عبد المحسن النمر فنان لا يعرف سوى لغة الإجادة والغوص العميق في كل شخصية يقوم بأدائها. وما إن يذكر اسمه حتى تتوالى عبارات المديح لأنه يعرف كيف يرسم لشخصيته ملامحها أمام الآخرين. في لقائنا معه، أكّد أن السينما السعودية قادمة وأن الدراما السعودية لم تقدم بعد القضايا المحورية الهامة، كما حدّثنا عن تجربته في الدراما السورية ومنافسة الفنانين الآخرين له دون علمه وعن الكثير من الأخبار والأسرار التي باح بها على صفحات «سيدتي» في هذا اللقاء.
بداية حدّثنا كيف قضيت شهر رمضان المبارك؟
بصدق، لم أشعر بطعمه بسبب عدم انتهائي حينها من التصوير، وهذا منعني أيضاً من التفرّغ لمشاهدة الدراما الرمضانية.
هذا يعني أنك لم تتابع أياً من الأعمال؟
شاهدت «فنجان الدم» في بعض الأحيان، وبعض المشاهد من مسلسل «جيران» الذي شاركت فيه، لكنني تابعت أصداء الأعمال ممن هم حولي.
في لقائي الأخير معك، أخبرتني أنك ستكون ضمن فريق عمل «هدوء نسبي» وكنت متحمّساً للغاية.. لكننا لم نرك في المسلسل؟
إعتذرت عن العمل لأنني شعرت أن المسؤولين في دائرة الإنتاج يركّزون على فنانين معيّنين، وذلك على حساب فنانين آخرين همّشت أدوارهم. وكان حدسي صحيحاً إذ ثبت ذلك خلال العرض.
ألم يحن الوقت برأيك للعمل مع شوقي الماجري، فأنا أعلم أنه كان يرشّحك للعمل معه منذ «الطريق إلى كابل» وصولاً إلى «هدوء نسبي». فمتى سيحين اللقاء؟
بالفعل، تشاء الظروف دائماً ألا نتّفق أو أن أعتذر لأسباب أخرى، لكنني أتشرّف بالعمل مع مخرج مثل الماجري لأنني حقاً أعشق أعماله.
فيلم «مناحي»
قدّمت فيلماً في مهرجان السينما الخليجية بدبي، وكان المهرجان قد احتضن سبعة وعشرين فيلماً سعودياً آخرين، هل هذا يبشّر بسينما سعودية قريباً؟
لا شك أن السينما موجودة رغم كل شيء، شئنا أم أبينا، وهي حالة مطلوبة كالشعر والموسيقى، والإشكالية الوحيدة هي عدم وجود مكان للعرض السينمائي. لقد فوجئت بهذا الكم السينمائي ومنذ الدورة الأولى للمهرجان. وهذا طبيعي، طالما أنه يسمح بممارسة السينما وليس عرضها. ولكن، هناك مؤشرات إيجابية حيث بدأت عروض سينمائية في مراكز ترفيه الأطفال، وعرض فيلم «مناحي» على مستوى العائلة في جدة، أيضاً كل المراكز التجارية الآن في السعودية لا تخلو من صالة عرض لكننا ننتظر أن تتفعّل.
هل سيكون للسينما السعودية وجود على الخارطة السينمائية العربية إذا تمّ تفعيل الصالات؟
بالتأكيد. فنحن ندور في دائرة غير مكتملة، ننتج فيلماً دون تسويقه، وبالتالي لا مردود مادياً يتيح لنا العمل على فيلم آخر. كما أن فتح دور العرض في السعودية سيؤهّل الدائرة لتكتمل، وبالتالي تأهيل التجربة.
قضايا «طاش ما طاش»
هل تعاني الدراما السعودية من الأمر ذاته، رغم الإنتاجات الكثيرة؟
على مستوى الكوميديا، أنا أراهن أن السعودية أخذت الصدارة. وأقرب مثال لما أقول مسلسل «طاش ما طاش»، بالإضافة لتجارب أخرى كـ «غشمشم» و«بيني وبينك». لدينا الآن موجة كوميدية في السعودية، ولذلك تنتج هذه الأعمال. أما على المستوى الفردي، فالممثل السعودي طرح نفسه في كل الأعمال الخليجية، لكن على المستوى الرسمي هناك قلّة في إنتاج الأعمال الجادّة.
هل هناك قضايا تجاهلتها الدراما السعودية وكان يجب طرحها؟
لدينا مليون قضية كأي مجتمع آخر لديه إيجابياته وسلبياته. «طاش ما طاش» يطرح في كل عام ثلاثين قضية، وأشعر أنها تمسّني جميعها.
«فنجان الدم» ضحية
أنت أحد أبطال مسلسل «فنجان الدم» الذي يلاقي الآن أصداءً ممتازة عند المشاهدين. وهو كما نراه لم يكن يستحقّ منع عرضه؟
هو لم يرفض وإنما أجّل، ففي شهر رمضان الماضي لم يكن العمل مكتملاً، والضجة التي حصلت دارت حول مسلسل «سعدون العواجي» وليس «فنجان الدم»، لكنها فتحت العيون على كل الأعمال البدوية. وكان من الواضح أن هناك صراعاً ما بين المنتجين، وهذا الصراع سرّب أخباراً غير حقيقية تفيد بأن العمل يشعل صراعاً قبلياً، ما جعل «فنجان الدم» ضحية الموسم. وأنا كممثل سعودي لديّ وعي، لا أقبل أن أدخل في عمل يشعل هذا الصراع لأنه سيكون مغامرة. وكوني أنتمي لتلك البيئة وأعلم ما نوع الصراعات الموجودة، أرفض إقحام نفسي في ذلك السواد الذي ليس له معنى.
أليس صحيحاً أن بعض الفنانين شعروا بالغيرة من وجودك ووجود ميساء مغربي؟
لا أعتقد. ربما أثارت ميساء غيرة الأخريات لأنها جميلة، لكنهم كانوا رائعين.. وأكبر دليل ما قاله الفنان جمال سليمان عني: «عبد المحسن غيّر وجهة نظرنا السلبية في الممثل الخليجي». وهذه المقولة شهادة أعتزّ بها.
في مسلسل فنجان الدم
النجم المدلّل
عبد المحسن، هل أنت فنان مدلّل؟
ليس الأمر دلالاً، لكن يبدو لي أن هناك شيئاً يشدّ المخرجين لي قبل أن يوزّعوا شخصيات العمل على الآخرين.
لكنك تعتبر الوحيد الذي يمثّل الفنان السعودي في الخارج؟
لا وجود لأولٍ وثانٍ. كل ما في الأمر أن لديّ غزارة في الإنتاج وأيضاً خريطة واسعة، ولست محصوراً في البيئة المحلية، وخاصة في الفترة الأخيرة حيث كانت لديّ مشاركات كثيرة في الوطن العربي، ولديّ نشاط واضح يتعبني لكنني أشعر بثماره الإيجابية.. فأنا الآن في معظم أعمال الإمارات أرشّح لأدوار إماراتية، وفي الكويت أيضاً، وهذا شيء يثلج صدري. ولكن، مسألة التقييم متروكة للناس، فأنا لا أستطيع تقييم وضعي على هذه الخارطة.
ماذا عن حسن عسيري؟
(ضاحكاً) جيد. منذ بداياته عرض عليّ نصوصاً كثيرة مثل «الساكنات» و«أسوار» و«أخوات موسى»، لكن «الفلترة» عندي حسّاسة جداً، ومسألة اختيار العمل لا ترضخ لجغرافية وإنما لأسس تهمّني وهي النص الجيد، المخرج الجيد والميزانية الجيدة. هذه المعايير تؤهّلنا لنظهر العمل بشكل جميل. المشكلة أنني لم أجد نفسي في كل النصوص التي قدّمها لي حسن عسيري، ولم تكن القضايا التي أحبّ طرحها، لأنني أهتمّ كثيراً بالبيئة الإجتماعية ولا أستطيع أن أفصل هذين الأمرين عن بعضهما البعض. أريد أن تفتخر بي عائلتي عندما أقدّم عملاً ما حتى ولو كان الدور سلبياً. قد أكون على صواب أو خطأ، لكنني أعمل بشرط أن تكون هناك سويّة في نصه وإخراجه وإنتاجه.
لماذا كان عبد المحسن مرعوباً وممن؟ وما هي النصوص المطروحة عليه والتي سيقوم بتصويرها لاحقاً؟ تابعوا المزيد من التفاصيل في العدد 1490 من مجلة «سيدتي» المتوفر في الأسواق.