الماضي يعذبني!
عمري 29 سنة، ارتكبت خطأ قبل ثماني سنوات، وكلما رأيت شخصين يتهامسان أشعر أنهما يتكلمان عني، وكأن الناس كلهم يعرفون أمري، مرات أكره حياتي كلها، وأحس بالدونية، ولا أثق بنفسي، فماذا أفعل كي أهرب من عذاب الماضي؟
ندى
أختي السائلة الكل يرتكب حماقات، وندمتِ على خطئك والله أرحم الراحمين، ويفرح بتوبة عبده، والتوبة تجب ما قبلها، أما كآبتك ومشاعر اليأس التي تحيط بك فنتيجة لأفكارك الخاطئة، والمبالغ فيها تجاه ما وقع منكِ، ولحساسية ضميرك فإنّ تذكرك اقتراف هذا الخطأ واستمرار تأنيب نفسك نوع من جلد الذات، وهو لا يجدي، بل تسوء معه حالتك، وستبقين أسيرة لأفكارك الخاطئة حتى تخضعي لجلسات مع مختصة نفسية، بحيث تقتنعي تمامًا أن هناك فرقًا بين ما حدث لك(الخطأ الذي فعلت)، وبين طريقة تفكيرك تجاهه.
أضربه وأبكي!
ابني عمره ثلاث سنوات، عندما يغضب يضرب ويشتم، ولا يحترم أي شخص، فأضربه بشدة لكن من دون فائدة وأندم على ذلك، وأظل أبكي لأني لا أتمالك نفسي وأتعامل معه بعصبية، فكيف أعدل من سلوكه من دون أن أضربه؟
نورة
أختي السائلة يجب أن توقفي تعاملك معه بالضرب، مهما صدر منه من سلوك سلبي؛ لأنه مازال طفلاً لا يدرك الصواب من الخطأ، وطفلك هو من تعلم منكِ العصبية والعدوانية، لكن بإمكانك معاقبته بالتأنيب البسيط لفظًا، وحرمانه من الأشياء الإيجابية التي يحبها، فالحرمان يعد نوعًا من العقاب غير المؤذي في حدود السلوك السلبي الذي يصدر منه، وعليك منحه الثقة في الاعتماد على نفسه، واشغليه في أداء نشاطات تتناسب مع عمره، وبثي فيه الثقة، وأنك تتوقعين أنه يمكنه فعلها، وشجعيه على الإنجاز الإيجابي بمكافأة رمزية، وبذلك تتغير طبيعة علاقته بك، ويستجيب أكثر لملاحظاتك.