فجع الوسط الإعلامي والعالم العربي بخبر وفاة الإعلامي سعود الدوسري، الذي رحل عن عالمنا إثر تعرّضه لسكتة قلبية ليفارق الحياة في هدوء وصمت على فراشه في باريس، عن عمر ناهز الـ46 عاماً.
بصدمة وحزن شديدين تواصلت "سيدتي" مع شقيق الإعلامي سعود الدوسري الدكتور عبد الرحمن الحقباني لتسرد لقرائها اللحظات الأخيرة التي قضاها مع عائلته.
ودّعنا وداعاً لافتاً
وصف الحقباني اجتماعهم الأخير مع أخيه سعود "بالاجتماع الجميل" قائلاً: "في البداية لا أجد ما أقوله، ولكل قدر كتاب، فخبر وفاة أخي كان صدمةً للأسرة جميعاً. فقد جاء إلينا الأسبوع الماضي من فرنسا لكي يزور الوالدة، إثر تعرضها لوعكة صحية، واجتمعنا معه وكانت تلك جمعتنا الأخيرة ليودعنا بعدها ويرحل للعلاج، حيث إنه كان يعاني من تضخّم في عضلة القلب، وكان ينوي من خلال سفره متابعة علاجه، إلا أنّ قدر الله كان أسبق، لينتهي اجتماعنا الأخير والجميل به بخبر وفاته بعدها بأيّام". ويضيف الحقباني قائلاً: "كان إنساناً طيباً خلوقاً، وهذا ما شهد به جميع زملائه في الوسط الإعلامي بل جميع من عرفه وتعامل معه، فقد كان نعم الإنسان بخلقه وسمعته الحسنة التي تسبق سيرته، فلم يعرف عنه خلال حياته إلا سعيه للخير وحبه لمساعدة من يحتاج إليه ليترك أثراً جميلاً يذكر له في حياته وبعد مماته".
خاص: صور لسعود الدوسري لم تروها من قبل
العالم العربي شهد حب الناس له
ويكمل الحقباني حديثه:" أحب من خلالكم أن أتوجه بتقديم نعي لجميع محبيه وأصدقائه وزملائه في الساحة الإعلامية. فقد كان خلقه وطيبة تعامله وحسن علاقاته المتميزة هي التي تشفع له. وقد شاهدنا الحب الكبير له من جميع فئات المجتمع المختلفة بعد إذاعة خبر وفاته، وما شهدته مواقع التواصل الاجتماعي، كذلك الاتصالات الهاتفية التي تنعى فقيدنا الغالي بكل الأسى والحزن".
كما أتقدم بكل الشكر والتقدير لسفارة المملكة العربية السعودية في باريس على العناية الكاملة، وتواجدها الآن مع جثمان أخي الغالي في المستشفى لإنهاء الإجراءات اللازمة، كما أشكر جزيل الشكر مبادرة الأمير عبد العزيز بن فهد لاهتمامه ومبادرته السريعة لتيسير نقل جثمان سعود الدوسري وتخصيص طائرة خاصة لذلك، ليتم تكريمه بدفنه في أرض وطنه الغالي.
مظاهرة وفاء ورثاء لسعود الدوسري
وقد نعى العديد من الشخصيات البارزة من إعلاميين وفنانين الدوسري، وذلك من خلال حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.
سأظل أتصل على هاتفك
نعى الإعلامي علي العليان رئيس تحرير ومقدم برنامج "يا هلا" زميله وصديقه بحروف باكية قائلًا:" أوجعت القلوب برحيلك... حتى الذكريات أوجعتها وأبكيتها... ..حتى أنا... رحم الله أخي وصديقي سعود الدوسري"، مضيفًا:" أوجعني رحيلك...سأظل أتصل على هاتفك".
خبر وفاتك حرمنا من النوم
نعت الإعلامية وسفيرة النوايا الحسنة لجين عمران زميلها الدوسري بعبرات مؤثرة قائلةً:" بفرقاك يا سعود حرمتنا هالليلة النوم ومالنا غير الدعاء لك بعدما غديت مرحوماً.. الله يرحمك ويغفر لك".
خبر مفزع أوجع قلوبنا
وصفت الإعلامية وفاء الكيلاني عبر حسابها الخاص عند سماعها خبر وفاة الإعلامي سعود الدوسري بالخبر المفزع والموجع للقلب، مضيفةً "ربنا يرحمك يا سعود ويغفر لك ويجعل مثواك الجنة، كنت من أطيب الناس".
يا كوكباً عمره قصير
ورثا الإعلامي تركي الدخيل صديقه قائلاً:" يا كوكبًا ما كان أقصر عمره ... وكذاك عمر كواكب الأسحار... وهل الأيام مضى لم يُـستدر.. بدراً ولم يمهل إلى الأسحار"، مضيفاً: "رحمك الله..".
عرفناك جميلاً.. ووفاتك فاجعة لنا
أعلن الفنان السعودي ناصر القصبي عن حزنه الشديد قائلاً:" سعود الدوسري كان فاضلاً خلوقاً محبوباً من الجميع، إنّا الله وإنّا إليه راجعون عرفتك رقيقاً وجميلاً وإنساناً. موتك فاجعة كبيرة رحمة الله عليك".
أبكاني رحيله
بكل كلمات الحزن عبّرت الإعلامية مهيرة عبد العزيز عن تلقيها خبر وفاته قائلةً:" استيقظت على خبر مؤسف أبكاني، كان نعم الصديق والابتسامة لم تكن تفارقه، إلى جنات الخلد يا صديقي".
الصباح حزين
بكل الأسى والكلمات المؤثرة قالت الإعلامية علا الفارس:" صباحي حزين جداً بخبر مؤلم وغير متوقع الله يرحمك يا أعز وأقرب الزملاء. ولا حول ولا قوة إلا بالله، لقد كان يفرح لنجاح أي منا، صاحب واجب مع الجميع، الكلمة الراقية لا تفارقه، مواقفه النبيلة كثيرة، ترك ذكرى جميلة في كل من عرفه".
مسيرة حياة سعود الدوسري قصيرة ولكنها حافلة بالنجاحات
الجدير بالذكر أنّ صوت الإعلامي الخلوق سعود الدوسري كان هو جوهره. بدأ حياته الإعلامية في إذاعة الرياض، وكان مذيعاً لنشرة الأخبار ثم انتقل إلى مركز الشرق الأوسط إلى إذاعة mbc fm في لندن عام 1994أيضاً كمذيع لنشرة الأخبار، بعدها تولى منصب مذيع برامج فنية وشعرية فقدم على إذاعة mbc fm برنامجين (سمر حتى السهر وليلة خميس) لينطلق من خلالهما ويحظى بشعبية كبرى، وبعد نجاحه عبر الإذاعة توجه من بعدها إلى الإعلام المرئي عبر شاشة mbc فقدم من خلالها البرنامج الصباحي" صباح الخير يا عرب"، ومن بعدها انتقل إلى شبكة الأوربت ليجسد على متنها فصولاً جديدة من حياته الإعلامية الناجحة حيث قدم مجموعة من البرامج المباشرة من ضمنها برنامج "حنين"، وبرنامج "ليلكم فن" المباشر من القاهرة، ليعود بعد ذلك إلى قناته الأولى mbc.
وجاءت آخر محطاته من خلال تقديم برنامج " ليطمئن قلبي " على شاشة روتانا خليجية، في رمضان الماضي.
ترك سعود الدوسري بصمةً مميزةً في المجال الإعلامي الإذاعي والمرئي حيث أثبت وبجدارة موهبته وثقافته التي أكسبته العديد من النجاحات ليكسب من خلالها حب الجمهور، ولينال من خلال نجاحاته جائزة أفضل مذيع عربي عام 1995 من إحدى المجلات. وفي عام 2010 حصل على جائزة جوردون أووردز كأفضل مذيع عربي.
رحل ابن السعودية في هدوء بالغ ليصف محبوه حياته بنسمات هادئة وليترك أثراً طيباً في نفوس الجميع وبصمات تحفر في الوسط الإعلامي والمجتمع العربي. من هنا تنعي "سيدتي نت" الزميل الإعلامي سعود الدوسري سائلينا الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان .. إنا لله وإنا إليه راجعون".