معاق يتعرض للتعذيب بمركز التأهيل الشامل في جدة

2 صور
معاق يتعرض للتعذيب بمركز التأهيل الشامل في جدة

الرياض – نهى السداوي

المعاقون هم أمانة في عنق كل مسؤولاً عنهم، أمانة في المحافظة عليهم والتعامل معهم الذي يتطلب صبرًا ورحمةً ورأفةً بهم .

ولكن قد يتجرد البعض من أسمى معاني الإنسانية ليقدم على إهانة وتعذيب شخص لا حول ولا قوة له .

هذا ما تعرض له الشاب المعاق "سلطان الشهري" والبالغ من العمر (18) عاماً والذي يعاني من التخلف العقلي، حيث أوسع ضربًا وتعنيفًا جسديًّا داخل مركز التأهيل الشامل بجدة، والذي انتسب له منذُ خمس سنوات.

وعن تفاصيل الواقعة المأساوية يروي والد الشاب الشهري لــ"عاجل" قائلًا:" صدمت وذهلت عندما زرت سلطان يوم الأحد وشاهدت آثار التعنيف الجسدي في أنحاء متفرقة من جسده، وبعدما رأيت آثار التعنيف حاولت الاستفهام من إدارة المركز ولكن لم أجد إجابةً على ما حدث لابني من موظفي المركز، عليه توجهت إلى قسم الشرطة مع سلطان لتقديم بلاغ بالواقعة والمطالبة بتقرير طبي يثبت ما تعرض له من تعنيف".

عليه أكد التقرير الطبي الصادر عن مستشفى الملك عبد العزيز بجدة، تعرض الضحية لكدمات وخدوش في الوجه مع تورم وخدوش متعمقة وتجمعات دموية، وتمت إضافته لملف التحقيق، تمهيدًا للقبض على المتسببين.

على صعيد ذلك توجهت إدارة مركز التأهيل إلى التحقق في الأمر لمعرفة ملابسات الحادثة من خلال التحقيقات الداخلية، ليتم توجيه التهمة إلى اثنين من العمالة الآسيوية، فيما برر مسؤولو المركز ما حدث للشاب من تعنيف وإيذاء جسدي سببه الشركة الجديدة التي تم التعاقد معها مؤخرًا.

فيما بين "الشهري أنّ المعلومات المتداولة داخل مركز التأهيل تؤكد أنّ حادثة العنف لم تكن الأولى، حيث سبقتها 3 قضايا، آخرها تعرض شابّ للضرب وكسر في اليد داخل دورة المياه.

من جانب آخر صرح مدير فرع الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة عبد الله آل طاوي أنّ العقاب سيطال كل من ثبت تورطه في تعنيف الشاب الضحية، كما أنّ المركز اتخذ الإجراء اللازم فور اكتشاف الاعتداء حيث تم تحويل الحالة للمستشفى للكشف وإثبات الواقعة بموجب تقرير طبي.

علية آثار تعذيب الشاب سلطان الرأي العام الاجتماعي حيث شهد موقع التواصل الاجتماعي وسمًا يحمل عنوان سلطان_ضحية_تعذيب_مركز_تأهيل_جدة) طالب من خلاله المغردون بضرورة وضع أقصى العقوبات على المعذبين للضحية الذين انتهكوا كرامته وإعاقته ليقدموا على تصرف خالٍ من الإنسانية والرحمة، كما طلب آخرون بضرورة وضع رقابة وإشراف خاص من قبل المسئولون ووزارة الشؤون الاجتماعية للاهتمام أكثر بدور الرعاية الخاصة وما يحدث داخلها وما يتعرض لها مرتدوها من سوء معاملة، مؤكدين أنّ تلك ليست الحادثة الأولى التي يتعرض بها شخص من دور الرعاية للإيذاء) .