للمرة الأولى، عطر غيرلان" Guerlain Exclusive لا يحمل اسماً!

ما هي هذه القصّة إذاً؟
إمرأة شجاعة تدخل مباشرةً في صلب الموضوع، وتعرف ماذا تريد، وتحصل على ما تشاء. إنّها مباشرة وغير مستعدّة لتقديم الاعتذارات. توحي بالاحترام، لأنّ هذا هو تماماً ما ترغب به. تبحث على رفّ الحمام الخاصّ برفيقها، وتسرق عطره... فإن رفاهيّتها هي نزوتها. إنّها جريئة وينضح جمالها بالشجاعة. تكون متعتها واضحة، وفي بعض الأحيان جليّة (نعم، إنّها كذلك). ما هو عدد الأطراف في هذه العلاقة؟ هي ورفيقها وعطرها Exclusive.

للمرة الأولى، لا يحمل عطر "جيرلان" GUERLAIN EXCLUSIVE هذا اسماً!

ها هو في قارورته الفاخرة.
ما هذا؟ أجنحة يعسوب؟ ربطة عنق على شكل فراشة؟ فلنعد إلى هذا الوصف الأخير ومصادره الفوريّة. هذا هو تماماً ما نحبّه في عطر: حريّته بالطبع، لكن أيضاً كافة هذه الخيوط التي تعود بنا إلى عصرٍ آخر. تذكّرنا هذه القارورة مع هالتها البلاتينية المضيئة وطرفها الفضيّ الرقيق بشقيقة توأم: قارورة "كوك دور" Coque d’or. تذكّري: عام 1937 حين قام جاك جيرلان بتركيب هذا العطر تقديراً لسيرجيه دياجيليف، الناقد الفني ومؤسس فرقة الباليه الروسية Ballets Russes. فتتدفّق آلاف الصور. تستوحي القارورة بطلاقة من ربطات العنق الرجالية على شكل فراشة خلال الأمسيات الاحتفالية والربطات على شكل فراشة الخاصة براقصات الباليه. إسمه؟ إشارة إلى "كوك دور" Coque d’or، أوبيرا نيكولاي ريمسكي-كورساكوف من تصميم فرقة Ballets Russes في عام 1914. وشكّلت هذه الأوبيرا نجاحاً كبيراً يُعتبر إنجازاً في مسيرة دياجيليف المهنية.

خلسةٌ داخل مجموعة الثياب الرجالية. كلّ شيء يلاطفنا، حتى أكثر المداعبات نعومة مع لمسة من الخزامى. يغلّفنا ويعرّينا ضمن تشكيلته، ويغرينا ويقبلنا على الفم بلمسته الحلوة المرهفة بشكلٍ ملفت. إنّه الخزامى من نوع Carla lavender الذي يقطفه مزارعو "بوم دي زانج" Baume des Anges، وهي شركة فرنسية في منطقة دروم تصنّع مجموعة مذهلة من العطور النقيّة والطبيعيّة. ويتمّ اختيار أفضل الأغصان هناك للمطاعم الفاخرة بثلاث نجوم المتواجدة في جميع أنحاء العالم والتي تبحث عن أندر نبتات الخزامى في العالم مع طابع خفيف وفاخر وفاكهيّ.

سحر "جيرلان" GUERLAIN
لطالما تأمّل هذا الرجل المتأنّق الاستراتيجيات الفنيّة لأسلافه؛ هم الذين يُعتبرون حاملي السرّ بقلبهم، وساحري ما هو زائل، ومبتكري الأحلام. وقام حرفيّ السعادة هذا بإنجاز الخطوة السحريّة المتمثلة بتحويل رائحة إلى عطر، ممّا يشكّل إنجازاً فريداً من نوعه. وفي خضمّ هذا التصوّر المرهف، تنبّه كثيراً إلى عدم تضييع بعض التعاويذ المتمثلة بهذه اللحظات الشهيرة التي تُدعى "جيرليناد" “Guerlinade”. فجأةً، يولد عطرٌ وينطلق. ويجد جرأته وخطره وسعادته. ويقترن الخزامى اللذيذ لدرجة أكله (إيماءة ذكورية) مع نعومة خشب الصندل الثمين والرقيق الذي يتمتّع بتماسك ملفت. ثمّ تبرز درجة حلوة لتفاجئ براعم الذوق: مزيج لا يُقاوم من زبدة الكراميل المملّحة والكومارين والفانيلا. ويظهر الماندارين والزنبق، ليعود كلّ شيء ويهدأ. حتّى أنّنا نجد لحظة فارغة (المسك؟) تتّسم بالهدوء العميق. أنتِ بمفردك مع عطرك "إكسكلوزيف" Exclusive. وليس رجلكِ ببعيد، إذ سيجد امرأة منهمكة بالتفكير الجريء والحرّ في حين يحترق سرها بحرارة.