خائفة من الغربة

خائفة من الغربة

 


سيدتي أنا فتاة جزائرية أدرس في السنة النهائية بالمدرسة الثانوية، بعد حصولي على «البكالوريا» يريدني الوالد أن أكمل دراستي في فرنسا، ولكني خائفة ومترددة، أخاف من اختلاف العقائد والعادات، علمًا بأنني ملتزمة، ومحافظة على ديني، وتقاليد بلدي، أرجو أن تدليني على الطريق الصحيح، هل أذهب إلى فرنسا للدراسة أم أبقى وأكمل دراستي في الجزائر؟ سوف أعمل بنصيحتك.

ابنتك ج

عزيزتي الغربة كربة، ولكنها أيضًا تحدٍ لو قبلته اشتد عودك، وقوى إحساسك بالهوية، والانتماء إلى دين وثقافة الأمة، تشجيع والدك لك يدل على أنه واثق بك وبجدارتك، ولكني أتمنى أن يصبر عليك إلى أن تتخرجي في الجامعة في الجزائر، لكي تبلغي مرحلة من النضج، والتجربة تجعل اغترابك في فرنسا أقل قسوة عليك، وفاتحة لمرحلة جديدة من الفهم والتطور.

هناك احتمال أن تتدخل الأعراف، والعادات الاجتماعية التي تشجع البنت على الزواج بعد تخرجها في الجامعة مباشرة، أو حتى قبل التخرج، وهو أمر قد يفسر رغبة والدك في أن تُكملي الدراسة الجامعية في فرنسا، ولذلك أنصحك بأن تحاوري والدك في ذلك، وأن تؤكدي له أن حرصك على التفوق الدراسي يوازي حرصك على ألا تضيع عليك فرصة زواج مستقر، ولكن الدراسة عامًا أو عامين بعد التخرج لن تؤثر على فرصتك في الزواج، خاصة إن كانت بتشجيع من والدك، وفي جميع الأحوال التوكل على الله، والتسلح بالإيمان هما زادك في كل ما تفعلين، إن الله يرعانا أينما كنَّا، وأدعو الله أن يحميك ويرعاك في كل ما تختارين.

 

مسؤولية من؟

سيدتي أنا فتاة في الحادية والعشرين ولي توءم، والدي أستاذ جامعي يعمل في الوطن، أما أنا وشقيقتي «وشقيقتي الصغرى»؛ فنقيم في دولة أوروبية لكي نستكمل دراستنا، أمي تعمل دوامًا كاملًا، ولذلك أجد نفسي مطالبة أحيانًا بالقيام بدور الأم والأب في البيت فيما يتعلق بأختي الصغرى، أختي في الثانية عشرة، وقد دخلت في مرحلة البلوغ، وأصبحت متمردة، ولا تتردد في الكذب، لا تهتم بالصلاة، والتقرب إلى الله، رسبت هذا العام ولم تهتم، كل ما يشغلها هو الجلوس أمام الكمبيوتر لتضييع الوقت، وإذا نصحناها دخلت في حالة هيستيرية، ويتعالى صراخها، وتلقي بكل شيء على الأرض، وتتفوه بالسباب. لقد تلقت نفس التربية التي تربينا عليها توءمي وأنا، الوالدان يضحيان تضحيات جمة من أجلنا، أقلها سفر الوالد إلينا مرتين شهريًا، وأن يعيش وحيدًا في الوطن لكي يُؤمِّن لنا سُبل المعيشة حتى نتعلم أفضل تعليم.  المشكلة في نظري هي أن أختي مدللة، وإذا حاولنا أن نشرح لوالدي ما تفعله ينصحانا بالصبر عليها، والدليل على ذلك أنها أصرَّت على دخول مدرسة سيئة السمعة، لكي تكون مع صديقاتها مما أثر على مستواها الدراسي.

أحيانًا نعاقبها بالتي هي أحسن إن لم يكن الوالدان، أو أحدهما موجودًا، ولكن ما إن تعود أمي حتى تلغي العقوبة، هناك تناقض بين ما نقوله، وبين ما يفعله والدانا، وإذا تخلينا عن مسئولية تقييم أختنا لا يوافق الوالدان. نحن نشعر بالخطر لأن مرحلة البلوغ حرجة.. نتمنى أن تقدمي لنا حلاً أو نصيحة تُقرِّب وجهة نظرنا من وجهة نظر الوالدين حتى لا تضيع هذه الأخت.

ابنتك م

 

 

عزيزتي أساس المشكلة في نظري هو انقسام الأسرة، بحيث يكون الوالد وحده في بلد، وزوجته، وبناته في بلد آخر، قد تكون التضحية كبيرة، والنوايا حسنة جدًا، ولكن النتيجة في جميع الأحوال واحدة، وهي انفصام عرى الأسرة، وضياع الهدف الأساسي من انقسامها.

والدتك تعمل بدوام كامل، ومعني ذلك أنها مضطرة للتخلي عن مسئولية مراقبة ابنتها المراهقة، وترك المسئولية لك أنت، وأختك التوءم، والأخت الصغرى لا تقبل أن تكوني أنت، والتوءم مصدر السلطة الأساسي، خاصة والأم متساهلة في حكمها، أو غير مصدقة أن ابنتها التي كانت طفلة منذ وقت قصير أصبحت مشروع امرأة يمكن أن يضللها إحساسها بالأنوثة، ويزين لها الوقوع في الخطأ بدون قصد.

الكمبيوتر سلاح ذو حدين، فهو مصدر للمعلومات، والثقافة إذا أُحسن استخدامه، ولكنه في الوقت نفسه مصدر لمشاكل لا نهاية لها إذا تُرك لصغار السن بدون متابعة، أو توعية.

لقد طلبت مني حلًا، أو نصيحة، ولكن الحل والنصيحة لا تكفي إذا وجهت إليك وحدك، لست في خطر، وليست أختك الصغرى وحدها في خطر، بل الأسرة كلها في خطر إن لم يلتئم الشمل سريعًا، المطلوب هو وضع النقاط فوق الحروف، ومنها أنك أنت وتوءمك لستما مؤهلتين لتقويم الأخت الصغرى؛ لأنها بحاجة إلى سلطة أبوية فعلية.

في زيارة والدك المقبلة ضعي الموقف أمامه بهدوء، وفي حضور والدتك، وأختك التوءم وأختك الصغرى أيضًا، واطلبي أن تستقيل أمك من عملها إن أمكن لكي تتفرغ لمسئوليتها الأولى، وهي تربية أبنائها في الغربة، وإن لم يكن ذلك ممكنًا، فيمكن أن تستعيض عن عملها الحالي بعمل يمكن تأديته من البيت، الحل الآخر هو العودة إلى الوطن، وإكمال الدراسة هناك، حرصًا على تماسك الأسرة، ومستقبل هذه الأخت الصغرى.

كثيرًا ما يعمد الآباء الغائبون إلى تدليل الطفل المحروم من رعايتهما بسبب ضغوط العمل، ولكن التدليل يؤدي إلى إحساس الطفل بأن من حقه أن يفعل ما يشاء، صراخ أختك، وتشنجها حين تحاولين نصحها ما هو إلا استجابة غريزية طفولية حين يشعر الطفل بأنه لا يحصل على ما يريد، وهي ظاهرة يمكن احتواؤها إذا كان الطفل صغيرًا، ولكن حين تدخل فتاة مرحلة البلوغ يجب إعادة النظر في كافة الأمور المتعلقة بتربيتها، وهذا جزء من مسئولية الأبوين.


زوجة في أزمة

 

سيدتي أنا سيدة عربية في الخامسة والثلاثين، متزوجة وأم لثلاث بنات وصبي، أعاني من مشكلة كبيرة تهدد استقرار حياتي، فقد اكتشفت أن زوجي يخونني مع امرأة أخرى، كثيرًا ما سمعت شائعات عن خيانته، ولكني لم أصدقها، وحين واجهته بها أنكر تمامًا.

في أحد الأيام لقيه أحد أقاربي في مكان عام وبرفقته امرأة، وأخبرني بالأمر، وحين واجهت زوجي لم يجد سبيلًا آخر غير الاعتراف بجريمته، فأخبرني بأن المرأة هي زوجته لا خليلته، وأنها حملت منه.

لم أجد مفرًا من ترك البيت، والذهاب إلى بيت أهلي، علمًا بأنني لا أريد الطلاق، ولا أريد أن أخرب بيتي، وأحرم أولادي من أبيهم، ومع ذلك فأنا لا أطيق زوجي الآن، ولا يهم إن كنت أبقى معه أم أفارقه، لقد طالبته بتطليق المرأة الأخرى، ووعد ولكنه لم ينفذ، فماذا أفعل؟ لا يمكن أن أقبل الخيانة من الزوج الذي أحببته والذي أخلصت له، أشعر بأن الجميع ينظر إلى برثاء، وأنا لا أطيق النظرات، والهمس، أشعر بالضياع ونفسيتي محطمة.

المعذبة سارة

 

 

 

عزيزتي أقدر انفعالك، ولكنك تتعاملين مع المشكلة بلا منطق، أولًا قريبك الذي رأى زوجك برفقة زوجته الأخرى ثم عاد فأبلغك أخطأ خطأ كبيرًا، ولا أعتقد أنه كان يضمر لك خيرًا، والدليل على ذلك أن وشايته لم تحقق أي هدف سوى ضرب استقرارك، لو كان حسن النية لطلب الانفراد بزوجك لكي يستوضح حقيقة الأمر، لحاول أن يُصلح الموقف، ولكنه لم يهتم إلا بالدس، حين تكتشف زوجة أن زوجها تزوج بأخرى تعتبر الأمر جريمة، كما لو أنها لا تعلم أن التعدد مباح في حالات معينة، الجرم الحقيقي هو ألا تعرف المرأة حقوقها التي كفلها الدين، معظم العائلات تشترط في عقد الزواج كافة الأمور المادية من مؤخر صداق إلى ملكية الزوجة للأثاث والمفروشات، ولكنها نادرًا ما تشترط على الزوج أن يكتفي بزوجة واحدة إلا في حالات خاصة، ما يمكنني أن أنصحك به هو أن تصبري على زوجك إكرامًا لأولادك، وإكرامًا للعشرة بينكما، خاصة وأنت لا عمل لك، ولا مورد رزق، ثم إن تحريضك له على تطليق زوجته الأخرى يحمل آثامًا، فهي الآن زوجته، ولها عنده مثل ما لك من حقوق، إذا استسلمت لانفعالاتك، وطردت زوجك من حياتك تركته قلبًا وقالبًا للزوجة الأخرى، وفرضت على نفسك حرمانًا قاسيًا من أنس الزوجية. إن كنت تريدين فراقه لتعاقبيه فإن العقاب يقع عليك وعلى أولادك أولًا، وليس على زوجك. اعترفي لنفسك بأنك شاركت في صنع الموقف، إما لأنك لم تشترطي عليه أن يكتفي بك، أو لأنك لم تُحسني الاختيار، تعاملي مع الموقف بذكاء، وطالبي زوجك بالعدل في المبيت، وفي الإنفاق، وليشاركك أهلك، وأهل زوجك في تحقيق هذا الطلب، تذكري أن الزوجة الثانية سوف تضع طفلًا في القريب، وأن هذا الطفل هو شقيق، أو شقيقة لأولادك، والأفضل ألا يشعر الأطفال بالعداء؛ لأن العداء يؤثر على نفوسهم، ويؤثر على مستقبل العلاقة بينهم فيما بعد.

 

ردود

 

تغريد. م – فلسطين

لا تعتمدي أسلوب التحدي في الحوار؛ لأنك تفتحين بابًا للعنف من الأفضل أن يظل موصدًا، استمري في السعي للحصول على عمل بأجر.

 

صبري أ. ك

لا تجازف بكل مدخراتك، احتفظ بجزء يسير للطوارئ، هل فكرت في أن تتخذ شريكًا بنسبة؟ المشروع يبدو جيدًا، ولكن ينبغي توخي الحذر في كل خطوة من خطوات التنفيذ، أتمنى لك النجاح.