سيدتي أريد أن أشكو لك همي، وأن أجد لديك حلاً، كنت أعرف شابًا لمدة 8 سنوات، ولذلك مارست عليه الضغط لكي يتقدم لخطبتي لأن الوقت يمر، بعدها تغير كل شيء، وفُقد التفاهم بيننا، وتغيرت مشاعري أيضًا، وتغير تفكيري في العلاقة، لأنني شعرت بوطأة مضي العمر والزمن، وانتهى الموقف بالفراق، ومرت شهور ثلاثة، وسمعت أنه تقدم لخطبة فتاة أخرى، ولن أكذب عليك لأنني شعرت بأنه غدر بي، صحيح لم يعد بيننا حب، ولكن اتخاذه قرار الخطبة بمثل هذه السرعة أشعرني بالغدر. حين دب الخلاف بيننا تعرفت على زميل يكبرني بخمسة عشر عامًا، وتفاهمنا كثيرًا، كنت أشعر أنه يفهمني ويحترمني في إطار علاقة الصداقة والزمالة، وبدأت فعلاً أقدر نفسي، وأشعر بقيمة ذاتية مستقلة عن كل شيء، والحقيقة هي أننا تحاببنا، وبعدها انتقلت من عملي إلى عمل آخر، ولكن ظل الاتصال بيننا مستمرًا.
وكثيرًا ما زارني في مكان عملي الجديد، واتصل بي هاتفيًا، وحكى لي كل شيء عن حياته اليومية، ولكن حتى الآن لم يصارحني بشيء، ولا ألمح لي عن ارتباط، أنا لا أمتلك الجرأة لمفاتحته، وأخاف أن نبقى على ما نحن عليه بلا تغيير، أنا في الخامسة والعشرين، وهو في الأربعين، وأتساءل لماذا لم يتزوج بعد؟ علمًا بأنه ميسور الحال، الكل ينصحني بمصارحته، ولكني لا أجرؤ.. أنا أثق برأيك، وانتظر جوابك.
رجاء ـ من المغرب
عزيزتي أفضل الطرق للنظر إلى مشكلة، هو تحليلها إلى مكونات يربط بينها خيط واحد، هذا الخيط في نظري هو أن كل فرد من أفراد أسرتك شعر بأنه مخلوع من الجذور بعد الهجرة، بحسبة بسيطة أدركت أن علاقتك مع الشاب الأول بدأت وأنت في السابعة عشرة أي في سن المراهقة، واستمرت لمدة 8 سنوات بحكم التعود، وبما أن مشاعرك تغيرت نحو الشاب، فلابد أن مشاعره تغيرت أيضًا، وأعتقد أن المواجهة تأخرت كثيرًا. لو تصارحتما لأدرك كل منكما أن العلاقة تفتقر إلى مقومات الارتباط الدائم المستقر، والدليل على ذلك أن كلاً منكما اتجه نحو شريك آخر في غضون أسابيع من الفراق.
ولذلك أعتقد أنه لم يغدر بك، العلاقات التي تبدأ في سن المراهقة نادرًا ما تستمر؛ لأن احتياجات الإنسان النفسية والاجتماعية تتطور وتتبدل تدريجيًا. في الوقت الحالي يجب ألا تقيسي العلاقة الحالية بمقياس العلاقة السابقة، فهذه مرحلة من العمر، والتجربة تختلف عن سابقتها.
تذكري أنه لم يمض على علاقتك بالشخص الذي تعرفين سوى أسابيع، الدلائل تشير إلى وجود تفاهم وانسجام بينكما، وأعتقد أن فارق العمر يجعله أكثر حذرًا في تلمس الطريق إلى علاقة سليمة يمكن أن تفضي إلى ارتباط، تساؤلك في محله، وأعتقد أنه ممكن في إطار علاقتك به، فهو يصارحك بما يجري في حياته، ولا أجد عيبًا في أن تسأليه لماذا تأخر زواجه إلى سن الأربعين رغم أنه ميسور الحال، ويتمتع بشخصية جذابة.
مستقبل العلاقة يتوقف على إجابته، لو صارحك بلا مواربة ابن قرارك على ظروفه، وإن راوغ وتحاشى الإجابة المباشرة فلا تعلقي أملاً عليه.
امنحيه فرصة معقولة، ولكن لا تتركي الأمور عائمة أكثر من شهر أو شهرين ثم حددي موقفك، واطلبي منه أن يحدد موقفه أيضًا، لابد أن يدرك أنك لا تدخلين في علاقات لمجرد قطع الوقت، وأنك جادة في البحث عن استقرار.
أتمنى لك التوفيق.
لا تتلمسي العيوب
سيدتي أنا مغربية مقيمة في دولة أوروبية، عمري 22 عاما، تزوجت قبل عام، زوجي في الثانية والثلاثين ولم أنجب بعد، تزوجنا زواجا تقليديا عن طريق الأهل، أمه اختارتني وشعرت بأن زواجنا موفق والحمد لله، ولكن في الفترة الأخيرة، أصبح زوجي عصبي المزاج، وبدأ يصرخ دون أسباب، وفي آخر خلاف بيننا اعتدى عليّ بالضرب، ثم حاول أن يراضيني، ولكنني لا أستطيع أن أنسى ما حدث، وأصبحت بدوري عصبية، أصرخ كلما تذكرت أية مشاكل حدثت بيننا منذ بداية الزواج، زوجي لا يتخذ أية قرارات إلا بعد أن يستشير والده وإخوانه، حتى فيما يتعلق بشراء سيارة، فقد اخترنا أنا وهو سيارة أعجبتنا، ولكن حين أخبر أهله عنها، قالوا إنها ليست جيدة، وكنا قد دفعنا عربون السيارة، فما كان من زوجي إلا أن اتصل بالبائع وألغى الصفقة، ولهذا السبب أصبحت أراه بلا شخصية، وحتى حين تزوجني، تزوجني بناء على اختيارهم، أعيش الآن في عذاب وقلق، فهل من نصيحة؟
المعذبة زهراء
عزيزتي الغربة كُربة كما يقال، والمغترب يتعرض للكرب أكثر من المغتربة، بحكم احتكاكه بالمجتمع المضيف والناس وعاداتهم التي لم يألفها ونظرة الناس إليه كمغترب في موقع العمل، بدلا من أن تحاسبيه على القديم والجديد وتضاعفي همومه بالصراخ والهستيريا، حاولي أن تدخلي عالمه، وأن تتعرفي على همومه لكي تخففي عنه، يجب أن يكون بيته ملاذا آمنا يجد فيه الراحة والمتعة، استشارة أهله أمر طبيعي، إن لم يكن له أصدقاء مقربون، لا تتضرري من ذلك، ولا تتضرري لأنه اختارك بناء على رأي أمه، اختيارها لك يعني أنها لا تريد أن تعاديك، أما حياتك التي استولى عليها القلق فهي مِلكٌ لك، اسألي نفسك إن كانت حياتك بعد الزواج أفضل مما كانت عليه قبله أم لا، هل تفضلين الحياة بلا زواج؟ لو كنت تفضلين أن تكوني زوجة فاعلمي أنه لا يوجد زواج خال من المشاكل، فالحياة الزوجية مشوار عمر، نتعلم من خلاله الكثير من الصبر والحكمة.
لا تتلمسي العيوب، ابحثي عن محاسن زوجك كإنسان، وعاونيه على محبتك والاقتراب منك.
أخاف من أخت زوجي
سيدتي أنا امرأة عربية في الثالثة والعشرين، تزوجت منذ عامين برضا أهلي والحمد لله وسافرت مع زوجي إلى مقر عمله، ولا ينغص حياتي معه شيء، بعد زواجنا مباشرة لاحظت أن شقيقته الكبرى التي يكن لها احترامًا وودا ليست مغتبطة بزواجه مني، وكانت تتلمس العيوب في تصرفاتي، وتعبر عن استياء مكتوم.
ما يرعبني حاليًا هي أنها كتبت رسالة وقالت إنها آتية لزيارتنا، تملكني الخوف لأنني لا أعرف ما هو الأسلوب الأمثل للتعامل معها، زوجي مسرور جدًا لأنها قادمة، ويعد الأيام المتبقية على قدومها، أتمنى أن تنصحيني لأنني لا أريد أن أشرك أمي في همومي فأسبب لها القلق، تحياتي لك، وشكري المسبق.
ابنتك هلا
عزيزتي جزء كبير من نضج الإنسان هو اقتناعه بأنه لا يستطيع أن يرضي جميع الناس في جميع الأوقات، وأن يفعل الصواب بحيث يظل نقي الضمير، على الآخرين أن يختاروا بين الصواب والخطأ.
لقد فهمت أسباب قلقك، ولكن لا داعيَ لتضخيم المشكلة؛ لأن أخت الزوج ستكون ضيفة في بيتك الذي مارست إدارته لمدة عامين.
أول أصول المعاملة الطيبة هو أن تستقبلي الضيف بالترحاب الحقيقي بحيث لا يشعر بحرج أو غربة، وثانيًا عليك باحترام مشاعر الزوج -الذي تحبينه- نحو أخته، أنصحك بأن تستشيريه، وتطلبي نصيحته فيما يتعلق بما يمكن أن يسرها ويشعرها بالارتياح عندكم، أكدي له أنك لا تريدين أن تغضبيها، وحين تصل رحبي بها، ولا تتصيدي الأخطاء حتى لو تعمدت مضايقتك.
احرصي على أن تتركي لزوجك وأخته بعض الأوقات الخاصة معًا، انشغلي ببعض المهام المنزلية بدون أن تشعري بأنك مستبعدة.
والأهم من ذلك كله هو ألا تختلفي مع زوجك في حضور أخته، وألا تجهري بالشكوى منه في حضورها.
أحسنت بكتمان مخاوفك عن والدتك حتى لا تثيري حفيظتها وقلقها، تأكدي أن زيارة أخت زوجك سوف تقربك من زوجك كثيرًا، وتقوي علاقتك به شريطة أن تتم الزيارة بسلام.
ردود
س مرنيسي
كل ماذكرتِ في الرسالة يدخل في نطاق الوهم والإحساس بالذنب، لا داعي لاتخاذ أي إجراء، اهتمي بحاضركِ، ولا تفكري في مستقبلكِ بخصوص الزواج، حين تأتي الفرصة تكون نقاهتك النفسية قد اكتملت
عامر ط- صاحب بالين
لست أدري لماذا تنعت نفسك بالازدواجية، الأمور واضحة تمامًا، اختيارك للطريق السوي هو الحل.