بحسب آخر التقارير فإنّ أسعار الذهب تجاوزت 1220 دولار
للأوقية، أو للأونصة الواحدة وهي أرقام تاريخية لم يرها الذهب من قبل فما أسباب
هذا الصعود؟ هل هو انعكاس تقليدي لضعف العملات العالمية وعلى رأسها الدولار؟ أو هو
زيادة في الطلب ونقص في المعروض كما هي الحال بالنسبة لأي سوق أخرى؟
في البداية نريد أن نعرّفك «سيدتي» على ما هي الأوقية أو الأونصة, وكيف يتم استخدامها في حسابات الذهب؟؟
يقول أحمد الخطيب، مستثمر وخبير اقتصادي في الأسواق المالية العربية:"
إنّ المتعارف عليه أنّ وزن الأوقية العالمي هو31.1 جرام, وذلك للذهب من العيار 24, وهو ما يعادل تقريباً 35.55 جرام للذهب من العيار 21.
وطريقة الحساب تكون كالتالي: 31.1جرام xعيار 24 /عيار 21 أو 18 وهكذا لنعلم أنّ كل جرام من الذهب تعادل قيمته الأونصة من العيار المطلوب.
< والذهب عيار 24 يساوي تقريباً 999.9 سهماً.
<أما الذهب عيار 21 فيساوي 875 سهماً.
< والذهب عيار 18 فهو يساوي 750 سهماً.
وتكون تكملة الألف من كل عيار هي نحاس سواء أحمر, أو أصفر, أو فضة حسب نوعية الذهب المطلوب. أي أنّ الذهب العيار 21 مثلاً فيه 875 جرام ذهب خالص و125 جرام نحاس أو فضة فيما يكون الذهب من عيار 18 يحتوي على 750غرام ذهباً, و 250 جرام نحاساً أو فضة، وهذا هو سبب اختلاف أسعار الذهب حسب عياره".
أسباب ارتفاع الذهب
يقول أحمد: «إنّ أسعار الذهب مرتفعة بشكل كبير وغير مسبوق والسبب في ذلك يرجع إلى الضعف الشديد بأسعار الدولار, وهو العملة العالمية المتداول بها في كل أنحاء العالم، ومؤخراً فإننا لا حظنا ارتفاعاً كبيراً في أسعار الذهب نتج عن البيانات الأمريكية السيئة التي كان من شأنها أن تهوي بأسعار الدولار وتلقي عليه مزيداً من الضعف. وبما أننا لا نزال نعيش حتى هذه اللحظة تحت تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية والتي كان من شأنها أنها أضعفت الدولار بشكل قوي جداً فبالتالي من الطبيعي أن نلاحظ ارتفاعات كبيرة بأسعار الذهب والتي تنم عن مشاكل لاتزال موجودة ويعاني منها الاقتصاد العالمي بشكل عام, والأمريكي على وجه الخصوص".
رؤيا مستقبلية للذهب:
يكمل الخطيب حديثه حول هذا الموضوع قائلاً "إنّ الآراء حول الذهب في الفترات القريبة القادمة مختلفة، فالرأي الأول يعتقد أنّ الذهب لابد أن تدخل أسعاره في مراحل تصحيح بحيث تهبط هذه الأسعار لمستويات تقترب من الثماني مئة دولار، أما الرأي الآخر فهو يظن أنّ الأسعار سوف تستمر بالصعود لتلامس مستويات 1500 دولار للأونصة وهذا يعني أنّ الطلب على الذهب في المراحل القامة سيكون قوياً ومتزايداً, وهو من ناحية ثانية ترجمة للمزيد من الضعف للدولار وبالتالي للمزيد من الضعف في الاقتصاد واستمرار لآثار الأزمة المالية العالمية".