ما فات فات، وما سيكون سيكون، فلماذا لا نفرح بوجودنا معًا، قبل أن سيكون ما سيكون فات؟
< < <
أنت إطراقة طويلة للزمن، ظل يفكر ويطرق، ثم رفع رأسه فأطلت عيناك، جعلتاني أسامح الزمن على ما فعل.
< < <
من الذي رسم الشمس على بلاط الحمام المبتل؟ لمن تلك اليد التي فتحت باب الثلاجة فأطلت الشمس، من التي إذا ردت خصلتها الشاردة أشرقت الشمس، وإذا اصطبحت فلم أجدها إلى جواري لا تشرق شمس.
< < <
أنا الذي لا أريد إلا أن أعشق، حتى إذا عشقت ممحاة رمادية، فكيف بفرشاة رسم تلون الأرض والسماء وثوبي وفراشي، ووجهي وكفي ببهجة الوجود، بصورة وجهها؟
< < <
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلقكِ من ضلع أعوج، وسواكِ على قد واعتدال، وصوركِ فأحسن تصويرك، ثم رماك على طريقي حجرًا، فتعثرت فيك فوقفت، وتمزق سروالي عند الركبة، وعدت إلى بيتنا أعرج وأنا أحملك في جيبي، وكل دقيقة أضع يدي لأتأكد من وجودك.
< < <
صوتك فيه من العصفور واليمامة، ومن القطة والكروان، من هفهفة النسيم وكركرة الغدير وضحكة الطفل البريء، وحفيف الأشجار وطقطقات حطب النار، صوتك تلخيص لجميع لذات الأذن، فإن لم تقولي كلمة طيبة يتزلزل التوازن البيئي لصالح الشر والقبح والثعبان والغراب، وأجد نفسي في صحراء ثلجية.
< < <
عيناك فرصتان سانحتان، إن لم أستغلهما ضاع أملي الوحيد في أن أرى، شفتاك كلمة إن قيلت انفتح لي باب السر، وانبسطت كنوز المغارة، فقولي لي: ما اسمك؟
< < <
أهديك وردة إن قبلتها، واحتضنتها يدك، أكسبتها شرعية حسنها، أهديك قلمي -مؤقتًا- حتى إذا استراح في يمينك، عاد لكفي مشحونًا بكهرباء كونية تكفي لكي أصفك.
< < <
أنتِ الشيء الذي يوقظني في منتصف الليل سعيدًا دون أن أرى أحلامًا وردية؛ الحلم الذي يعطي الواقع قوته دون أن تلمسه دناءة الأشياء؛ أنت الواقع الذي لا يحتاج إلى ثبات، ولا يضيره ألا يسير على الأرض، أنتِ المستحيل الذي تحقق ولا يبدو مستحيلاً، بل حقيقية بديهية أبدية؛ أنتِ الاستثناء الذي إذا تحقق صار هو القاعدة الوحيدة، وكل ما عداه فروض مضحكة.
< < <
ما فات قد لا يكون فات، وما سيجيء لم يجئ بعد، وربما لن يجيء.. فلماذا نشغل أنفسنا بنظريات العلم وتأملات الفلسفة، بينما لو أغمضنا عيننا لحظتين نلتقي.. ولو كنتِ عشتِ من ألف عام.