ليس حلم فتاة مراهقة

أستاذي الفاضل.. أعجبني كثيرًا ما كتبته بمقالة «أربعة وجوه للزواج» بالرغم من أني ضد مسألة الزواج التقليدي، وجميع أوجه الزواج التي ذكرتها، وبنظري أن الأوجه الثلاثة الأخرى غير التقليدية أرحم بكثير؛ لأنها تكون برغبة المرأة، لكن التقليدي يكون إرضاءً للعادات والتقاليد، وخوفًا منا نحن من شبح العنوسة، وبالأخير يبقى الاسم الأصح للزواج التقليدي.

زواج خُذوه فغلُّوه:

 أستاذي الفاضل أحتاج إليك لإعطائي المشورة، وأتمنى الاهتمام برسائلي، أنا لي حلمي ولي طموحي..أنا لا أريد أن أرتبط بشخص ساذج يأتي لخطبتي لمجرد وجاهة، أو نسب أو لأني فرشت السجادة لأمه، أنا متمسكة جدًّا بحلمي، وأريد أن أعرف أولاً منْ أتزوج، وذلك غير متاح بالعائلة طبعًا.

تقدم لي الكثير بالطريقة التقليدية رفضت ورفضت ورفضت، ومازلت متمسكة بما أنا مقتنعة به.. وأنتظر الشخص الذي سيكون قدري.. الشخص المقتنعة بعقليته وأسلوبه وطموحه.. الشخص الذي يمتلك مواصفات الرجل الناضج والواعي والمثقف.. ناهيك عن الحب الذي سنعيشه معًا قبل الزواج.. قد أكون أطلت عليك كثيرًا بأحلامي، ولكن كنت أريد أن أوضح لك حجم حلمي وتمسكي فيه، وتأكد جيدًا أنه ليس حلم فتاة مراهقة..

حاليًا تقدم لخطبتي شخص لا يحمل غير ثانوي، من عائلة قد تكون مناسبة لي اجتماعيًّا، غير موظف يعني عايش بعز أبوه.

وأعيش حالة ضغط فظيعة ما بين التنازل عن حلمي، وما بين ضغوطات أهلي المستمرة، وكلامهم بأني بنت شايفة نفسي، وراح أعنس، وما راح يجيء أحد يتقدم لي.. وأني سأعيش عالة على إخواني.... كلام كثير كثير لما أسمعه يتعبني كثيرًا، ولا أقدر أتخيل نفسي أعيش هالحالة إللي يوصفوها أهلي لي أما أعنس.

أستاذي.. أنت شخص مثقف وواعٍ وأكبر مني علمًا وسنًّا.. أنا جد أحتاج إلى رأيك، أأتنازل وأعيش عيشة ما أتمناها وأوافق عشان بس ما أعنس.. أو أتمسك بحلمي، وأنتظر الصدفة إللي راح تجمعني بالشخص إللي أتمناه.

بس لأول مرة أحس بالخوف، وأحس أني ماني قادرة آخذ قراري.. بكون شاكرة ليك كثير وممنونة لو ما أهملت رسالتي ورديت عليها.. كل الشكر والتقدير لك، ولما تكتبه..

تقبل تحياتي....«ابنتك/ منى».

اسمعي يا «منى» الزواج ليس ثوبًا للتفصيل؛ قطعة قماش تذهب إلى الترزي ويأخذ المقاسات، وإلا كنَّا فصلنا جميعًا أزواجًا وزوجات على المقاس.. فالرجل كائن حي، وليس ثمة كائن حي كامل الأوصاف، لابد من عيب فيه شكلاً أو موضوعًا، ونحن في انتظار كامل الأوصاف

نضيّع سنوات عمرنا.. فمن الأفضل إذن أن نقبل بشخصٍ معقول الأوصاف، شكلاً وموضوعًا، وقد قلت كثيرًا إن الزواج به نسبة مئوية.. أي نقبل بنسبة منه فلنقل 70 بالمائة، أو حتى 60 بالمائة، حتى لا نضيّع سنوات عمرنا هدرًا.

ثم إنني أريد أن أعرف كم عمرك.. إذا كنتِ دون العشرين أو حولها، ففي إمكانك انتظار الرجل الذي تحلمين به، أما إذا كنتِ أكبر سنًّا، خاصة قرب الثلاثين، فاقبلي بالموجود، وما لا يدرك جلّه لا يترك كله ودعواتي.

 

أشياء أخرى:

 «المناقشة هي محاولة لتثبيت أخطاء الآخرين».