أطلق موقع "سيدتي نت" في بداية الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك الفائت ضمن "عين على الشاشة الرمضانية: ما هي المسلسلات العربية الأكثر مشاهدة؟ استفتاءه الخاص للمسلسلات العشر الأكثر مشاهدة بعد قراءة للأعمال المتوقع لها النجاح لتوافر وجاذبية عناصرها الدرامية وكانت هذه نتائج الإستفتاء بعد انتهاء عرض هذه الأعمال:
فوز "العراب.. نادي الشرق" بالمركز الأول بعد منافسة "ذاكرة من ورق" و(تشيللو) و"دنيا" القوية له
في استطلاعات الأسبوع الأول تصدّر المركز الأول بتصويت قراء موقع " سيدتي نت" المسلسل السوري "العراب.. نادي الشرق" تأليف: الكاتب والممثل السوري رافي وهبي وإخراج: السوري حاتم علي، وبطولة: جمال سليمان وسمر سامي وأمل بشوشة ونخبة نجوم سوريا، واحتل المسلسل الرومانسي اللبناني العربي "تشيللو" المركز الثاني. وهو عمل تلفزيوني اقتبس عن الفيلم الأجنبي "عرض غير لائق" بطولة روبرت ريدفورد وديمي مور وعرّبه الكاتب السوري : نجيب نصير وأخرجه : سامر البرقاوي وقام ببطولته: تيم حسن ونادين نسيب نجيم ويوسف الخال.
لكن في الأسبوع الثاني من التصويت تراجع مسلسل "العراب .. نادي الشرق" فجأة لصالح المسلسل الخليجي الشبابي "ذاكرة من ورق" الذي اشترك في بطولته نخبة نجوم الخليج الشباب وعلى رأسهم: شجون الهاجري وريم أرحمة الذي برزت كموهبة بأدائها الطبيعي وتميز بإخراجه: علي العلي، لكن يبدو أن متابعي مسلسل "العراب.. نادي الشرق" كانوا أكثر عزماً ومثابرة من من متابعي باقي المسلسلات. فعادوا ورفعوا نسبة التصويت لصالح مسلسلهم المفضل "العراب .. نادي الشرق" الذي شهد عدداً كبيراً من الفنانين والنقاد له بالتميز رغم إيقاع أحداثه البطيء مقارنةً بأعمال آخرى سابقة للمؤلف والمخرج : رافي وهبي وحاتم علي، وفاز مسلسلهما "العراب.. نادي الشرق" بالمركز الأول كأكثر الأعمال العربية الأكثر مشاهدة في رمضان 2015 بنسبة تصويت بلغت (%33.4)
وربما واقعيته وإسقاطاته السياسية التي ألقت الضوء على ممارسات كبار السياسيين في سوريا لكون البطل الأول أبو علياء مسؤول كبير وعرّاب عائلته المستفيدين من منصبه ونفوذه الآيل على السقوط جراء تحديه سلطة المال والنفوذ معاً والذي ينتهي نفوذه قبل إطلاق رصاصة الرحمة عليه من منافسيه في الحلقة الأخيرة- أحد أهم أسباب متابعة قدر كبير من المشاهدين السوريين والعرب له، ووعد صناعه بموسم ثاني له في رمضان المقبل الذي قد ينجو فيه أبو عليا من الموت بأعجوبة رغم إصابة الرصاصة له في الصدر تماماً. فعدم إستمرار جمال سليمان بدوره سيضعف قدرة العمل على الإستمرار بدونه. ورغم أنه لا يشبه بأي شكل ما عرّاب المافيا الأجنبي الذي استوحى صنّاعه إسمه فقط دون المضمون إلا أن مضمونه جاء مختلفاً تماماً لكن ليس شكلاً بحكم أنه عرّاب عائلته وصاحب القرار الأول والأخير فيها.
فوز "ذاكرة من ورق" الخليجي بالمركز الثاني بداية منافسة الدراما الخليجية للدراما السورية والمصرية عربياً
والمفاجأة الأكبر تمثّلت باحتلال المسلسل الخليجي الشبابي "ذاكرة من ورق" المركز الثاني باستفتاء المسلسلات العشر الأكثر مشاهدة بنسبة تصويت بلغت (% 29.59 ) وهو من تأليف: عادل الجابري، وإخراج: علي العلي، وبطولة نخبة نجوم الخليج الشباب ومن بينهم: شجون الهاجري،علي كاكولي،ريم أرحمة،فاطمة الصفي،صمود،وهنادي الكندري الذي يعالج بعمق مشاكل المبتعثين والمبتعثات في برلين وقصص حبهم الشائكة ومعاناة التبني، وتحكم المجتمع الذكوري بمصائر بناته لدرجة مدمرة كما فعل والد فجر بالتبني، وغانم شقيق فجرالذي لم يرحم ضياعها وذاكرتها الورقية فقتلها لأسباب واهية في الحلقة الأخيرة منه، ودلال العائلة الذي أفسد طبيعة ونفسية مشاعل (ريم أرحمة) فاعتادت على نيل ما تريد منذ طفولتها. فلا تدرك أن الحب إختيار لا إكراه، وعندما يرفضها نواف تقتل عروسه شوق ليلة زفافهما وتجبن على الإنتحار لتمضي حياتها بالسجن أو بمصحة نفسية.
وفوز "ذاكرة من ورق" بالمركز الثاني في المسلسلات الأكثر مشاهدة يعلن بداية منافسة الدراما الخليجية للدراما السورية والدراما المصرية بقوة عربياً، فالمسلسل توبع بكثافة في الأردن ودول عربية كثيرة ولم تقتصر مشاهدته على دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا الأمر يتطلب وجود الفنان الخليجي في الأعمال العربية المشتركة لأنه يملك الموهبة والكفاءة والحضور مثله مثل باقي النجوم العرب.
"تشيللو" يحتل المركز الثالث بعزفه على وتر الإغواء والرومانسية
واحتل المسلسل اللبناني العربي "تشيللو" المأخوذ عن فيلم أجنبي وعرّبه السوري نجيب نصير وأخرجه: سامر البرقاوي وقام ببطولته: تيم حسن ونادين نسيب نجيم ويوسف الخال – المركز الثالث بنسبة تصويت بلغت( % 9.57) وبفارق كبير جداً عن المسلسلين الحائزين على المركزين : الأول والثاني، والعمل حقق نسبة مشاهدة عالية في ماراثون رمضان لعزفه بذكاء على وتر الإغواء والرومانسية بذكاء لكنه سار بأحداثه بإيقاع بطيء جداً.
ووسط منافسة الزوج الفقير آدم والحبيب الثري تيمور على قلب عازفة التشيلو ياسمين لم يكن مبرراً إفراط العاشق الثري بقوته لدرجة زج حبيبة المحامي بلال بمصح نفسي لأجل اقترابها من حقيقة الصفقة بين مثلث الحب: تيمور وآدم وياسمين، ولا قتل مراقب كاميرا الساحل لأنه باع شريط المراقبة للإعلامي الفاسد سعيد، فإفراط تيمور بالقتل ومحاربة الجميع من أجل الحصول على ياسمين ثم ببساطة ساذجة بدلاً من إهدائها التشيللو الأثري الذي اشتراه من أجلها في مزاد سابق وخبأه في قصره يقدمه لها عن طريق شرائه ثانية بمزاد هو وراء تنظيمه.
ثم يبخل عن دفع ثمنه فجأة بدون مبرر، ليفوز الزوج آدم به عن طريق المليون دولار الذي قبضها وزوجته ياسمين من تيمور مقابل لا شيء، فيرق قلب ياسمين له، وتهجر تيمور بعد موافقتها على الإرتباط به، وتعود لآدم وتغفر له شكه بها وبأن مولودهما ليس منه.
وينتهي المسلسل نهاية سعيدة ساذجة بعد أن أزهقت روح مراقب الكاميرا وزجت حبيبة المحامي بلال في مصحة نفسية ، والإعلامي سعيد في السجن من أجل حرب خسرها تيمور بإرادته؟،وربما هذه النهاية غير المقنعة للمشاهد الذكي جعلت نسبة التصويت له تتراجع بعدما كان متقدماً في الأسبوع الأول من رمضان، وربما النهاية الأكثر واقعية هي بقاء ياسمين مع الحبيب تيمور الذي ضحى بكل شيء من أجل الفوز بها وشرائه التشيللو بأعلى ثمن أو بعد أن ترى ياسمين بقاء آدم على حبها، تترك الاثنين معاً.
فالأول سيظل يشعر إنه اشتراها بثروته، والزوج آدم خسرها بشكه الذي تسبب بأزمة نفسية جعلتها تخسر مولودهما المنتظر، وعادة الزوجة الحساسة تغفر للزوج كل شيء إلا شكه بأخلاقها وبحبها، وتغفر له كل شيء إلا استعداده لبيعها لرجل آخر ولو بلحظة ضعف.
الكاتب نجيب نصير أبهرنا بنص "زمن العار" لكنه خيب أملنا بالنهاية السعيدة السطحية غير الرومانسية لـ"تشيللو" التي لم تسعدنا كما توقع.
"دنيا" الكوميدي بثنائية أمل عرفة وشكران مرتجى يتفوق على "أستاذ ورئيس قسم" و"سيلفي"
وجاء فوز المسلسل السوري الكوميدي (دنيا) بالمركز الرابع بنسبة تصويت بلغت( % 6.21 ) ،وهو من تأليف: الممثلة أمل عرفة والمخرج زهير قنوع،وإخراج : زهير قنوع،وبطولة: أمل عرفه وشكران مرتجى وأيمن رضا ونخبة نجوم سوريا الذين حلوا ضيوف شرف حلقاته المتتالية طوال شهر رمضان المبارك متفوقاً بنسبة جيدة على المسلسلات الكوميدية الأخرى التي أثارت جدلاً واسعاً في وسائل الإعلام كالمسلسل السعودي "سيلفي" لناصر القصبي الذي حصد نسبة( % 3.96 ) فقط، والمسلسل المصري "أستاذ ورئيس قسم" لزعيم الكوميديا عادل إمام الذي حصد نسبة (%3.32 ) بعد "دنيا" و"سيلفي" .
وربما يعود سبب تميز مسلسل "دنيا" عن "أستاذ ورئيس قسم" و"سيلفي" أن الكاتبة أمل عرفة لم تعتمد على الكليشيهات ولا الشعارات السياسية التي بات فنانون كثر يستغلونها ويتاجرون بها جماهيرياً وإنما استلهمت مضامين حلقاتها من هموم وقصص الناس اليومية الواقعية، فقدمت كوميديا الموقف والواقع في حياة بسطاء الناس الذين يشكلون الغالبية العظمى من المشاهدين العرب لا النخبة فكسبتهم جميعاً متابعين لها.
ونجاح "دنيا" الذي حقق انتشاراً واسعاً لعرضه على عدّة فضائيات ولم يقدم حصرياً في قناة واحدة أو قناتين أثبت بما لا شك فيه قدرة الدراما الكوميدية على منافسة الدراما التراجيدية والبوليسية والرومانسية بقوة على نسبة المشاهدة مادام يحكي بصدق حال الناس بدون رتوش ولا مبالغة.