مسلسلات رمضان 2009 تحت المجهر (1/2)

إنتهى صراع المسلسلات الكبيرة والمتعدّدة التي جذبت القلوب والأنظار على مدار 30 يوماً. وشملت قائمة الأعمال النوعيات التي يحبّها الجمهور، وتمثّلت في النجوم الذين تعوّد الناس على أن يشاهدوهم كل رمضان، وأيضاً شملت المسلسلات نجوماً جدداً يدخلون الساحة الرمضانية لأول مرّة. المعركة الرمضانية شرسة نظراً لكثافة الإنتاج وتعدّد القنوات الفضائية، لكن هناك أعمال استحقّت الإشادة وظلّ الجميع يصرّ على أنها الأفضل، بينما لم تستطع بعض الأعمال أن تثبت قدراتها. فالماراثون شهد صعود نجوم وهبوط آخرين، فيما يعني أن دراما 2009 كانت لها ظروف خاصة. إلتقينا خبراء النقد ونجوم الفن فحكوا لنا عن مسلسلات رمضان، وأهم العيوب والمميّزات في كشف حساب مثير جداً يمتد على عددين متتاليين:


النقّاد الكويتيون: مشكلة الدراما الخليجية غياب النص المتميّز

 

شكراً لكل الأعمال

الناقد عبد الستار ناجي رئيس قسم الفنون في جريدة «النهار» يقول: «لا يمكن أن نقارن تجربة الدراما المصرية مع أي تجربة درامية أخرى في العالم. فلا يمكن القول إن الدراما السورية تفوّقت على المصرية، ولكن قد يكون هناك عمل سوري تفوّق. وفي رمضان الحالي، كانت البصمات الأكثر تميّزاً من نصيب الدراما الإماراتية، خاصة ما بثّ على شاشة دبي وأبو ظبي. فهناك مؤشرات بأن الإنتاج الدرامي الإماراتي قادم بقوة، ولكنه يتحرّك من منظور خليجي.. ولا نغفل تميّز الفنانة سعاد عبدالله في مسلسل «أم البنات» والفنانة حياة الفهد في «دمعة يتيم» والفنان يحيى الفخراني في «إبن الأرندلي» ومسلسل «هدوء نسبي» للمخرج شوقي الماجري، فهذا المخرج يقدّم مشروعاً ثقافياً إبداعياً. وكذلك مسلسل «الرحايا» للفنان نور الشريف، حيث كل مفردات هذا العمل تؤكّد أنه عمل إبداعي كبير ونشهد فيه تألّق نور الشريف. أما مشكلة الدراما الخليجية هذا العام، فهي غياب النص المتميّز، لكن هناك أقلام واعدة.

 

مسكينة المرأة العربية

الناقد شريف صالح باحث في الدراما وصحفي في جريدة «النهار» يقول: «بعد أن كان تصوير المسلسل وتنفيذه يستغرق ما يقرب العام، أصبح الآن «يسلق» في ستة أو ثمانية أسابيع، فتجد ممثلاً بالكاد يحفظ دوره، ويخرج الكلمات من فمه بلا مذاق ولا إحساس حقيقي بروح الشخصية التي يجسّدها. إنه عصر «الكم» مع تلاشي «المعنى» تقريباً.. وفي مجمل الأحوال المرأة العربية في هذه الأعمال إنسانة ساذجة، مسكينة ومنكسرة، يتمّ تزويجها وتطليقها وهي لا تدري، كما في «الحب الكبير» لعبد الحسين عبد الرضا، أو نجد نصف دزينة نساء تحت رحمة رجل واحد كما في «أم البنات» لسعاد عبد الله، أو تبقى المرأة مجرّد ظلّ باهت للرجل القوي مثلما ظهرت عبلة كاملة أمام جمال سليمان في «أفراح إبليس»، أو متصابية على طريقة ليلى علوي ولوسي!

 


ليلى علوي

من دبي: نقد شامل لمجمل الأعمال

 

الرحايا الأفضل

الناقد أحمد عدنان قال: «قدّم الفنان نور الشريف مفاجأتين هذا العام، حيث اختار أن يطلّ على المشاهدين في ظلّ الزحام الرمضاني بمسلسلين: «الرحايا» الذي عرض حصرياً على قناة «أبو ظبي»، ومسلسل «متخافوش» الذي استغرق الإعداد له أكثر من 3 سنوات. «الرحايا» سيكون في صدارة الأعمال الرمضانية هذا العام. وللأمانة، فإن أقلّ ما يمكن أن يقال عن هذا المسلسل، إنه أهم وأروع مسلسلات هذا العام.

 

متخافوش الأسوأ

المفاجأة الثانية، مسلسل «متخافوش»، ولكنها هذه المرّة بالمعنى السلبي، لأنه لم يقدّم فناً، بل وعظاً سياسياً بعيداً عن الواقع. فشخصية مكرم بدوي التي جسّدها الشريف الذي يدير ويملك قناة الشعلة، كانت بعيدة عن الواقع تماماً من حيث الأحداث التي واجهته أو التحدّيات التي فرضت نفسها عليه، وهي أحداث وتحدّيات لا صلة لها بواقع الإعلام العربي. كما أن التحدّي أن يكون بطل المسلسل من أصول يهودية، ومدى العار الذي يسبّبه هذا الأصل، فيه منحى عنصري غير مقبول، كما أنه يكرّس قيمة الإنسان بنسبه وأصله التي يفترض أنها ممجوجة في عصر قيمة الفرد وحريته، وعمله.



غادة عبد الرازق

 

«الباطنية» تفوّق على الفيلم

لم أكن متحمّساً لمشاهدة مسلسل «الباطنية» لصلاح السعدني وغادة عبد الرازق، والسبب ركاكة الفيلم الذي قامت ببطولته نادية الجندي سابقاً عن نفس القصة التي كتبها إسماعيل ولي الدين.

ولكن، إستطاع المسلسل الذي كتبه مصطفى محرم بمهنية كبيرة، وأخرجه محمد النقلي بتمكّن واضح، أن يمحو صورة الفيلم الهزيلة في مخيّلة المشاهدين، ليحتلّ مكانها هذا المسلسل الحيوي والمحبوك.



زينة بطلت ليالي

عيوب حرب الجواسيس

الحديث عن مسلسل «حرب الجواسيس ـ سامية فهمي» يطول، والسبب المقارنة الدائمة بين مسلسلات التجسّس والمخابرات وبين مسلسل «رأفت الهجان» الذي يعدّ علامة فارقة في الدراما المصرية والعربية.

المسلسل من إخراج نادر جلال المتميّز سينمائياً، وإن عاب المسلسل مطارداته البوليسية المطوّلة والمبالغ فيها، إضافة إلى سقطة تمثّلت في سماح المخرج للممثل أحمد صيام بدور إيزاك بتقليد واستنساخ أداء شخصية صروف في مسلسل رأفت الهجان.

بشير الديك صاحب النص، هو عيب المسلسل الأساسي، وذلك للمسافة الواسعة بينه وبين الإخراج والتمثيل، رغم تاريخ الديك، ولكن يبدو أن هذا التاريخ أصبح ماضياً.

والطريف، أنه قدّم في المقابل صورة رجال المخابرات الإسرائيلية في لوحة نموذجية أتاحت للممثل السوري باسم ياخور بدور شلومو كوهين أن يقدّم دوراً يبقى في الذاكرة، وكذلك الممثل الذي أدّى شخصية أدريانو.

 



نجاح إبن الأرندلي

بعد سقوط يحيى الفخراني في «شرف فتح الباب» العام الماضي، يعود هذه السنة بنجاح لافت مع «إبن الأرندلي» والذي كتبه وليد يوسف في لوحات جميلة وسريعة وثرية بشخصياتها المتنوّعة والمتناغمة، وبأداء مقنع لكل طاقم العمل التمثيلي، خصوصاً أداء النجم الكوميدي محمد لطفي.

 

طاش ومناحي والهوامير

- عودة «طاش» هذا العام، كانت موفّقة، ولكن إذا تحدّثنا عن حلقة التعليم اللافتة، رغم جرأتها وواقعيتها، نرى أنها وللأسف، كتبت بمباشرة فظّة، أبعدتها عن روح الفن.

- «بيني وبينكم»، كان مرضياً إذا تحدّثنا عن الكوميديا للكوميديا، ولكن ما عدا ذلك، لا شيء، وكأنها نفس الفكرة تكتب بطرق مختلفة، وإن كانت غير منطقية غالباً.

- أما «هوامير الصحراء»، فهو مفاجأة الدراما السعودية هذا العام، وهو لا شك نقلة إيجابية في هذه الدراما، إن بجرأة الطرح أو بأداء الممثلين الإحترافي، خاصة أحمد الصالح بطل المسلسل، وبطلته ميساء المغربي، وعبد الله العامر الذي شارك في كتابته مع عبد الله بن بخيت. عاب المسلسل الموسيقى التصويرية التي كانت أقل من عادية، والإطالة غير المبرّرة في بعض المشاهد والمعالجات، ولكن عوّض ذلك، الإخراج الجيد.

 

 

جمال سليمان في افراح ابليس


ما رأي النقاد المصريون؟

 

السلبيات

يؤكّد الناقد أحمد الحضري أن مسلسلات هذا العام مليئة بالسلبيات. ويقول: «لم يعد لرمضان طعم مميّز وسط هذا الكمّ الكبير، على عكس رمضان قبل ذلك حيث كان له طعم مميّز مع الفوازير ومتابعة كل المسلسلات المعروضة؛ لأنها لم تكن كثيرة، فضلاً عن الإعلانات والفواصل التي جعلتنا نفقد المتعة في متابعة الأحداث لما تسبّبه لنا من ملل، وأيضاً تطويل ومطّ المسلسلات دون مبرّر».

 

تحمّل المسؤولية

تقول الناقدة ماجدة موريس إن الدراما المصرية هذا العام مشجّعة وجيدة، وفيها جهد كبير وواضح، ومختلفة من حيث تناول الموضوعات. وهناك عناية شديدة بالتأليف والإخراج. فمثلاً مسلسل «حرب الجواسيس» يركّز على الإنتماء للوطن، وهذه النوعية كانت قد اختفت منذ فترة، ولكنها عادت مرّة أخرى، وجذبت الجمهور. وهناك فكرة مختلفة لبعض الأعمال مثل «متخافوش» الذي يناقش علاقة المواطن العادي بالموضوعات السياسية، وكيف ينظر المجتمع للصهيوني.

وحول التترات، أكّدت ماجدة موريس إعجابها بتتر «إبن الأرندلي»؛ لأنه جذّاب جداً واستطاعت نانسي عجرم أن تقدّمه بشكل كوميدي، وأيضاً أحمد سعد في مسلسل «قانون المراغي»، وحنان ماضي في «علشان مليش غيرك».

تفاصيل أوسع عن رأي النقاد.. تابعوها في العدد 1492 من مجلة «سيدتي» المتوفر في الأسواق. أسو