4 أيّام لندنية غير عاديّة بدعوة من «ماندرين أورينتال»:

هل تكفي أربعة أيام لتكون زيارة مشبعة إلى لندن، إحدى عواصم العالم المشعة بالجمال والأناقـة وأحــدث منتجعات الصحة والرشاقة؟ يبدو ذلك ممكناً مع برنامج رحلة خاصّة أعدّها فندق Mandarin oriental-Hyde Park.

ويقول المشرفون على هذه الرحلة «إن الفندق الشهير يعدّ برامج رحلات مماثلة في مواسم الربيع والصيف، حيث يمكن قضاء أجمل الأوقات، ترضي الأذواق المختلفة... وإليكم التفاصيل:

اليوم الأول

من مطار هيثرو، يجد المشترك في مثل هذه الرحلات مجموعة من المضيفين يحملون لائحة باسمه وينتظرونه عند مدخل صالة الانتظار، بعد خروجه من مراقبة الجمارك وتسلّم الأمتعة. هنا، ستكون سيّارة فخمة ربما «ليموزين» في انتظاره لنقله إلى الفندق التاريخي الشهير الذي يعتبر اليوم واحداً من أهم معالم لندن، وهو فندق «ماندرين أورينتال هايد بارك» الذي يقع في أشهر مناطق العاصمة البريطانية، وهي منطقة «نايت بريدج». وفي خلال أربعين دقيقة نقضيها بين شوارع مختلفة من ضواحي لندن، نحطّ الرحال أخيراً أمام مبنى مميّز بطرازه المعماري الذي يؤرّخ لقرن مضى، وقد حافظ على نكهة خاصة تجمع بين التاريخ والعصر الحالي.

منذ لحظة الوصول إلى قاعة الاستقبال في الفندق، نطلّ على حركة وحيوية لافتتين، وكلّها تسير بنظام إنكليزي دقيق وسريع لكنّه غير صاخب! موظفات الاستقبال ينقلن البيانات بسرعة، واختيار الغرفة مرهون بذوق الزوار، فإن كنتم تفضلون الإطلالة على حدائق «هايد بارك» التي تمتدّ بجمال أخاذ من الجهة الخلفيّة للفندق، فهناك 198 غرفة، بين جناح وغرفة مزدوجة أو فردية، وكلّها تتمتع بالطراز الإنكليزي العائد الى القرن التاسع عشر، فيما نعيش العصر عبر تقنيات الاتصال الأحدث من تلفزيون وهاتف دولي وإنترنت وغيرها.أما ألوان الأثاث فهي مميزة ببهجة خاصّة مشرقة ومريحة تنقل لنا جواً ربيعياً مورداً يشعرنا بالنشاط، مهما كان الطقس الخارجي باردا ًأو ضبابياً. وإلى أن نصل إلى الغرف، نمرّ بممرّات وباحات رحبة يمكنها أن تتحوّل إلى صالونات خاصّة نستقبل فيها ضيوفنا أثناء إقامتنا في الفندق.

 

تمرينات و«سبا» قبل الطعام

بعد أن اختار بعضنا غرفاً تطل على شارع «نايت بريدج» الذي يعج بالحركة والمتاجر الضخمة، فيما فضّل آخرون غرفاً مطلة على حدائق «هايد بارك الملكية»، كانت الفقرة التالية من البرنامج تنتظرنا في منتجعات الصحة والرشاقة و«السبا» الملحقة بالفندق. وعندما هبطنا إلى الطابق تحت الأرضي، وجدنا أنفسنا في مدينة فسيحة من البياض مشبعة بروائح النباتات العطرية تضمّ عدة مسابح، وخصّص فندق «ماندرين أورينتال هايد بارك» منتجعاً خاصاً بألوان مريحة من أنسجة عضوية ليوفّر ملاذاً من الراحة والطمأنينة. وقد تجولنا في البداية بين 8 غرف توفّر علاجات مختلفة للجسم، ومن بينها: غرفة الحرّ والماء وغرفة «سيناريوم» و«أمشيت كريستال» البخارية. وبين حمّامات السباحة و«السبا»، أمضى كلّ فرد من فريقنا وقتاً يلائمه، يحظى بتدليك واسترخاء، وستكون هذه الفترة مقدّمة تمدّنا بالنشاط قبل أن نذهب إلى قاعة الشاي في الفندق الفخم لتناول «سناك» خفيف على الطريقة الإنكليزية!

في هذا الوقت من النهار الذي يسبق موعد العشاء، يمكن لبرنامج زيارتكم اللندنية أن يتضمّن جلسةً لطيفةً أو مسليةً في «مقهى ماندرين» والقاعة الملحقة به لتناول مشروبات مختلفة مع موالح أو حلويات ومعجنات. كما يمكن أن ترافق أطباق منوّعة من البسكويت والساندويشات قدح الشاي. وعندما سألنا المشرفات على الرحلة عن إمكانية توافر الطعام الحلال، علمنا أن الفندق استقدم طهاة خاصين لتقديم وجبات شهية تعتمد الطريقة الشرعية في اختيار اللحم الحلال وطهوه بما يناسب الزوّار من المسلمين. وهكذا، تمكّنا من التنعّم بالتهام» ما لذّ وطاب من «سناك» قبل أن يحين الوقت للتوجه، إلى مطعم «فولياج» الذي يقدم مختارات من المطاعم الأوروبية العالمية، بالإضافة إلى بعض المأكولات الحلال عند الطلب. أمّا مطعم «ذي بارك» فهو يفتح أبواب «ترّاسه» الفسيح الذي يطلّ على حدائق «هايد بارك»، كما يتضمّن قاعات زجاجية تطلّ على الحديقة لاستقبال نزلاء الفندق وزوّار لندن للعشاء أو الفطور.

وقريباً من المطاعم، توجد قاعة الألعاب الرياضية التي تستهوي الشباب، وهي مجهّزة بأحدث الآلات، بينما يقدّم مكتب خدمات الفندق كل الخدمات المطلوبة من استئجار سيارة أو برنامج يوم تجوّل سياحي أو إرسال باقة ورد وغيرها من الخدمات الخاصّة والعامّة والتي تتوجه أيضاً للعائلات وأطفالهم من صغار وكبار.

 

اليوم الثاني

في الصباح، ما أن تقترب الساعة من التاسعة صباحاً، يكون بإمكاننا الجلوس في قاعة مطعم «ذي بارك» لنطلّ على أجمل منظر يتكرّر يومياً، وهو استعراض فرسان الحرس بخيولهم وبزّاتهم الحمراء، ومن خلفهم الحديقة حيث يتجمّع المتنزهون ليتفرجوا بدورهم على هذا الاستعراض الذي يملأ الشارع العريض الذي يفصل بين الفندق و«هايد بارك».

أمّا في الحادية عشرة فبرنامج الزيارة يخصّص لنا جولة في متاجر «نايت بريدج». وفي متجر «هارودز» الشهير، سيحظى المشاركون في مثل هذه الرحلات الخاصّة المحدّدة ببطاقة اشتراك في متجر «هارودز»، وقسيمة بخمسين جنيهاً، وهي هدية قيل لنا إنها متوافرة لكلّ من يشترك في رحلات خاصّة يعدّها الفندق لنزلائه. وفي متجر «هارودز» أيضاً، يمكنكم قضاء نصف يوم أو أكثر بين طوابقه السبعة التي تزدحم بالاختيارات المبهرة والزوار، فيما يمكننا الاستراحة في قاعة الطعام أو المخبز الطازج الذي يقدم البيتزا والمعجنات على صوت طاه إيطالي يغنّي على طريقة بافاروتي!

أما في الطابق السفلي، فيلتقي محبّو الأميرة الراحلة ديانا التي خصّص لها صاحب «هارودز» محمد الفايد ركناً يضمّ صورها مع ابنه الراحل حيث يعرض خاتم خطوبتهما وبعض مقتنياتهما الخاصّة في مكان خاص يتميز بنافورة وورود، وتلتقط أمامه الصور التذكارية.

 

اليوم الثالث

إذا كنتم من عشّاق التسوّق، فسيكون هذا يوم التسوّق بامتياز حيث يمكن التجوّل بين متاجر «نايت بريدج» التي يمكن الوصول إليها خلال دقائق من الفندق أو يمكن استخدام بطاقة المواصلات ليوم كامل للتوجه إلى شارع التسوق الرسمي «أوكسفورد ستريت» أو «هاي ستريت» في منطقة «كنزكتون» الراقية، كما يمكن زيارة قصر «كنزكتون» الشهير، وهو يضمّ الجناح الذي كانت تعيش فيه الأميرة الراحلة ديانا. ومهما تكن اختياراتكم فسوف يكون هذا اليوم مميّزاً، كما أمضيناه نحن، حيث تجولنا في الجزء المخصّص للزوار من القصر، ثم انطلقنا إلى متاجر «هاي ستريت»، و«اصطدنا» مشتريات في موسم التنزيلات، أمّا في الساعة السادسة فكان موعدنا في نادي Aspinal الراقي، وهو ناد عالمي تؤمّه شخصيات معروفة ومشاهير، وفيه اطلعنا على الفخامة الإنكليزية العريقة وقاعات الألعاب المختلفة، فيما قدم لنا المقهى المميز بديكوراته الرصينة، مختلف أنواع الحلوى والشوكولاته الفاخرة.

 

اليوم الرابع

من فندق «ماندرين أورينتال» إلى قصر «هامبتون كورت» الذي يقع في أجمل ضواحي لندن وهي منطقة «ساري». وينهض هذا القصر الهائل محاطاً بحدائق تشبه الغابات والبساتين التي تمتدّ بين بحيرات وجسور في منظر طبيعي خلاّب! ويمكن قضاء يوم كامل في زيارة أقسام هذا القصر الذي ارتبط بتاريخ أشهر حكام بريطانيا العظمى، ومنهم الملك هنري الثامن والملكة ماري الأولى والأمير وليم الثالث والأميرة ماري وغيرهم...كما نتعرّف على الطراز المعماري، ونكتشف الحياة السريّة للقصور من خلال الصور والمقتنيات، وكذلك مطابخ تيودور والحدائق بما تحويه من نباتات وأشجار ومتاهات طبيعية خلابة.

ومع التذكارات التي يمكن حملها من قصر «هامبتون كورت» ومتاجر لندن والسوق الحرة، تنتهي الزيارة الخاصّة وهي زيارة نموذجية لمدينة لا يختلف أحد أنها من أجمل عواصم العالم ومن أغناها ثراءً سياحياً وثقافياً وتسوّقاً.