أين حسن النوايا؟

أين حسن النوايا؟

 

سيدتي أنا فتاة في التاسعة والعشرين، أتمنى أن تخرجيني من حالة الحيرة والقلق، لقد أكملت دراستي الجامعية رغم توقفي عنها لمدة عامين بسبب الظروف، أثناء الدراسة تعرفت على شاب يكبرني بعامين وتبادلنا الإعجاب، وأكد لي أنه لا يريد بي سوءًا، وأنه يرغب بالزواج بعد أن ننهي دراستنا، ولم نتجاوز الحدود معًا، وحتى في الجامعة كانت أحاديثنا ملتزمة، وحين تخرج قبلي طلب أن يتقدم لخطبتي في نهاية العام الماضي، وأمهلته برهة إلى أن أتخرج أنا أيضًا، وترشح لبعثة دراسية للحصول على درجة عليا. ثم تدخل القدر حين اطلع على بعض مراسلاتي، وأدرك أنني كنت أعرف شابًا قبل أن أتعرف عليه بعدة سنوات، وبما أنني لم أفعل ما يشين، وكنت نسيت الأمر تمامًا، ناقشته في الموضوع، وأقنعته بأنه أمر لا يستحق أن نتوقف عنده، غير أنه لم يستطع أن ينسى الأمر، فأنهيت علاقتي به، ولكن بعد عدة أسابيع حاول الاتصال بي والاعتذار بأنه أخطأ في حقي، وحين شعرت بأنه ندم فعلاً عدت إليه، لأنني أحبه وأشعر أن بيننا تفاهمًا قويًّا، وطلبت منه أن نتوقف عن الاتصال إلى أن يخطبني رسميًّا.

ولم يتحقق له الوعد بالبعثة الدراسية، فرجاني أن ننتظر حتى تتحسن ظروفه المادية، ثم بدأ مشوار الدراسات العليا على نفقته الخاصة، وقال إن والده سيتكفل بمصاريف زواجنا ولكن بعد فترة، لأن أحواله المالية لا تسمح في الوقت الحالي، وأكد لي أنه لا يريد أن يتزوج ويضع على كتفي عبء المساعدة في النفقات، وطلب مني ألا أوافق على أي خاطب يتقدم لي في الوقت الحالي.

المشكلة هي أنني الآن في التاسعة والعشرين، ورغم أنه يكبرني بعامين قد يعترض أهله على سني، وأنا الآن حائرة، لا أريد أن أظلمه، ولا أريد أن أظلم نفسي، أريد أن أرتاح، وأخاف أن يأتيني خاطب مناسب فأرفضه ثم أندم، مازلت أحب الشاب الذي ذكرته لكِ، ولكن العمر يمضي، وأنا لا أريد أن أظل بلا زوج وبلا أسرة.. ماذا أفعل؟ أنا دائمة الصلاة والدعاء والاستخارة.

الحائرة رشيدة

 

 

 

عزيزتي أقدر قلقك، وأندهش من موقف هذا الشاب الذي يعلم بظروفك، ويعلم أن الظروف الاجتماعية لا تسمح بتأجيل الزواج إلى ما لا نهاية إن لم يكن هناك عائق، الذي يحب لا يرضى لمن يحبه بتحمل هذا القدر من القلق، وأتمنى أن توظفي عقلك، بحيث لا تختلط عليك الأمور، فلقد ذكرت موضوع العلاقة السابقة وكأن له صلة بموضوع التسويف والتأجيل الذي اعتمده الشاب المذكور كسبب يجبرك على قبول كل ما يقترحه، ما فات قد فات، ولقد وصلتما إلى تفاهم بأن الأمر لا يستحق إنهاء الصلة بينكما.

نحن نتكلم في الحاضر والمستقبل، أقل ما يلزمه به الواقع هو إبداء حسن النوايا نحوك، على الأقل عليه أن يتقدم لأهلك لإعلان النوايا، ولشرح ظروفه وظروف والده كسبب لتأجيل الزواج، في تلك الحالة يكون دورك أنت هو مصارحة أهلك بأنك تريدينه زوجًا، لأنك مطمئنة له مهما كانت ظروفه المادية، ولكن تعويم الموقف كنوع من اختبار ولائك له وللعلاقة هو قسوة لا تليق، وإن لم يرق له أن يتقدم لخطبتك، فكوني حاسمة مع نفسك حتى لا يضيع عمرك في الانتظار.

هناك أنواع عديدة من الموت، ومنها الموت المعنوي، أنت متعلمة ولا ينقصك شيء، ولذلك يجب أن يكون هناك تكافؤ في الحقوق والواجبات في العلاقة، لا يصح أن تكون كل الكروت في يد الرجل، وأن يكون الانتظار والقلق هما نصيب المرأة.

 

 

الحب السيبروني

سيدتي أنا فتاة عربية في الثامنة عشرة، تعرفت على شاب من الإنترنت، وتكلمنا لمدة شهرين وأحببته كثيرًا، لأنه كان مؤدبًا بالكلام، المشكلة هي أنه يغار بشدة، ولا يريدني أن أكلم أي شاب آخر، أو حتى أي رجل تجاوز الستين، أتمنى أن تنصحيني؛ هل هذا الحب خطأ ؟ فبرغم غيرته الشديدة ينصحني دائمًا بالاهتمام بدراستي، حتى أتفوق في الثانوية العامة.. فما رأيك؟

ابنتك  نورا

 

عزيزتي كل العلاقات التي تبدأ على النِت تفتح أبوابًا للشك في قلوب الشبان، لأن البنت التي تدخل غرف الدردشة وترتبط بعلاقات، تعترف ضمنيًّا بأنها لا تحترم الأصول، وأنها تعبث في السر بدون علم الأهل، ومهما أخلصت لشاب تعرفت عليه بهذه الصورة، وحتى لو كانت تلك العلاقة هي الأولى في حياتها، تظل في نظر الشاب موضع شك.

من ناحية أخرى أنتِ في الثامنة عشرة، ويجب ألا تكوني مثقلة بهموم كتلك، والتزام نحو شخص لا تعرفين عنه سوى أسلوبه في الدردشة، كما أن غيرته تلك تكشف ميلاً للسيطرة والامتلاك، لا تعتبري اهتمامه بك حبًّا، ولا تقبلي بأي تصرفات لا تشعرك بالارتياح، الأفضل هو أن تضعي نهاية للموقف، وأن تحرصي على عدم التورط في تلك المواقف، لا يمكن أن تجزمي بأن ما يقوله لك عن نفسه هو الحقيقة، قد يكون أكبر منك كثيرًا ويتظاهر بأنه في مثل عمرك، قد يكون زوجًا وأبًا وأنت لا تعرفين،

أفيقي قبل فوات الأوان، ولا تلعبي بالنار.

 

أريد طفلاً

سيدتي أنا سيدة في الثالثة والعشرين، أنهيت دراستي وتزوجت مباشرة زواجًا تقليديًّا، زوجي يحبني وأنا أحبه كما لو أننا تحاببنا قبل الزواج، لقد مرّ على زواجنا عام ونصف، وحتى الآن لم أحمل.

زوجي متفهم، ولكنني أحيانًا أشعر بأنه حزين لأني لم أحمل، ويحاول ألا يظهر مشاعره، أنا أعلم أنه يحب الأطفال كثيرًا، وكلما رأى طفلاً نظر إليه نظرات تقطع القلب.

لقد أصبحت أتحاشى لقاء والدة زوجي حتى لا تسألني عن موضوع الحمل، والحقيقة هي أنها طيبة معي وتعاملني كابنتها، حتى إن زوجي طلب منها ألا تسألني عن الحمل احترامًا لشعوري.

في الوقت الحالي تتملكني الوساوس بأن أفعل أي شيء لكي يقع الحمل، لقد تأثرت علاقتي مع زوجي، لأنني لا أمارس العلاقة الزوجية معه إلا من أجل الحمل، رغم علمي بأن الحالة النفسية تؤثر في فرصة الحمل، أحاول أن أشغل نفسي بأشياء أخرى، كما أنني أعمل وأحب زوجي كما قلت.

لقد راجعت الطبيبة، وقالت لي إنني أعاني من ضعف في عملية الإباضة، ووصفت لي دواء حسن الأوضاع، ورغم ذلك لم يحدث الحمل، وزوجي بصحة جيدة، نفكر باللجوء إلى التلقيح الاصطناعي؛ لأنه يضاعف فرص الحمل، ولكنني أقوم بالتأجيل لعل الله يرزقني بطفل بشكل طبيعي، أرجو ألا تهملي رسالتي.

القلقة مرام

 

عزيزتي لا تتعجلي رزقك، إن الله يرزق من يشاء متى يشاء، ولأسباب لا نعلمها نحن، في سن الثالثة والعشرين تسمحين باليأس أن يتسرب إلى حياتك، رغم أنك في مقتبل العمر وزوجك بكامل صحته، فهل هذا معقول؟ ألا تعلمين أن لكل شيء عند الله موعدًا، لا أنصحك بحقن نفسك بهرمونات الخصوبة، ولا بإنفاق مالك على عملية التلقيح الصناعي، فكلا الإجراءين لهما مضاعفات مادية ونفسية، وأقلها الحمل في توائم قد لا يولدون أصحاء.

ما قلته عن إعراضك عن العلاقة الزوجية إلا كوسيلة للحمل هو نكران للنعمة التي أنعم الله بها عليك، وهي الزوج المحب والاستقرار الزوجي، عيشي حياتك يومًا بيوم حتى لا تفقدي المعنى والبهجة، اطلبي من طبيبتك إجراء فحص لزوجك، للتأكد من أن حيواناته المنوية قوية ونشطة؛ لأن تأخير الحمل لا يتعلق بالزوجة فقط.

خافي من الله قدر خوفك من حماتك ومن كلام الناس، الدعاء والإيمان سلاحك فلا تتخلي عن سلاحك.

 

لا تقعي في هذا الفخ

 

سيدتي أنا فتاة موريتانية في الثالثة والعشرين، ملتزمة بالزي الإسلامي، جامعية، ومن أسرة طيبة.

منذ ثماني سنوات تقدم لخطبتي أحد أقارب والدتي، كان يكبرني بعشر سنوات، واكتشفت أنه شاب طائش، كل همه النساء والتدخين، لا يحمل مؤهلاً دراسيًّا، ولا يمكنه تحمل أعباء الزواج، وكانت ذريعة والدتي في قبوله زوجًا لي هي أنها لا تستطيع الرفض لأنه قريبها.

وافقت على الخطبة لصغر سني آنذاك وقلة وعيي بالأمور، ولكن سرعان ما اكتشفت عيوب الخاطب، وكنت أطرده من بيتنا كلما سنحت لي الفرصة، وبعد جهد شديد وافق والداي على فسخ الخطبة، وظل الشاب يتصل بي ويرجوني ولكني رفضت، بعدها تزوج وفشل زواجه للأسباب التي ذكرتها لكِ، وأكملت دراستي، وبلغت الثالثة والعشرين، ولم أخطب ولم أتزوج، الآن أشعر بالقلق خصوصًا وقد عاد الشاب نفسه لملاحقتي وإلحاحه بأن أقبله، زاعمًا بأنه يحبني.

لا أدري ما هو الصواب؟ هل أقبل به رغم أنه لم يتغير؟ أم أنتظر فرصة قد لا تأتي؟

أ ر ج

 

 

عزيزتي هل تتصورين أن ملاحقته لك وإلحاحه عليك بالقبول هي دلائل على حب أو أثرة؟! أتصور أنها دلائل على شخصية سيكوباتية تميل إلى الهوس.

الثالثة والعشرون ليست نهاية المطاف، ثم إنه لا يجوز أن تقبلي بزوج به كل تلك العيوب؛ لأنك خائفة من ألا يأتيك غيره، ما فائدة الزواج إن لم يكن الزوج كفؤًا لك وقادرًا على حمايتك والإنفاق عليك عند اللزوم؟ نصيحتي هي أن تقفلي هذا الباب تمامًا، وأن تثري نفسك بالعلم والصبر، حتى يأتيك من يستحقك ويريدك زوجة، لقد أخطأ والداك منذ البداية حين وافقا على خطبتك لذلك الشاب، وأنت في الخامسة عشرة، أي في مرحلة عمرية لا تؤهلك للاختيار السليم.

 

ردود

عبد الستار شاكر

بما أنني لا أعرف إلى أي مجتمع تنتمي، لا يمكنني تقديم نصيحة تفيدك، طلب النصيحة ينطوي على ثقة، وأقل علامات الثقة هي مصارحتي بالتفاصيل.

سبيكة. آ

انتزاع الحقوق بهذا الأسلوب لن يفيدك، لا تنسي أن المجتمع يمنحه تفويضًا بما يهددك به.