خبر بيع «أثاث الملكة إليزابيث»، الذي كان موجوداً في فندق «كريسنت هوتيل»، يشعل مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن. لاسيما بعد أن قيل إن القطع وجدت معروضة للبيع بثمن بخس في حراج التواهي في عدن علنياً، ودون مبالاة من البائعين الغافلين عن القيمة الحقيقية لهذه القطع الأثرية، التي تمثل إرثاً تاريخياً يعكس البعد الحضاري لليمن، لاسيما أنها كانت في حقبة زمنية شاهدة على الوجود البريطاني والتي دوّنها التاريخ. وناشد الناشطون الجهات المعنية بسرعة استرجاع القطع ومحاسبة من قام بسرقتها وبيعها، خصوصاً أنها ملك للدولة وتساوي ملايين الدولارات.
وعلى الرغم من أنه لم تكن هناك معلومات تؤكد أو تنفي أن قطع الأثاث هذه تعود لملكة بريطانيا، فإنه من المؤكد أنها زارت اليمن قبل 61 عاماً.
ويعد فندق «كريسنت هوتيل»، بمنطقة التواهي في عدن، تحفة فنية معمارية، وقد بنى هذا الفندق الفخم التاجر الشيخ عبدالكريم بازرعة عام 1928 وكان مقر أعماله، وعام 1954 نزلت فيه ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث عند زيارتها لعدن ونزلت في الجناح الملكي، ويقال إنها تركت بعض مقتنياتها للذكرى.
وتم بيع الفندق إلى شركة توني بس، وكانت تعقد فيه أكبر الصفقات التجارية والسياسية في الشرق الأوسط. كما كان يرتاده المثقفون والشعراء من أبناء عدن، إضافة إلى كثير من رجال المخابرات البريطانية، والطبقة المثقفة من ضباط قوة بوليس عدن.
وقد لعب فندق كريسنت هوتيل دوراً مهماً في عالم السياسة والمخابرات، وكانت تقام فيه الحفلات الأسطورية لضباط الإمبراطورية البريطانية، وتم الحصول على كثير من العقود الإنشائية الضخمة في القواعد البريطانية في عدن.
يذكر أن اليمن كان أول بلد عربي زارته ملكة بريطانيا بعد وراثتها للعرش، واقتصرت رحلتها إليه في 27 أبريل 1954 على «ولاية عدن»، ضمن جولة قامت بها إلى دول الكومنولث مع زوجها الأمير فيليب على متن يختها الملكي «سوربرايز»، واستمرت 6 أشهر.