منذ الإعلان عن تصوير مسلسل «ليالي» والشائعات تحاصر العمل وتؤكّد أنه يتناول قصة حياة الفنانة الراحلة سوزان تميم، وسط إصرار من أسرة العمل على نفي هذه الشائعة والتأكيد على أن العمل يحكي قصة فتاة تبحث عن الشهرة، وتواجه العديد من الصعاب. وبعد عرض العديد من حلقات المسلسل، بدا وكأن الشائعات تتحوّل إلى حقائق خاصة بعد تكليف عبد الستار تميم والد سوزان محاميه الخاص بالقاهرة برفع دعوى قضائية يطالب فيها بوقف عرض المسلسل نهائياً.
سوزان وزينة
خلال بحثنا في هذه القصة الغامضة صرّح لنا أحد العاملين بالمسلسل، بأن العمل يحكي قصة حياة سوزان تميم بالتفصيل، حتى أن نهاية العمل ستماثل نهاية سوزان حيث ستقتل البطلة مذبوحة. إضافة إلى ظهور العديد من الشخصيات التي يتناولها الرأي العام حالياً في قضية مقتل سوزان، مثل شخصية رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى وضابط الأمن محسن السكري وزوج سوزان المنتج عادل معتوق. كما يظهر أشقاء هشام طلعت «سحر وطارق»، ممّا يؤكّد تشابه شخصيات العمل مع الواقع.
إضافة إلى ظهور والد ليالي في شخصية لها علاقة إجتماعية مشبوهة، ما دفع والد سوزان إلى الغضب في حال ثبوت أن العمل يتناول قصة حياة ابنته حيث يعتبر ذلك تشويهاً لسمعته. لذا، كلّف عبد الستار تميم محامي الأسرة بالقاهرة محمد حسن بمتابعة العمل والتأكّد من أنه يتناول قصة حياة ابنته.
تشابه الأحداث
من جهته، قام المحامي محمد حسن بمتابعة العمل، ووجد تشابهاً كبيراً في الأحداث مع حياة سوزان حيث قال
لـ «سيدتي»: «إتصل بي عبد الستار تميم بعد عرض ثاني حلقات العمل، وطلب مني مشاهدة المسلسل واتّباع الإجراءات القانونية التي من شأنها وقف عرضه نهائياً وذلك من خلال دعوى مستعجلة. ولكن، المشكلة التي واجهتني هي عدم قدرتي على الحصول على أسماء الفنانين الثلاثية، حيث لا تقبل أي دعوى قضائية بدون الحصول على الأسماء الكاملة. لذا، توجّهت إلى نقابة الممثلين للحصول على هذه البيانات. ولكن، يبدو أن أشرف زكي نقيب الممثلين كان وراء تعطيل خروجها حتى الآن».
وأضاف حسن أن العمل يقترب في كثير من الأحيان من قصة سوزان، خاصة عندما التقت بزوجها المنتج عادل معتوق لأول مرّة أثناء مرضه بالمستشفى. كما أن سوزان تزوّجت في بدايتها من شخص يدعى علي، لكنه لم يقتل كما ورد بالعمل إضافة إلى الكثير من التفاصيل الأخرى.
عزت أبو عوف في دور المقاول
أسرة هشام
وأضاف حسن: «تحايل المؤلّف على الواقع بوضع أسماء قريبة إلى حد كبير من الشخصيات الحقيقية مثل «حسام مرتضى ـ هشام مصطفى»، وهو رجل أعمال يعمل في العقارات والبناء وله دور سياسي بارز، و«مسعد العنتري ـ محسن السكري» الذي يؤدّي دوره يوسف الشريف، وشقيق هشام طارق الذي ورد في العمل بإسم طاهر وكذلك شقيقته سحر التي وردت باسم سمر وغير ذلك من الدلائل».
وعن عدم اعتراض أسرة هشام طلعت على العمل قال حسن: «إنهم يظهرون في صورة رجال أعمال محترمين دون أي مساس بسمعتهم من قريب أو بعيد، فلماذا يعترضون؟ وما أثار تحفّظ أسرة سوزان أن القضية لا زالت مطروحة للنقض، ولا يجوز أن تنتقل القضايا من المحاكم إلى مدينة الإنتاج الإعلامي. لذا، سأختصم في الدعوى التي سأقدّمها إلى أنس الفقي وزير الإعلام وفاروق حسني وزير الثقافة وأشرف زكي نقيب الممثلين».
وأكّد حسن: «نحن لا نسعى للحصول على أي تعويض من وراء هذه الدعوى ولا نبحث عن أي شهرة، وإن لم نتمكّن من وقف العمل خلال شهر رمضان سنستمرّ في الدعوى حتى يتمّ وقف عرض المسلسل نهائياً في ما بعد. وسأقدّم طلباً فورياً للمحكمة لتحرّي الأسماء الثلاثية للقائمين على العمل حتى نقوم بتحريك الدعوى على الفور. كما سنهتمّ أكثر بالنقض الذي قدّمه محامو هشام طلعت حتى نتمكّن من الحصول على حق سوزان تميم».
يوسف الشريف في دور قاتل سوزان
زينة تنفي
من جهتها، أبدت الفنانة زينة بطلة المسلسل دهشتها واستنكارها لكل ما يكتب في هذا الشأن، مؤكّدة «أن العمل تحاصره العديد من الشائعات منذ بداية تصويره، منها أنه تمّ إطلاق النار عليّ في بيروت أثناء تصوير العمل هناك، وهذا لم يحدث، ومنها أن العمل يتناول حياة سوزان تميم وهذا ليس صحيحاً. لذا، أرجو أن تتوقّف هذه الشائعات وأن يهتمّ مروّجوها بمتابعة القيمة الفنية للعمل والحكم عليه من هذه الناحية، بدلاً من مهاجمته بدون أي سند موضوعي أو حتى أية أدلّة على هذه الإدّعاءات».
«المذنبون» يحكي القصة
أما مؤلّف العمل أيمن سلامة فقال لـ «سيدتي»: «أقول لكل من يردّد أن العمل يروي قصة حياة سوزان، شاهد فيلم «المذنبون» الذي قدّم في الستينات وقامت ببطولته سهير رمزي وأخرجه سعيد مرزوق وستجد أنه يحكي قصة شبيهة، فهل نقول انه يحكي قصة سوزان تميم؟
ما أقدّمه هو عمل فني يتناول العلاقة بين ثالوث المال والسلطة والمرأة، وأي عمل يتناول هذا الثالوث سيكون قريب الشبه من حياة سوزان. ولقد بدأت كتابة العمل وقمت بتسجيله في مايو (أيار) 2008، أي قبل مقتل سوزان بعدّة أشهر. ولو أردت أن أقدّم قصة سوزان، فسأقدّمها بشكل مباشر مع ذكر الأسماء الحقيقية والتفاصيل الكاملة. كما أن مفاجأة «ليالي» أن البطلة لن تتمكّن من دخول عالم الفن، بينما سوزان كانت فنانة ولها أعمالها.
عمار شلق في دور المنتج اللبناني
إضافة إلى ذلك، هناك عدّة أسئلة الإجابة عليها ستريح الجميع، وهي: هل كان لسوزان حبيب قتل أمام عينيها؟ وهل أرغمها والدها على الزواج من رجل عجوز قريب من هشام طلعت؟ وهل شقيقة هشام متزوّجة من مدمن؟ وهل والد سوزان سمسار؟ وهل اتّهم عادل معتوق بجلب مخدرات؟ وغيرها من الأسئلة التي نخلص منها بأن العمل ليس سوى محاكاة لواقع اجتماعي وتناول جديد لثالوث المال والسلطة والمرأة، وهذا ما أحدث هذا اللبس.
والسؤال الأهم من ذلك: هل انتهت المشاكل ولم يعد وراء المحامين سوى متابعة الأعمال الفنية ومقاضاتها، فبدلاً من ذلك عليهم أن يدافعوا عن الضعفاء والمحتاجين، إلا إذا كان هدفهم من ذلك هو البحث عن الشهرة أو التعويضات المالية.
وفي النهاية، لو أردت تناول حياة سوزان، لفعلت ذلك بشكل مباشر وخضت المعركة بجرأة. ولن يلومني أحد أو يحاكمني لأنني أمام قضية صدر فيها حكم قضائي، وكنت سأتناولها مثل أي وسيلة إعلامية أخرى».
برأيكم، هل تحاكي قصة مسلسل "ليالي" حياة سوزان تميم؟ أم أن الأمر مجرد صدفة؟ ولكن ماذا عن تشابه الأسماء والشخصيات؟ وهل إسقاط قضية إجتماعية أو سياسية أو فنية من الناحية الفنية عبر الأفلام والمسلسلات أمراً غير صحيح؟ شاركونا بأرائكم من خلال مساحة التعليقات.