الرحلة من بيروت إلى الكويت على متن الخطوط الوطنية الكويتية استغرقت ساعتين ونصف الساعة، كانت هي الرحلة الأولى للفنانين وائل كفوري ويارا بعد حادثة الطائرة الإثيوبية المنكوبة التي سقطت في البحر في لبنان. «سيدتي» واكبت هذين الفنانين جواً من مطار بيروت إلى الكويت، ورصدت مشاعرهما العفوية حيث كانا يتصرّفان على سجيّتهما بعيداً عن أي تصنّع أو مجاملات. فاختبرنا معهما أجواء اللقاء بهما في «الجو» بعد أن اختبرناه سابقاً في البر.
كان وائل كفوري قد اعتاد في أسفاره على تناول قهوته في الصالون الخلفي للجناح الخاص ببيع السجائر في السوق الحرّة داخل المطار بدلاً من تناوله في الصالون الخاص بمسافري الدرجة الأولى، ليتوارى عن أعين الناس، ويجلس على راحته. كما ألِفَ العاملون في هذا الصالون ارتياده من قبل وائل كفوري، والذين باتوا على علاقة وطيدة به، فهم يمازحونه ويعملون على تأمين حاجاته. ولحظة تناوله القهوة تقدّمت «سيدتي» منه، ففوجئ وائل معلّقاً: «أووه «سيدتي» برفقتي!» مرحّباً بها وموجّهاً دعوة لها لمشاركته تناول القهوة. لم يمضِ على تناوله القهوة بضع دقائق، حتى دخلت الفنانة يارا برفقة والدتها رولا ومدير أعمالها طارق أبو جودة. ما إن رآهما وائل حتى قال مازحاً: "أنتما أيضاً هنا. هكذا اكتملت الرحلة".
ودار نقاش بين وائل ويارا حول أغنيته الجديدة «حالة حب»، وبدأ وائل كفوري يدندن لحنها. ثم تبادل المزاح مع طارق أبو جودة حول خلافهما السابق، فهما بالرغم من ذلك ما زالا صديقين. الأحاديث بينهما تراوحت بين المزاح والجدّ. وتخلّل حديثهما سؤال من طارق عن عودة وائل إلى شركة «روتانا»، فقال وائل: «ما زلت أدرس الموضوع، خاصة بند إدارة الأعمال». وذكر أنه عانى في الماضي من إدارة الأعمال في مكتب «استوديو الفن» (الذي كان يديره المخرج سيمون أسمر) ولا يريد أن يعاني مجدّداً.
الفنانة يارا كانت تستمع إليه وهي صامتة لا تتكلّم، إلى أن طرحت «سيدتي» على وائل سؤالاً عن حقيقة «الديو» الغنائي المفترض بينه وبين يارا. فتجنّب وائل الردّ على السؤال، محاولاً إدارة الحوار في اتجاه آخر. فعلّقت يارا حينها قائلة، بعدما تلمّست تجاهل وائل في الردّ على السؤال: «ربما وائل لا يريد إثارة غضب أحدهم، في حال غنّينا «ديو» سوياً». ولم تُشر يارا بما تقصده بكلامها «أحدهم»، لكن «سيدتي» استطاعت أن تتلمّس أن المقصود بأحدهم قد تكون الفنانة إليسا التي تربطها صداقة مع الفنان وائل كفوري الذي عاد مجدّداً وغيّر مجرى الحديث.
العودة إلى بيروت اختلفت أجواؤها عن يوم السفر إلى الكويت، حيث بدا الإرهاق واضحاً على كل من الفنانين يارا ووائل كفوري اللذين وصلا المطار قبل موعد الإقلاع بساعة واحدة.
بعد مرور نصف ساعة على إقلاع الطائرة، أرادت يارا أن تأخذ قسطاً من الراحة. فطلبت من طارق أبو جودة أن يبعد عنها كاميرا «سيدتي» في حال استسلمت للنوم. و»سيدتي» احترمت خصوصياتها.
في لحظات استسلام الفنانة يارا لنوم مريح، دارت بين «سيدتي» والفنان وائل كفوري دردشة عن رأيه في ألبوم الفنانة إليسا، حيث أعرب عن إعجابه بحسن اختيار إليسا لمواضيع غنائية جديدة قائلاً: «إليسا كانت خائفة من أغنية «عبالي» فشجّعتها على اختيارها، وكانت هذه الأغنية تصلح لتكون «ديو» يجمعني معها». ثم تكلّم عن طباع وأخلاق الفنانة إليسا قائلاً: «إليسا صديقة وفية. وصدقها وحرصها على الدقة في التصرفات يدفعانك للإلتزام معها، وإلا قد تسبّبين مشكلة لنفسك معها». ونفى وائل إشاعة خبر مشروع زواجهما في المستقبل، مشيراً إلى أنه مثل أي شاب لبناني يتمنّى الزواج بشابة تتمتّع بأخلاق مثل أخلاق إليسا، مؤكّداً أن علاقته بها مجرد صداقة وأنه يكنّ لها كل الإحترام. كلام الفنان وائل كفوري عن الفنانة إليسا بمثابة نفي قاطع لأي إشاعة عن زواجه بها.
قبل وصول الطائرة إلى مطار بيروت بنصف ساعة، تنبّه وائل كفوري إلى أنه لم يلتقط صورة إلى جانب الفنانة يارا، فتقدّم منها وكانت قد استيقظت. فاقترب منها قائلاً ممازحاً: «هل تسمحين لي بصورة»؟ فضحكت يارا قائلة: «تفضّل». فجلس إلى جانبها قائلاً: «المهم ألا يغضب طارق أبو جودة من جلوسي إلى جانبك». فردّ عليه طارق أبو جودة حيث كان يقف على مقربة منه قائلاً: «نحن نكبر فيك، فأنت نجم لبناني كبير». فقال له وائل ممازحاً: «والله يا أبو جودة، أنت كبير ومدير أعمال ناجح». فقالت يارا وهي تناديه باسمه: «وائل، لقد وجهّت لي شقيقتك ريما ووالدتك دعوة لزيارتهما في زحلة. وأنا دائماً على اتصال بهما». فقال لها وائل: «وأنا أدعوك بدوري لزيارتنا».
هكذا كانت الرحلة الأولى للفنانين وائل كفوري ويارا بعد حادثة الطائرة الإثيوبية في مياه الشواطئ اللبنانية، حيث رافقتهما «سيدتي» من بيروت إلى الكويت للمشاركة في مهرجان «ليالي فبراير» ولتنقل بالصورة والكلمة مشاعرهما الحقيقية أثناء السفر وترصد اللحظات العفوية لهما.
تفاصيل أوسع عن هذه الرحلة تابعوها في العدد 1516 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.