هواجس بالقتل!
عمري 24 سنة، متزوجة منذ سنة ونصف، انتقلت منذ شهرين للعيش مع زوجي حيثُ موطن عمله، وأملأ وقت فراغي في غربتي بالإنترنت والرسم والقراءة، خاصة وأن لدي خادمة، وذات مرة أحسست أنني أريد أن أضربها بالسكين، فركضت بسرعة بعيدًا عنها أحاول أن أبعد الفكرةالمجنونة عن رأسي، وبدأ خوفي يسيطر عليّ ويشعرني أنني أستطيع فعل ذلك الشيء، توجهت إلى خزانة الأدوية أبحث عن مهدئات، وجلست أصارع أفكاري وأفتش عن دوافعها، وبت أخاف من نفسي كلما اقتربت من السكين لدرجة أنني أخاف أن أؤذي نفسي، تكلمت مع زوجي عن هذه المخاوف فقال مجرد هاجس أو خاطرة، ولكني ما أزال خائفة أن أؤذي أحدًا أو أؤذي نفسي، مع أنني لا أجرؤ على قتل صرصار، فماذا أفعل؟
حنان
أختي السائلة لا شيء يقلق من فكرة سيطرة السكين التي راودتك مع العاملة، فلو كنتِ شريرة لفعلتها، وما تلك الفكرة التي تشغلكِ إلا فكرة وسواسية تعرفين سخفها، خاصة وأنك اعترفت بأنك لا تستطعين قتل صرصار أو نملة، وما دامت الفكرة بهذا المحتوى فلا خوف منها، وكلما حاولتِ إبعادها عن ذهنك عادت تُلح عليك أكثر وتجدين صعوبة في إبعادها عن تفكيركِ، فاطمئني جدًا وثقي أنها مجرد فكرة لا أكثر، واشغلي نفسك بكل شيء يصرف تفكيرك عنها، وفي حال كان تكرارها وشدتها عالية، سيساعدك المختص النفسي في كيفية التخلص منها واقعيًا.
أبكي لا إراديًا!
أنا فتاه عمري 19 سنة، بنت وحيدة لوالدين مطلقين، أعيش مع أمي وكفلني جدي، فلم أجد غيره أمامي نبعًا للحب والحنان، لكنه توفي منذ أربع سنوات، وصار البكاء لديّ رد فعل انعكاسي عند رؤية صورته أو حتى ذكر اسمه أمامي، حتى مجرد تذكر مواقفه الجميلة معي يجعلني أبكي، فكيف أتوقف عن هذا البكاء اللاإرادي.
محبطة
أختي السائلة طبيعي أن تدمع عيناك لفقد من تعزين، وبقدر قربه لك نفسيًا يبقى أثر الفقد في حزنك، ودموعك التي تستدعيها كل الأشياء والأفكار والمواقف التي تذكرك به، فألمك وحزنك واضح المصدر، والناس يختلفون في ردة الفعل، وفترة الكآبة لشيء نفقده، عليك ألا تنظري إلى صورته الآن، وليس بالضرورة أن تمزقيها، بل احتفظي بها بعيدًا عن عينيك، وابتعدي عن كل شيء يذكرك به؛ رسائل جوال - هدية - قصاصة ورق، فقط حتى تتجاوزي تلك الفترة، وافعلي نشاطات تشغلك ومارسي هواياتك، واخرجي لزيارة صديقاتك، والتحقي بدورات أو برامج، ومارسي الرياضة المناسبة، ولا تختلي بنفسك ولا ترقدي في سريرك إلا عندما يغلبك النوم، واكتبي كل ما ينتابك من خواطر عن جدك الراحل، فالكتابة تخفف ما يجول في نفسك وتهمسين به معها، وتأكدي أنّها مسألة وقت، بعدها تسلين وتبقى ذكراه الجميلة، وأكثري من الدعاء له، فهذا أفضل من دموعك، التي لا تدل على عجزك ولا ضعفك، بل على صدق مشاعرك وحساسيتك ورقتك.