كوباني مدينة كردية تاريخية عريقة تقع على الحدود السورية التركية، على الجانب الشرقي الشمالي لنهر الفرات، ويبلغ إجمالي عدد السكان الذين يقطنون مدينة كوباني ونواحيها نحو (460 ) ألف نسمة، منهم ( 75 ) ألف متمركزون في المدينة.
البلدة الآمنة
واكتسبت مدينة كوباني اسمها حين أطلقه عليها الألمان وتعني الشركة (company) نظراً لوجود عمال سكة الحديد في تلك المنطقة، وكانت تسمى (سهل السروج)، وقد نما مركز مدينة كوباني وتطور بمجئ مشروع قطار الشرق السريع عام 1911م، وهو خط حديدي يمتد من برلين إلى بغداد وعلى إثره تطورت كثير من المدن الكردستانية، ومنها مدينة كوباني، التي كانت بلدة صغيرة آمنة تتنوع فيها مظاهر النشاطات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وفيها كافة مراكز الخدمات، بل كانت من أقدم المدن الصغيرة في المنطقة، واشتهرت بزراعة القمح والشعير والقطن والفستق الحلبي والجوز واللوز، كما اشتهرت بزراعة الكمون.
مصير مأساوي
إلا أن البلدة الآمنة شهدت خلال عامي 2014 و2015 أحداثاً مأساوية وكوارث إنسانية يندى لها الجبين، إثر الحرب العنيفة التي دارت، ومازالت، على الأراضي السورية، وماخلفته من قتل ودمار، فكانا عامين مأساويين في تاريخ المدينة ومنطقتها الإدارية وسكانها وخاصة للأطفال، إذ فر نحو 400.000 كردي عبر الحدود إلى تركيا نساءً وأطفالاً وشيوخاً، وبعد هدوء الأوضاع، عاد الكثير من السكان إلى بلدتهم ليجدوها كتلة من الخراب والدمار والجثث المتناثرة أشلاء، فعاد سكان البلدة إلى التفكير بالهجرة واللجوء، ليهربوا مجدداً من الدمار والخراب، ويلاقوا مصيراً أشد سواداً، وذلك حين قررت مجموعة من العائلات ركوب البحر للهروب من نيران وجحيم الحرب الدائرة في بلدتهم بحثاًعن الأمن والأمان، فتوجهوا إلى تركيا ومنها إلى جزيرة كوس اليونانية، إلا أنهم لم يكملوا الرحلة، إذ غرق بهم القارب وقذفت بهم الأمواج إلى أحد الشواطئ التركية، وهزت صورة الطفل الغارق إيلان كردي وجدان العالم، فسادت حالة من الحزن والاكتئاب على ما وصلت إليه الحال.
هذه هي كوباني التي هرب منها الطفل السوري الغريق
- أخبار
- سيدتي - نت
- 03 سبتمبر 2015