اشتعل صراع الفضائيات خلال الشهور الأخيرة لجذب النجوم إلى قنواتهم. وهو الأمر الذي ترتب عليه اشتعال أسعار النجوم بشكل غير مسبوق. وفي محاولات للسيطرة على الأسعار، قامت القنوات بعمل تحالف مع بعضها. فنجد أن أكثر من قناة تدخل في إنتاج برنامج واحد؛ لأن تكلفة البرنامج الذي كان ينتج برقم بسيط أصبح يزيد عن ميزانية مسلسل.
التحالف الأخير بين قنوات أبو ظبي والنهار وmtv اللبنانية سبقه تحالف بين الحياة وقناة المستقبل اللبنانية. ويبدو أن هذا النهج سيكون هو المتّبع لجذب النجوم الذين أصبحوا يطلبون أرقاماً كبيرة، والقنوات ليس أمامها سوى الدفع حتى لا تفوز بهم القناة المنافسة.
المثير أن الصراع كان قد بدأ مبكراً قبل رمضان عندما أعلنت قناة mbc عن موافقة الفنانة العالمية باريس هيلتون المشاركة في برنامج «رامز واكل الجو» الذي يقدمه رامز جلال وحصولها على مبلغ 250 ألف دولار، وهو تحوّل كبير في المنافسة ورسالة للجميع بأن قناة mbc قادرة على خطف كل النجوم ليس على مستوى العالم العربي ولكن على مستوى العالم كله. ولكن، سرعان ما ردّ تحالف أبو ظبي والنهار وmtv سريعاً ببرنامج «rating رمضان» بخطف كل نجوم دراما رمضان في العالم العربي، ما أدى إلى جذب الجميع لديه لأنه قدم حلقات مع أبطال الأعمال وقت عرضها.
سر زيادة أسعار النجوم
ولكن أسعار النجوم زادت بمقدار الضعف لأنهم أدركوا الحاجة الملحّة لهم، وقد حصل أحمد السقا على ما يزيد عن 60 ألف دولار وارتفع سعر هيفاء وهبي إلى 70 ألف دولار بدلاً من 60 ألفاً. كما أن عمرو يوسف حصل على 23 ألف دولار. أما غادة عبد الرازق فحصلت على 50 ألف دولار. وكانت تحصل على 35 ألفاً. وهي زيادة وجدتها طبيعية في صراع القنوات عليها ورفضها الدائم لفكرة الظهور في البرامج.
كما حددت داليا البحيري 50 ألف دولار للظهور في أي برنامج، وهي زيادة كبيرة حيث كانت تحصل على 25 ألف دولار، وظهرت في برنامج واحد فقط «التجربة الخفية». أما حمادة هلال فقد ارتفع سعره إلى 25 ألف دولار بدلاً من 20، وذلك بعد نجاحه بشكل ملفت في مسلسل «ولي العهد». بينما زينة حصلت على 40 ألف دولار لظهورها في برنامج «رامز واكل الجو» بزيادة قدرها 10 آلاف دولار عن سعرها المعتاد.
نجوم رفضوا تخفيض أجورهم
المثير أنه رغم حالة الارتفاع الشديد في أسعار النجوم إلا أن العديد منهم رفضوا تخفيض أجورهم للظهور في برامج رمضان، حيث طلبت دنيا سمير غانم 45 ألف دولار للظهور في برنامج «rating رمضان» ورفضت التخفيض بعد أن ظهرت في لجنة تحكيم برنامج «إكس فاكتور».
أيضاً نيكول سابا رفضت تخفيض أجرها عن 40 ألف دولار تحت أي ظرف حتى تستطيع أن تحافظ على نجوميتها. أما نيللي كريم فطلبت من كل البرامج 50 ألف دولار بعد نجاحها الكبير في أعمالها الدرامية. ونفس الرقم تمسكت به منة شلبي خاصة أن مسلسلها الجديد «حارة اليهود» يحقق نجاحاً كبيراً. ورفضت التخفيض.
كريم عبد العزيز رفض الظهور نهائياً رغم عرض البرامج عليه 70 ألف دولار واعتذر بحجة عدم رغبته في الظهور بالبرامج خلال هذا العام.
أيضاً مصطفى شعبان طلب 70 ألف دولار ورفض أي تخفيض نهائياً.
نجوم الصف الثاني زادت أجورهم أيضاً؛ فقد حددت أمينة مبلغ 10 آلاف دولار مقابل ظهورها في برنامج «رامز واكل الجو» بزيادة 4 آلاف دولار، وأيضاً لوسي حصلت على 12 ألف دولار مقابل الظهور مع رامز على قناة mbc بزيادة
3 آلاف دولار. أما شيري عادل فحددت 10 آلاف دولار للظهور في أي برنامج بزيادة قدرها ألفا دولار.
هاني رمزي يعترف
كان ضرورياً أن نتعرف على المزيد فتحدثنا مع الفنان هاني رمزي، مقدم برنامج «هبوط اضطراري»، لنتعرف على وجهة نظره في موضوع أجور النجوم، فقال: «لا داعي للهجوم على النجوم؛ لأن أجورهم تخضع لمتطلبات العرض والطلب، والقنوات ترغب في تواجد النجوم الكبار حتى تتمكّن من الحصول على سوق أكبر لها وتزيد نسبة الإعلانات، وبالتالي هي تحقق أرباحاً. ولو كانت تخسر لما دفعت هذه المبالغ للنجوم. كما أن هذه البرامج تمثّل دخلاً للنجوم، وبالتالي زيادة أسعارهم منطقية».
ويضيف هاني: «لم أشعر بحالة ضيق من قناة الحياة أثناء تصوير برنامجي، من أسعار النجوم لأنهم يدرسون جيداً وضع البرنامج وفرص نجاحه مادياً».
رأي نقدي: هذا هو الحل
بينما تؤكد الناقدة خيرية البشلاوي أن أسعار النجوم في البرامج تأتي نتيجة عدم التنظيم بين القنوات وحالة السباق الكبير بينها. لكنها، في النهاية، سوف تصبح مشكلة؛ لأن القنوات حالياً عليها مديونيات كبيرة ولن تستطيع بعد فترة أن تقلص أسعار النجوم؛ لأن أي نجم يحدد سعراً معيناً يرفض أن يتراجع عنه. وعن الحل من وجهة نظرها قالت إنه يتمثل في ميثاق بين القنوات يمنع هذه الأسعار الخيالية حتى لا تتوقف هذه القنوات بسبب الديون.