رغم الفرحة التي غمرت الطلاب والطالبات السعوديين الدارسين على حسابهم الخاص بمكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القاضية بإلحاقهم ببرنامج الابتعاث الخارجي، إلا أن عدم إعلان وزارة التعليم عن تفاصيل شروط الالتحاق جعل الكثيرين منهم يعيشون في حالة بين القلق والتفاؤل، وذلك في ظل نفي الملحقية معرفتها بتلك الشروط أو الإجابة على أي تساؤلات بهذا الخصوص.
"سيِّدتي نت" يلتقي بعدد من الطالبات الدارسات على حسابهن الخاص في الولايات المتحدة الأمريكية، ويسلط الضوء على جانب من معانتهن من خلال السطور التالية:
بداية تشير فاطمة سلاط التي تستعد للانتهاء من آخر فصل دراسي للغة والحصول على دبلوم لغة إنجليزية من "Wilkes University"
إلى أنها تقدمت بعدة طلبات للالتحاق بالبعثة، وتم الرفض لأسباب واهية، منها: تغيير اسم التخصص في القبول الأكاديمي إلى نفس الاسم الموجود بموقع الملحقية، وتواصلت مع المشرف، وبعد عدة محاولات تم التغيير، وبعدها أعدت طلب الالتحاق مرة أخرى، وظل قرابة الشهرين، ثم أحيل إلى إدارة الالتحاق والترقية، وبعدها بفترة وتحديداً في زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخيرة للولايات المتحدة تم تحويل طلبها ضمن طلبات عامة لدفع رسوم فصلين دراسيين، وبدون تأمين طبي رغم أن ظروفها الصحية تستدعي ذلك، ومع ذلك مازالت تكافح من أجل والدها الذي باع سيارته واستدان لتتمكن من لإكمال دراستها.
السنة الأخيرة
أما صباح العمري طالبة المستوى الخامس بتخصص العلاج الوظيفي فكان التحاقها بالبعثة قبل أربع سنوات وبطريقة سهلة ميسرة كونها زوجة مبتعث ومرافقة له، وهكذا تمكنت من تجاوز الشروط التي ترى أنها معقدة ويواجهها الراغبون والراغبات في الالتحاق بالبعثة من داخل السعودية.
وتمكنت بموجب ذلك من دراسة اللغة، ثم الالتحاق بالجامعة التي ينص نظامها على حصول الطالب على درجتي البكالوريوس والماجستير خلال خمس سنوات من الدراسة المتواصلة، مما سبب لها إشكالية؛ لأن ذلك يتعارض مع القرار الذي أصدرته وزارة التربية والتعليم مؤخراً، والذي يمنع الطالب من الاستمرار في البعثة بعد الانتهاء من دراسته ونيل الدرجة العلمية، كأن يحصل الطالب على درجة البكالوريوس، ثم يستمر في دراسة الماجستير والدكتوراه، ومن هنا كانت معاناتها مع وزارة التعليم والملحقية الثقافية في أمريكا في إيضاح نظام الجامعة التي تمنح درجتي البكالوريوس والماجستير معاً خلال خمس سنوات من الدراسة المتواصلة، ولا يمكن منحها درجة البكالوريوس فقط دون الماجستير، ورغم المحاولات المستميتة لإيضاح ذلك، إلا أنه لم يتم قبول ذلك بناء على قرار الترقية، مما اضطرها في نهاية الأمر وحتى لا تذهب سنوات دراستها الماضية سدى إلى إكمال السنة الأخيرة من الدراسة وعلى حسابها الخاص، وأضافت: "الآن مع الإعلان عن المكرمة الملكية تجدد الأمل والتفاؤل بالنسبة لي بمعاودة الالتحاق بالبعثة واستكمال السنة الأخيرة".
طلب مرفوض
من جانبها، واجهت أمل عبدالرازق النابود الرفض التام في القبول ببرنامج الابتعاث لسببين، وهما: العمر، والمعدل.
وعن ذلك تقول: "كانت اللغة الإنجليزية هي العائق الأول أمام قبولي في الوظائف التي تقدمت لها خلال أربع سنوات، مما دفعني للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعلى حسابي الخاص، وهناك التحقت بمعهد للغة لمدة 6 أشهر، وتقدمت بأكثر من 11 طلباً للالتحاق بالبعثة، وتم رفضها جميعاً، وكان من أهم أسباب ذلك عدم وجود محرم، وبعد فشل كل المحاولات كان لابد من العودة إلى السعودية، ومع ذلك لم أفقد الأمل خصوصاً بعد تواجد عمي برفقة ابنته كمحرم لها، وكذلك صدور الأمر الملكي بضم الدارسين على حسابهم لبرنامج الابتعاث، وهو ما يجعلني حالياً أحاول استكمال كافة الوثائق لمواصلة دراسة الماجستير في تخصص أمن المعلومات".