أن يصيبني جانب من أهميته، لأكون يومًا ما مهمّا مثله، ويزيد من أهميته أنه لايزال يحتفظ بقلبه مع احتفاظه بمنصبه، فلم أسمع عن مسؤول كبير أنه كان يحتفظ بالاثنين معًا، فقد قرأت يومًا أن الحكومة بلا قلب، و«القصيبي حكومة»، ومع ذلك يحتفظ بقلبه مع أنني سمعت يومًا ما من شخص «أظنه حاقدًا» أن أي حكومة لا تبكي على مواطنيها لأنها ببساطة بلا قلب.
على كل حال، زميلي وصديقي غازي القصيبي لايزال مهمّا، واكتسبت صداقته عن طريق صديقنا المشترك «المتنبي»، وأشعر وأنا أقرأ له في أحيان كثيرة بأنه صديقي الذي يمكن أن أهاذره وأجلس معه في المقهى نسخر و«ننكت» على الحكومات، لكنني عندما أتذكر أنه لايزال مهمّا ولايزال «حكومة» أتراجع خطوتين وأخشى من صداقته، فهو صديقي «عندما أنسى نفسي» وعندما أتذكر أتراجع خطوتين ومشكلتي أن ذاكرتي قوية دائمًا!!
وإذا كنت أكتب اليوم متنقلاً بين الهذر والجد، فالجد والأكيد أن غازي القصيبي «يعادل وزنه ذهبًا»، من حسن حظه أنه من الوزن الثقيل، لذلك تزيد قيمته، فهو وزير بدرجة شاعر.. وشاعر بدرجة إنسان.. فلم يمنعه منصبه من أن يضحك ويُضحك الآخرين!
وأترك الزميل القصيبي وأنتقل لزميل آخر يقل عنه أهمية وروحًا ومرحًا هو زميلي غورباتشوف، فهو جامد وبلا روح ولايزال الروس يتندرون عليه إلى اليوم ويصفونه بالطفل الغبي، فهو تنازل عن الحلم الروسي مقابل هامبورغر وكوكا كولا!
وبما أن مقولة «وين الحافي عندي لافي» تنطبق على زملائي، فأنا لا أستبعد أن ينضم إلينا كلينتون بعد أن فقد أهميته وخرج من البيت الأبيض، وأصبح «خالي شغل»، وإن لم نساعده على شغل وقت فراغه فسيعود لممارسة هوايته القديمة و«يلعب بذيله».. فهو لديه فرصة مضاعفة لذلك، فهيلاري أصبحت وزيرة خارجية وانشغلت عنه، بينما هو «فاضي شغل».
وأختتم بتأكيد أن زملائي السابقين عندما فقدوا أهميتهم أصبحوا «كتّابًا»، بينما أنا وغيري «نكتب» منذ سنوات ولم نصبح «مهمين».. فهم «مهمّون» حتى عندما فقدوا أهميتهم.. بينما الكاتب غير «مهم»حتى وهو على رأس عمله.. وفي أحيان كثيرة يكون «كاتب في مستوصف» أهمّ منه بكثير!!
شعلانيات
< الحب عند المرأة قصة هي بطلتها.. وعند الرجل قصة هو مؤلفها!
< العاشق هو الذي يحدِّث المرأة عن كل شيء لا يقوله عندما يكون زوجًا.. فالزواج شيء والعشق شيء آخر!
< المرأة تضحي بكل شيء من أجل الرجل وتضحي به إن لم يُضحِّ بكل شيء من أجلها!