النظافة من الإيمان

من أنت؟

 

من أنت يا من سحرني ..توهني..غير عالمي بثوان

كيف استطعت تغيير معالم الكون من أمامي

انتشلت ما بقي من رماد قلب دمرته السنين

لتعيد إحياء روح كانت مشبثة بخيط رفيع من الدنيا

أعدت الأمل إلى نفسي لتزين ما حولي إلى صورة تفيض منها الحياة

أخاف أن أحبك فلست قادرة على مواجهة جروح محتملة

لا أستطيع أن أنسى نفسي لأستيقظ على صدمة ممكن أن تصعقني

طالت وحدتي بين كتاباتي ومشاعري

كنت قد أدركت أن العالم ليس أسطورة رميو وجولييت

أو صورا من مشاهد شكسبير

فلماذا أتيت وكيف اجتحت عالمي إلى هذا الحد؟

لماذا أيقظت تلك المشاعر التي خمدتها الأحزان

لا أستطيع أن أنتشل صورتك من بالي

وجُلّ ما أمتلكه مجرد كلمات وصور

تلك هي عيناك تعدني بغد أفضل

ما بين نظرات إعجاب وحكايات وصور

وجدت لقلبي مرسى لحب أكبر

ربما يكون مستودعا للقراصنة فتقتل ما تبقى من حب وأمل

أو تكون شاطئ الأمان الذي يحتضنني وهمومي

و ترسم أجنحة لكل أحلامي التي باتت مجرد حبر على ورق...

 

جنى ع – السعودية

 

رشفة السعادة

 

ذات مساء بارد

أقضت مضجعي

ذكريات مريرة

باتت تخنقني

رويدًا رويدا

شارفت على الانهيار

ولكن بدأت ألملم بقايا

قوة من هنا وهناك

دلفت الباب الخشبي

وخرجت مسرعة

أبحث عمن يرد

رأيتك أنت

حين استعار القمر

وجهك الجميل

ارتشفت السعادة لحظتها

كطفلة فقيرة

ترتشف شراب التوت لأول مرة

قدمت لي قلادة من النجوم

زادت نحري جمالًا

وبدأت روح الطمأنينة والارتياح

تدب في جسدي من جديد

لم أكن أدرك لحظتها

ما كانت تخفيه

هدوء ليلتي

إلا حين هبت عاصفة مجنونة

رمتني في مكانٍ بعيد

أجهل كل ما فيه سواك

فرحت كثيرًا

حين مددت يدك

لتنتشلني من تيارات

الألم والضياع

وتأخذني إلى الحلم وطهر الحب

ليتها تعود..تلك الليلة

ليتها تعود

قل لي بربك أين أنت؟

يا من ملك قلبي وسلبني روحي..

 

الشيخة.. الرياض

 

 

غرور جوزائية

 

لا أريدك خاتما في أصبعي.. بل تاج يزيدني جمالًا وفتنة، ولا أوراق خريف.. كيف وأنت ربيع لحظاتي.. سأشدو مع فيروز: شايف البحر شو كبير... كبر البحر بحبك..

شايف السما شو بعيده..بعد السما بحبك»،  سأتراقص على خيوط الشمس..وأدعوك لمشاركتي، أوصي نرجس الجنان أن تسقيك قهوة الصباح نداها.. أفترش الجوري لك دربًا.. وستكون طفلًا لاينام إلا على صوتي..أنت.. والليلة سأحكي لك عن أميرات الجمال: «كان يا ما كان في كل زمان وأوان..أنثى إن شبه بها البدر تباهى.. بخصلات شعرها يتزين الورد، تحيى الحروف إن نطقت بها شفتاها، ويعجز اللسان عن باقي وصوفها، أميراتها لسن سوى إناث.. من بين البشر يبحثن.. عن من يصون.. لا من عليه يهون.. أينتقين كيوبيد أم دون جوان.. روميو أم المجنون؟ أم حسن الشاطر، أو ينتظرن حتى يأتي زمان ارسم ملامحك فيه، اتفنن في وضع لمساتي عليها.. أسلب من خلالك غرورهن وأشغل تفكيرهن، حتى تنبض عروقهن باسمك، ويتوجنك ملكًا على عرش حياتهن.. وتكون هنا البداية».

هل أعجبك خيالي لن تجد مثلي.. فمن ذا الذي يستطيع للجوزاء الند.. بهذه الطفولية، قد تجد هذياني يخط بعضا من الغرور... لكنه غرور من نوع آخر.. طفولي.. أنثوي.. غرور جوزائية.

 

ولاء الفاضل – السعودية

 

النظافة من الإيمان

 

منذ فترة أنا وصديقاتي نخطط لرحلة العمرة، وأخيرًا آن الأوان لتلك الرحلة التي طال انتظارها، جاء موعد إقلاع الحافلة، وكلي تفاؤل وبهجة، سوف نزور بيت الله والرسول -صلى الله عليه وسلم.

لم نحس بمرور الوقت؛ لأن كل من في الحافلة يذكر الله ويقرأ القرآن الكريم، إنها سفرة ميسرة، جاء وقت الاستراحة ويا ليته لم يأت، نزلنا من الحافلة، والجميع يريد الوقوف لأنهم تعبوا من الجلوس الطويل، وأنا دخلت... لقضاء حاجة، ورأيت النسوة، هذه تدفع وتلك تشتم، فبدأت أهدئ الوضع بينهن، وأذكرهن أنهن في طريقهن لبيت الله، وحان دوري، وما إن فتحت الباب، لم أستطع الدخول في الأوساخ والقاذورات الكثيرة، فنظرت بغضب إلى السيدات وأنا أقول: ما هذا ألن تخجلن من أنفسكن، وبدأت أذكرهن بآداب الدخول إلى الحمام، وأن النظافة من الإيمان، وبدأن يضحكن عليّ وهن يقولن: هذا في بيتك حبيبتي وليس هنا!

رددت عليهن: كيف هذا؟ أليس هذا الحمام لكُنّ والبلد لكُنّ.. فكيف هذا؟

ضحكن ورددن: إنها مجنونة!

أنا مجنونة لأنني أطلب منهن أبسط الأمور، وبدأت أذكرهن أن النظافة من الإيمان، ذهبن عني لأنهن مللن حديثي وصعدن الحافلة، وبدأن بذكر الله، وكأن شيئًا لم يحدث!

 

 نوال حسن سليمان سليم

 

 

ضحايا البحار

 

المياه التي اعتدتها أن تبرد أحرقتني

والبحر الجميل الغادر خدعني

سرق براءة أطفالي دون أن يسألني

ومتى كان السارق يسأل ضحيته كي يستأذنني؟

أهكذا يابحر؟

تأحذهم مني لتحرمني

كيف أمكنك؟

 وأنت القوي الجبار

أن تأخذ هؤلاء الصغار

ورسم ابتسامة بريئة في أعينهم

وتترك أمًا مكلومة تعد ساعات رجوع كاذب...

أتفعل هذا لتقتلني؟.

أحبًا في وحوشك؟ تطعمهم أجسادا صغيرة

وتطعمني..

مرارًا وحزنًا ودموعًا وتتركني

أقاسي العذاب والحرمان.. ما ذنبهم؟

وترهقني

 في إيجاد حل لهذا السؤال.

لفقرهم قصدوا عونك فخذلتهم، وحذلتني

قتلتني

وحرمتني رؤية ابتسامة حقيقية لصغار أبرياء

كويتني

بنيران موجك ومع صغاري أغرقتني

أغرقت أحلاما ومستقبلا وحياة وبراءة

ما يعني أنك أنهيتني...

أنهيتني......

 

خديجة عمر الوراق – جدة

 

 

 

 

حبيب من بقايا وطن

 

يقولون وطن، شموخ وعز، هواء وبحر ومطر، أبات حرية أم قيدا؟ أم حلما؟ أم علما من ورق؟ أم ذرات من بقايا وطن؟ فتات مبعثرة، وإخوة هنا قابعون خلف الجدار، وغرباء رسموا في الجنوب خريطة، نسجوها بخيوط عنكبوت.

معذبي شاهد أخير بقي هناك في بحر غزة، يغوص في أعماق بقايا وطن، تحطمت فوق أمواجك أحلامي، وبت لا أدري إن كنت ضحية أم حسابات؟ قدري معك يا وطني أم قدري أن أكون فلسطينيا يقبل أرضا يبابا؟

هذا قدري، الخيار صعب، وماذا يبقى حين لا تملك القرار؟ أجمل قدر حين تكون وليدا من رحم وطن اسمه فلسطين، بدا حملا ليس كمثله في الأرحام، وديعا، قابعا، لا يدري بعد أن حوله غابة ذئاب.

وحانت لحظة بزوغ الفجر، وموعد مع الحياة رأيته، عينان خضراوان بلون أوراق البرتقال، ويدان أشبه بعروق الزيتون، ووجنتان ليس مثلهما إلا حبات الرمان الحمراء، كان حملا ضاقت أضلاعه بك يا وطني.

قدرك فلسطيني، تلك قصتي معك فلسطين، حين أرى وليدي يسبح على خريطتك، يا وطني، ترتسم على شفتي سخرية: أهي من المجهول؟ أم مما هو آت؟ أم من آهات وآلام؟ أم أن قدري أنا كان ميلادا عسيرا منذ اللحظة الأولى، وبقي في غيبوبة حتى الآن، كأنما ولد فقط بشهادة وفاة، في لحظة ميلاد ضاق بها الزمن؟

قدري فلسطيني، بدمي تنساب، بعروقي، بروحي، تتلاشى كل الحروف إلا من اسمك، أهي فلسفة القدر؟ كنت أظن الأيام تسعدني، وأشفق على نفسي من قدر مجهول، تخيلت أن للسعادة لحظة بزوغ بعد كل الأحزان.

دون التفكير بما هو آت أصبحت يقينا في وقت عز فيه الرجال، تستجدني شيئا أنا لا املكه، تمزق نظراتك حسرات قلبي. قد أصبحت عصفورا تلهو بعيدا عني بين الفردوس والجنان.

ضاقت بك الحال يا وطني، بل أجهضت بك الحياة، أيها الصمت المطبق على الشفاه، يا من تسكنون تحت الثرى: متى تنطقون؟ جاءكم حبيب لي من بقايا وطن اسمه فلسطين، من بؤس الحياة إلى جنات نعيم، هل من سبيل يا أحزاني، يا سائر أنت في الظلام؟

زمن التراجع صلب فيه حتى الصمت، كما جار عليك الدهر وأنت قابع في زمان وحدك، ستبقى وطني، كم كان جميلا اسمك! فلسطين بحروفها، يصبح فؤادي لك، سيبقى طريقا يجسده نبضي، تقف عند أبواب ذاكرتك يا وطني كل كلمات العشق، أحبك يا وطن المشردين في بقاع الأرض، يا وطن الحسرات في زمن النكبات.

 

زينب خليل عودة- الأردن